هل الحديث عن "شرق أوسط جديد" سابقٌ لأوانه؟
من يضمن ألا تصبح الحصانة المطلقة التي تمنحها المنظومة الجديدة في "الشرق الأوسط" للكيان الصهيوني عصا سحريةً لابتزاز الأنظمة العربية في أي ملف، حتى لو لم يكن أمنياً؟
-
الرياح لا تجري كما تشتهي سفن الطرف الأميركي-الصهيوني.
يقف الطرف الأميركي-الصهيوني هذه الأيام حائراً أمام معضلة كبيرة: إذا كان محور المقاومة قد سُحِق فعلاً، وصولاً إلى إيران الشهر الفائت، كما يزعم ترامب ونتنياهو، فإن ذلك يفترض أن يعني أن ثمار المعركة أينعت سياسياً، وأنها باتت جاهزة للقطاف في صورة "شرق أوسط جديد"، وأن العقبة الأخيرة أمام انقياد الجموع إلى "العصر الإسرائيلي" جرى تذليلها.
لكنّ يبدو أن الرياح لا تجري كما تشتهي سفن الطرف الأميركي-الصهيوني، على الرغم من تأكيد نتنياهو تكراراً أن السياسة "الإسرائيلية" عاكفة، بنجاح، على "تغيير وجه الشرق الأوسط"، منذ أكتوبر 2023. وهي الموضوعة التي كررها نتنياهو عشية ما يسمى عملية "الأسد الصاعد" ضد إيران الشهر الفائت.
خرجت مجلة "ذا إيكونومِست" البريطانية المرموقة بمقالة رئيسة، في عددها الصادر في 3/7/2025، عنوانها "الحرب بين إيران وإسرائيل لم تحدث تحولاً في الشرق الأوسط بعد"، ومفادها أن "صفقات السلام قد تكون بعيدة المنال، وأن الدول الخليجية تخشى أن الحرب قد تكون بعيدة عن النهاية".
يشير الإعلام الغربي إلى أن الهجوم الصهيو-أميركي على إيران، بدلاً من أن يجد ترحيباً من طرف الأنظمة العربية المطبعة والدائرة في الفلك الأميركي، والمعادية لإيران، فإنها أدانت الهجوم "الإسرائيلي" في 13/6/2025، ولم ترحب بالهجوم الأميركي في 22/6/2025، أو أدانته على استحياءٍ شديد.
كانت تلك الأنظمة، وخصوصاً الخليجية، منزعجة من الاتفاق النووي مع إيران سنة 2015، وسعيدة عندما انسحب ترامب منه سنة 2018، خلال رئاسته الأولى. لذلك، يبدو أن ترامب ونتنياهو توقعا منها دعماً علنياً عارماً للعدوان على إيران، إعلامياً وسياسياً.
لعل من الصعب التقاط الحبكة هنا من طرف من يصرفون النظر سريعاً عن بيانات إدانة الأنظمة العربية والإسلامية للعدوان على إيران (أو غزة أو لبنان أو سوريا) باعتبارها موجهة فحسب للاستهلاك الداخلي، محلياً وعربياً.
وهذا منطقي بالنظر إلى أن تلك الأنظمة تشارك بفعالية في الدفاع عن الكيان الصهيوني جوياً وصاروخياً، وأنها تحتضن قواعد عسكرية تضم عشرات آلاف الجنود الأميركيين (وغيرهم)، وأنها مستمرة في فك الحصار اليمني عن الكيان الصهيوني، وفي حصار المقاومة، وفي خنق أبسط تعابير تأييدها داخلياً.
حتى المطالبة بفك الحصار عن غزة في الشارع، وأحياناً في وسائل التواصل الاجتماعي، باتت عملاً "إجرامياً" في عُرف تلك الأنظمة... فكيف نصدقّ خطابها، وهي تقدم دعماً ملموساً للعدو الصهيوني؟!
