إنهم يصفقون للقاتل
سيدهم، ذاك الاحمق، فيستمر في العواء. يعوي بكذب مكشوف ووقح كأن العالم لا يرى إلا ما يراه هو ولا يسمع إلا ما يسمعه! أما مستضيفوه الساديون فترشح الدماء من أنيابهم المرعبة.
القاتل الارعن. مع كل صفقة تنبت لهم أنياب وتستمر بالنمو! لكنهم يواصلون التصفيق كأنهم اجتمعوا لأجل هذا الهدف. أن يمسخوا ذئاباً مفترسة!
يستمرون بالتصفيق للقاتل فتزداد أنيابهم طولاً ومن ثم ينتشر الفراء كالثلج الاهوج فوق الجلود. إنهم يرون هذا ويحبونه، كأنهم لم يجتمعوا إلا لأجله.
وذاك الكذاب الأشر يستمر في الكذب ويزيد في العواء كأنه يردد تعاويذ سوداوية تزيد من نشوة القتلة! هو قاتل وهم كذلك. لا فرق بين أن تقتل الأبرياء بسكوتك عن قتلهم أو أن تقتل ببندقية.
لكنهم يتابعون التصفيق ويتحول الفراء إلى حراشف غاية في القساوة، كأنّها قطع من زجاج متشظية، لكن الأنياب باقية، ثابتة، إلا أن لونها يزداد حمرة مع كل تصفيق!
ها هو الدم يقطر من أنيابهم. إني أراه واضحاً كيف ينزُ منها، تلك الأنياب القاتمة المقززة. دم أحمر قانٍ يا صديقي وكأني أعرفه! كأني رأيته ذات يوم! ربااااه! أين رأيت هذا الدم؟ أين لمحته؟ كان ينز من أفواه سادة العالم الساديين وهم يزدادون نشوة!
كأنهم حفنة من الشياطين السفلية التي تمارس طقوسها البذيئة من دون اكتراث! أما سيدهم، ذاك الاحمق، فيستمر في العواء. يعوي بكذب مكشوف ووقح كأن العالم لا يرى إلا ما يراه هو ولا يسمع إلا ما يسمعه! أما مستضيفوه الساديون فترشح الدماء من أنيابهم المرعبة.
أنا تائهة العقل. أين رأيت هذا الدم من قبل؟ أين لمحته؟ رباه! إنه دم عمي محمود! لا، لا، إنه دم عاصم!، لا، بل دم ذلك الطفل الجميل ابن عمي ذو الشعر الأشقر والعينين الزرقاوين ودم إخوته الثلاث. لقد رأيتهم أشلاء يا صديقي عند مدخل حارتنا! كان دماً غزيراً لا يتوقف!
المشهد يزداد رعباً وقلبي يزداد وجعاً! ألن يتوقف هذا القلب عن الخفقان حتى أذهب إلى الله، حيث العدل الإلهي فأعرف سبب موت كل هؤلاء الطيبين؟
أريد أن أسأل. أن أعرف. لماذا على العالم أن يسكت على هذا الدم المسفوح ليل نهار؟
كبيرهم في الكونغرس يستمر في العواء! وارى الآن بأن عيني قاعتهم الفخمة تغرق في الدماء! أسياد العالم الساديون منتشون، سعداء، كأنهم ما اجتمعوا إلا ليرقصوا فوق هذه البركة العظيمة من الدماء.
يستحيل ان تكون هذه الدماء دماء 100 من عائلتي فقط. بل دماء عشرات الآلاف من الغزيين أغرقت القاعة الزائفة وتستمر في التدفق كأنها محيط لن يتوقف إلا عندما يغرق العالم بأسره! لكن كبيرهم في الكونغرس مستمر في العواء، كأن هذا السيل الهائل يغريه بمواصلة القتل، وهؤلاء القتلة مستمرون في التصفيق له!
