المدرسة الفنيّة الثوريّة.. المبادئ والمقوّمات

تعدّ المدرسة الفنية للثورة الإسلامية مدرسةً متطوّرةً ومتقدّمة شكلاً ومضموناً وفلسفة. یمکننا أن نطلق علیها اسم مدرسة "الفنّ الجهادي".

  • تقوم مدرسة الفنّ الجهادي علی المبادئ الفلسفية نفسها التي تدعم أصل الثورة
    تقوم مدرسة الفنّ الجهادي علی المبادئ الفلسفية نفسها التي تدعم أصل الثورة

كالكثير من المجالات الأخری في الحياة الإنسانية، أبدعت الثورة الإسلامية وأسّست مدرسة مختلفة تماماً عن المدارس الشرقية والغربية النمطية في مجال الفنون؛ فکما قدّمت نظرية "السيادة الشعبية الدينية" في المجال السياسي، أو نظرية "الاقتصاد المقاوم" في المجال الاقتصادي، جاءت أيضاً بنظرية جديدة ومدرسة إبداعية في المجال الفنّي.

تعدّ المدرسة الفنية للثورة الإسلامية مدرسةً متطوّرةً ومتقدّمة شكلاً ومضموناً وفلسفة. یمکننا أن نطلق علیها اسم مدرسة "الفنّ الجهادي"؛ فلا مدرسة "الفنّ الملتزم" (بمعنی الالتزام بالحدود الفقهية الشرعية)، ولا حتی مدرسة "الفنّ الرسالي" أو الهادف، تستطیع أن تعبّر عن مدرسة الثورة الإسلامية في الفنون بشکل دقيق، ولا المدارس الغربية کمدرسة الفنّ للفنّ وغیرها من المدارس الهشّة.

إنّ مدرسة الفنّ الجهادي قائمة علی المبادئ الفلسفية نفسها التي تدعم أصل الثورة، وتستمدّ قوّتها من قوّة الأسس الفكرية الإسلامية، كالتوحيد والعبودية المطلقة لله سبحانه وتعالی، وتعتمد في رسالتها وأسالیبها علی القيم الأخلاقية والمُثُل الإنسانية الراقية کالعدالة والحرّية. ومن هذه المنطلقات الأساسية، تتّجه نحو أهدافها السامیة لإيجاد حياة أفضل للبشریة كأفراد ومجتمعات. وبناءً علیه، تمتلك المدرسة الفنیة للثورة الإسلامیة 5 مقوّمات مهمة تمیّزها عن المدارس الأخری:

أوّلاً: بثّ الوعي ونشر اليقظة والصحوة والبصيرة والمعرفة وتقوية روح الاستنهاض لدی المجتمع، في مقابل الفنّ المخدّر الذي يعد أفيون الشعوب، ويُستخدم لإغفال الناس وحرفهم عن الاهتمام بالقضایا الكبری والأساسية.

ثانياً: تقدیم السردية الصادقة حول القضایا، وإظهار الحقيقة وإبرازها والدفاع عنها وإنقاذها من هجوم سهام التحريف والتشويه والكتمان والنسيان والسردیات الكاذبة والخادعة في معركة الحرب الناعمة، التي تُشنّ للسيطرة علی قلوب الناس وعقولهم.

ثالثاً: فضح مخطّطات العدوّ في هذه المعركة بلغة الفنّ، والتموضع والاصطفاف في معسکر الحق، والتأكيد والالتزام بالحدود الشفافة والواضحة التي تفصله عن المعسكر الباطل، وعدم السماح بتميیع الحدود والخطوط الحمر تحت شعارات رنّانة، کالسلام والحرية.

رابعاً: الالتزام العملي بالمبارزة والنضال والجهاد ومکافحة الطواغيت في العالم، والدعوة إلى تحمّل المسؤولیة تجاه المسلمین والمستضعفين في أنحاء العالم، والرؤية الواسعة التي تشمل الأمة الإسلامیة ککلّ، في مقابل حالة الاستسلام واللامبالاة أو النظرات الطائفية والعرقية والمناطقية الضیّقة. 

خامساً: صناعة الأمل، وتعزیز روح الاعتماد على الله والثقة به سبحانه وتعالی، بنصرة المؤمنین واستخلاف المستضعفین وحتمیّة الانتصار النهائي والفتح والغلبة بالتوکل علی الله، ومنع بثّ الیأس والخوف والملل بین الشعوب.

نحن الیوم نحتاج أکثر من أي وقتٍ مضی إلی هذا السلاح الفعّال -سلاح الفنّ- للوقوف في وجه المستکبرین، ونحتاج أکثر وأکثر إلی تشکیل جبهة ثقافیة شاملة تضمّ الطاقات الفنیة والفکریة والعلمية والإعلامیة علی مستوی محور المقاومة والشعوب المسلمة، والمستشارية الثقافية للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة تركّز الیوم کلّ جهودها في خدمة هذا المشروع المبارك، وهو تشکیل الجبهة الثقافية الموحّدة في مواجهة المشروع الصهيو-أميرکي في المنطقة.