إلى هنا، لا يُلام المراقبُ إنْ لم يأخذ بيانات الأنظمة وتصريحات مسؤوليها على محمل الجد، وإنْ قفزَ عنها بسرعة البرق إلى ما يليها من تقارير وأخبارٍ.
أما حين تصبح تلك البيانات والتصريحات مدعاةً للتساؤل في الإعلام الغربي، وحين تصبح مقدمةً لتحليلات سياسية تنحو إلى أن الحديث عن "شرق أوسط جديد" سابقٌ لأوانه، فإن علينا التوقف هنيهةً لفهم ما يجري.
لنأخذ مثالاً من تقرير في مجلة "تايم ماغازين" الأميركية، في 30/6/2025، بعنوان "العالم العربي قلقٌ بشأن النظام الجديد في الشرق الأوسط"، يبدأ بالجملة الآتية: "انتهت الحرب بين إيران وإسرائيل. لكنّ العالم العربي يصارع عواقبها".
والمقصود بـ "العالم العربي" هنا، كما عادةً، هو الأنظمة العربية، وهو خطأ شائع لأن البلدان لا يجوز أن تُختزلَ بأنظمتها أولاً، ولأن وصف الوطن العربي بأنه "عالمٌ"، ثانياً، يمثل انحيازاً أيديولوجياً لا مصطلحاً علمياً محايداً.
ومن البديهي أن مصطلحات مثل "الشرق الأوسط"، جديد أو غير جديد، و"الاتفاقيات الإبراهيمية"، أو "السلام مع إسرائيل"، كلها مخترقة، كما جرت الإشارة في مواضع أخرى.
المهم أن تقرير "تايم" يقول إن الأنظمة العربية ليست مرتاحة للعدوان على إيران. وكانت "تايم" ذاتها نشرت تقريراً رئيساً في 22/6/2025 تحت عنوان "شرق أوسط جديد يتكشف أمام أعيننا". وهذا يعني أن هيئة التحرير راجعت ذلك التوجه في ضوء التفاعل مع الحرب عربياً وإسلامياً.
يفصّل تقرير "تايم" الثاني، في 30/6/2025، أن تحفّظ الأنظمة العربية على قصف إيران، التي كانت ستكون تلك الأنظمة سعيدة جداً "لو جرى استبدال نظامها بآخر أكثر براغماتيةً وأقل عقائديةً"، يعود إلى سببين أساسيين:
1 – انفلات "إسرائيل" في غزة، قتلاً وتدميراً، واستمرارها في قصف لبنان، واحتلالها أراضٍ جديدة في الجولان.
2 – المقاييس المزدوجة التي يطبقها الغرب في المنطقة، والتي تنتهي دائماً بحماية "إسرائيل" من عواقب انتهاكاتها، سياسياً وقانونياً.
مرة أخرى، لا يتعلق الأمر بالمقاومة في غزة، أو حتى بما يرتكبه العدو الصهيوني فيها، أو بإيران، برأيي المتواضع، بل بـ "رؤية نظام إقليمي جديد تأمن فيه إسرائيل العقاب، في حين تملي المعايير الأمنية على جيرانها"، بحسب تعبير تقرير "تايم".
يتعلق الأمر بالخوف إذاً، خوف الأنظمة العربية أنها في ظل منظومة إقليمية من هذا النوع سوف تصبح كريشة في مهب الريح، منعدمة الوزن، وعرضة في أي لحظة للضرب والعقوبات وزعزعة الاستقرار عندما يقرر الكيان الصهيوني أن أحدها لم يراعِ، بصورة أو بسرعة كافية، هذا الاعتبار أو ذاك المتعلق بأمن "إسرائيل" القومي، أي إذا لم تنصع تماماً لمحددات استراتيجية الأمن القومي للكيان الصهيوني.
