المهدي المنجرة.. عالم المستقبليات الذي رفض التطبيع
يقول المنجرة: "لا تحتاجون إلى أجهزة مفاهيمية ثقيلة كي تفهموا إلى أين تسير الأمور. هكذا هو علم المستقبليات، لم يكن أبداً جهاز تنبّؤ، إنما هو تدبّر في الاحتمالات ومن ثمّ حسن توظيفها.
وُلد المفكر الدكتور المهدي المنجرة في الرباط يوم 13 آذار/ مارس 1933.
درس المنجرة في المغرب وبعدها انتقل لدراسة البيولوجيا والكيمياء في جامعة كورنل الأميركية.
انتقل عام 1954 إلى لندن للدراسة في كلية لندن للإقتصاد فحاز على شهادة الدكتوراه عام 1957 على أطروحته المعنونة "الجامعة العربية: البنية والتحديات".
تقلد عدداً من المناصب في أكبر المؤسسات الدولية، أبرزها نائب لمدير منظمة اليونسكو.
ساهم في تأسيس أول أكاديمية لعلم المستقبليات، وترأس بين 1977 - 1981 الاتحاد العالمي للدراسات المستقبلية.
يعتبر المنجرة من أهم علماء المستقبليات. وهو يرى أن علم المستقبليات لا يزال غريباً في البلاد العربية، معطلاً وممنوعاً من تقديم أي فائدة إلى مجتمعاتنا.
يقول المنجرة: "لا تحتاجون إلى أجهزة مفاهيمية ثقيلة كي تفهموا إلى أين تسير الأمور. هكذا هو علم المستقبليات، لم يكن أبداً جهاز تنبّؤ، إنما هو تدبّر في الاحتمالات ومن ثمّ حسن توظيفها.
توقع حدوث حروب حضارية، فأطلق على حرب الخليج الأولى عام 1991، تسمية "أول حرب حضارية عالمية في التاريخ" واعترف صموئيل هنتنغتون بأن المنجرة كان أول من استعمل عبارة "الحرب الحضارية".
لفلسطين مكانة خاصة خاصة في وجدان المنجرة فقد صرح مراراً بأنه يعدّ نفسه محتلاً ما دامت فلسطين محتلة.
تمحورت كتاباته على جشع النيوليرالية المتوحشة.
ساهم في تأسيس أول أكاديمية لعلم المستقبليات، وترأس بين 1977 - 1981 الاتحاد العالمي للدراسات المستقبلية.
توقع عودة مفهوم الذلّ كمنهج سياسي بعد عقود قليلة من تخلّص بلدان العالم الثالث من الاستعمار. كما بيّن أن مصادر الذل متعدّدة حيث تُنتجه الدول الكبرى لبلوغ أطماعها، ويتحوّل إلى ثقافة شعبية فتمارس المجتمعات الذل بشكل ذاتيّ، وهو ما أسماه بنظام "الذّلقراطية"، مشيراً إلى مثال الحكام العرب الذين يهرولون إلى التطبيع مع الكيان الإسرائيلي ضاربين بمشاعر شعوبهم وإرادتها بعرض الحائط.
توفي المنجرة في 13 حزيران / يونيو 2014 عن عمر يناهز 81 سنة.