فمن يضمن ألا تدور الدائرة على مصر مثلاً إذا أصرت على منع تهجير الغزيين إلى سيناء؟ من يضمن ألا يستهدف الطرف الأميركي-الصهيوني الأردن إذا رفض مشروع تهجير أهل الضفة الغربية، بينما يجري تهويدها على قدمٍ وساق؟
من يضمن ألا تُستهدَف السعودية، بالعقوبات أو غيرها، إذا رفضت الانخراط في ما يسمى "الاتفاقيات الإبراهيمية" قبل إيقاف المجزرة الصهيونية المستمرة في غزة، مراعاةً لمشاعر مواطنيها أو لمنزلتها في الوطن العربي والعالم الإسلامي؟
باختصار، من يضمن ألا تصبح الحصانة المطلقة التي تمنحها المنظومة الجديدة في "الشرق الأوسط" للكيان الصهيوني عصا سحريةً لابتزاز الأنظمة العربية في أي ملف، حتى لو لم يكن أمنياً؟
نتحدث عن وصاية صهيونية مطلقة هنا، وهذا خطير، حتى بالنسبة للأنظمة العربية، لأنه يتضمن احتمال تقويض الأنظمة وتفكيك البلدان.
إن هذا الخوف مهم اليوم في تشخيص المشهد الراهن، لإيران، وللمعارضين العرب الذين ينطلقون من حسابات وطنية وقومية.
لا رهان طبعاً بأن تغير الأنظمة العربية جلودها، لأن المنظومة القُطرية صُممت أصلاً كي تنتج مصفوفة السياسات والمواقف الرثة التي تتبعها. لكنْ، ثمة تعقيدات أمام بسط المشروع الأميركي-الصهيوني في الإقليم لا تنبع من نقيضه، أي من المقاومة ومشروعها ومحورها، بل من داخله، ممن يفترض أن يحمل مشروع "الشرق الأوسط الجديد"، ومما يعنيه فرضه بالنسبة للأنظمة العربية من تدهور في ميزان علاقاتها مع الكيان الصهيوني، ومن زعزعة محتملة لاستقرارها.
انظر مثلاً تقرير "واشنطن بوست"، في 28/6/2025، المعنون "الولايات المتحدة ترى شرق أوسط جديداً. لكنّ حلفاءها الخليجيين مربكون بشأن إسرائيل غير مقيدة".
كذلك يؤكد تقرير في "فايننشل تايمز" البريطانية، في 22/6/2025، بعنوان "حلفاء الخليج يشعرون بالصدمة من جراء ضربات ترامب على إيران"، أن أنظمة الخليج تعهدت لترامب بتريليونات الدولارات، لكنها طالبته بانتهاج الخيار الدبلوماسي مع إيران.
فهي ترى، بحسب تقرير "فايننشل تايمز"، أن الصراع يمكن أن يرتد عليها، وخصوصاً أنها في مدى الصواريخ الإيرانية قصيرة المدى، وأن الهجمات "الإسرائيلية" تؤجج التوترات في المنطقة، ما يعيق انخراطها في المسار الاقتصادي الصرف.
لذلك، تشعر دول الخليج بالإحباط من جراء انعدام تأثيرها على ترامب في موضوع الهجوم على إيران، على الرغم من انتقال العلاقات الخليجية-الأميركية إلى مستوى يفترض أنه أعلى منذ رحيل بايدن.
يضيف تقرير "فايننشل تايمز" أن الأنظمة الخليجية ترى أن محاولة "تغيير النظام" في إيران يمكن أن تقود، إذا نجحت، إلى تفكك النظام، الأمر الذي سينتِج عاصفة من عدم الاستقرار إقليمياً، تماماً كما جرى في العراق سنة 2003، أو أن تقود، إذا فشلت، إلى سعي إيران لامتلاك سلاح نووي، الأمر الذي سيهز ميزان القوى إقليمياً. والأرجح أن تفشل، كما ينقل التقرير.
بناءً عليه، أصرت الدول الخليجية على الخيار التفاوضي، وعلى ضرورة العودة إليه بسرعة، وطرحت نفسها وسيطاً، وأدانت العدوان "الإسرائيلي"، وابتهلت إلى ترامب ألا يجري استخدام القواعد الأميركية لديها ضد إيران هجومياً.
تأكيداً لما ذهبت إليه "فايننشل تايمز"، أُعلن رسمياً في الولايات المتحدة أن 7 قاذفات استراتيجية أميركية من طراز B-2 غادرت قاعدة "وايتمان الجوية" في ولاية ميسوري الأميركية لقصف إيران، أي أنها لم تنطلق من قواعد الاحتلال الأميركي في الوطن العربي.
قيل إذاً إن تلك القاذفات سافرت 18 ساعة ذهاباً إلى إيران، و18 إياباً، من دون توقف، أي أنها لم تتوقف في القواعد الأميركية في المنطقة، ورافق ذلك نشر البنتاغون فيديو يظهر انطلاق ما يسمى "عملية مطرقة منتصف الليل" من ميسوري.
كان لافتاً أن التقارير الإعلامية المنشورة عن تلك العملية ورد فيها أن القاذفات الاستراتيجية توجد فيها أسرة وحمامات، والمعنى الظاهر أن طواقم تلك القاذفات ليست بحاجة للتوقف في أي مكان في طريقها الطويل إلى إيران أو منها، أي أن القواعد الأميركية في المنطقة لم تُستخدم في العدوان على إيران.
لكنّ الحلقة المفقودة في تلك الرواية هي: من أي قواعد انطلقت أسراب طائرات الأف-35 والأف-22 الأميركية التي رافقت قاذفات الـ B – 2 السبع في مهمتها العدوانية في الأجواء الإيرانية يا ترى؟
في عنوانٍ مخالف، هو "شرق أوسط جديد حقيقي في طور النشوء"، في مجلة "نيوزويك" الأميركية، في 3/7/2025، ربما يبدو أن ما يُثار بشأن تحفظات الأنظمة العربية على المنظومة الإقليمية الجديدة في المنطقة التي ترسخ الكيان الصهيوني سلطاناً مطلقاً هو أمرٌ خلافي.
وهو كذلك فعلاً، ومن المهم أن ذلك الخلاف انتقل إلى الإعلام الغربي، إذ إن ذلك العنوان هو لمقالة رأي كاتبها د. شوقي فريدمان، الحاخام "الإسرائيلي"، والمدير العام لمركز أبحاث أسسته الوكالة اليهودية (التي أسهمت باستعمار فلسطين) سنة 2002 اسمه "معهد سياسة الشعب اليهودي".
ويبدو أن د. فريدمان كُلف بكتابة رد على التقارير التي تظهر تحفظات على مشروع "الشرق الأوسط الجديد". وتروّج مقالته الخط الرسمي الصهيوني من أن "مشهداً جيوسياسياً جديداً يتشكل في الشرق الأوسط يحمل وعداً بتحولٍ دائم"، مضيفةً أن "إضعاف إيران وحلفائها يفسح مجالاً لدائرة تطبيع أوسع"، وأن "اتفاقيات أبراهام قد تشمل قريباً السعودية، وربما حتى دولاً لطالما اعتُبرت بعيدة المنال، مثل سوريا ولبنان".
يتحدث فريدمان عن فتح آفاق لإسقاط النظام في إيران، وبأن حزب الله، في ظل حرمانه الرعاية الإيرانية، سيجد نفسه مضطراً إلى إعادة تقييم دوره داخل النظام السياسي الممزق في لبنان، وربما حتى إلى مواجهة الضغوط لنزع سلاحه والاندماج سياسياً بطرقٍ لطالما قاومها.
يرى الكيان الصهيوني أنه انتصر في المعركة إذاً، وأن الوقت حان للقطاف سياسياً.
نجد عنواناً، على الخط ذاته، في موقع "بوليتيكو" في 25/6/2025، هو "ما التالي بالنسبة لإيران والشرق الأوسط؟"، وهي مقالة رأي أيضاً كاتبها هو العميد الركن يوسي كوبرفاسر، المتقاعد من جيش العدو الصهيوني، والمرتبط حالياً بمركز أبحاث اسمه "معهد القدس للاستراتيجية والأمن".
على الهامش، الذي لا يمثل هامشاً على الإطلاق في الحقيقة، من المهم جداً التنبه لأهمية مراكز الأبحاث في صياغة الخطاب الإعلامي والتوجه السياسي والاستراتيجيات المتبناة في الكيان الصهيوني (وفي الغرب طبعاً).
المهم، يخلص العميد كوبر فاسر في مقالته إلى أن "الهجوم على المواقع النووية والصاروخية الإيرانية حسّن فرص تطبيع العلاقات العربية-الإسرائيلية بصورة كبيرة، فضلاً عن تعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط. إنه إنجازٌ ينبغي عدم الاستهانة به، لكنه ليس نهاية الطريق أيضاً".
ويدعو كوبر فاسر من سماهم "قادة العالم" إلى استغلال هذه اللحظة التي جرى إضعاف إيران فيها بشدة، برأيه، لفرض اتفاق نووي عليها ترضخ بموجبه لرقابة مشددة في مقابل رفع العقوبات عنها.
ويضيف كوبر فاسر، وهذه لعناية من يرون أن الخيار العسكري جرى استنفاده، أن ما جرى يثبت في المدى الطويل مصداقية التهديد العسكري لإيران، من طرف الولايات المتحدة و"إسرائيل"، إذا حاولت إعادة بناء مشروعها النووي، وبأن حزب الله وغزة لم يعودا يشكلان عنصر ردع يجب أن تأخذه "إسرائيل" في الحسبان، وبأن "انهيار نظام الأسد في سوريا زاد من ضعف حزب الله".
مرة أخرى، وكما أشرت الأسبوع الفائت، لا يعني ما سبق أن الكيان الصهيوني انتصر في المعركة، لكن من المهم أن نعرف كيف يفكر استراتيجيوه.
وهم يفكرون بفرض منظومة إقليمية جديدة، وبفرض شروط لا تعني إلا أحد أمرين: إما الاستسلام أو تجديد العدوان، وبالتالي يجب أن نكون مستعدين للجولة المقبلة، لأن العائق الحقيقي أمام فرض المنظومة الإقليمية الصهيو-أميركية هو محور المقاومة فعلياً.
التطبيع مع السعودية، وسوريا ولبنان، مطروحٌ بقوة على الطاولة، كما نرى في تقرير بعنوان "هل تدفع تداعياتُ الصراعِ الإيرانيِ إسرائيلَ والسعوديةَ إلى التطبيع؟"، في 2/7/2025، في موقع Breaking Defense المتخصص في الشؤون العسكرية، والذي يتخذ من نيويورك مقراً له.
ويخلص تقرير الموقع إلى أن موضوع غزة بات العائق الأهم أمام توسيع "اتفاقيات أبراهام"، وأن السعودية ربما تشكل عقدة أكبر لأنها تميل إلى حل أكثر ديمومةً من "وقف إطلاق النار" فحسب، حفاظاً على منزلتها في العالم السني، كما يشير التقرير، في حين تميل الأنظمة في سوريا ولبنان إلى التطبيع بشروط أخف وطأة، وأن وقف إطلاق النار في غزة ربما يكفيهما (وهذا هو معنى وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة في السياق الإقليمي).
تدرك القيادة السعودية جيداً أن النظام التركي ينتظرها كي تهفو، لكن ما يجب أن يدركه النظام الجديد في سوريا هو أن انخراطه في التطبيع من دون غطاء سعودي أو تركي، وخارج السياق الإقليمي للأنظمة العربية، يعني الانتحار سياسياً، وتكرار تجربة 17 أيار 1983 في لبنان سورياً، وهي تجربة يبدو أن البعض في لبنان لم يتعلم منها شيئاً.