تصاعد توترات الشرق الأوسط.. الصين تدين الاغتيال ومقتل المدنيين
الصين تعارض وتدين حادثة اغتيال هنية وتعدّها تدميراً صارخاً لجهود السلام والانتهاك المتعمّد للمبدأ الأساسي لميثاق الأمم المتحدة المتمثل في احترام السيادة وسلامة الأراضي لجميع البلدان.
في الآونة الأخيرة، تصاعد الصراع في الشرق الأوسط مرة أخرى، إذ وجّهت "إسرائيل" ضربة كبيرة إلى ضاحية بيروت الجنوبية يوم 30 تموز/يوليو، الأمر الذي أسفر عن مقتل 7 أشخاص على الأقل وإصابة 80 آخرين. واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران في 31 تموز/يوليو دفع الوضع الإقليمي إلى قمة أكثر خطورة، وقال رئيس البرلمان الإيراني إن إيران سترد بقوة على هذا الأمر، وستدفع "إسرائيل" والولايات المتحدة ثمناً لاغتيال هنية.
وعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتماعاً طارئاً بشأن اغتيال زعيم حماس هنية بعد ظهر 31 تموز/يوليو، بناءً على طلب إيران والصين والجزائر وروسيا.
وفي الاجتماع، أعرب المندوب الصيني الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فو تسونغ عن إدانة اغتيال هنية والغارة على بيروت. وقال إن الصين تعارض وتدين بشدة سلسلة الأعمال غير المسؤولة التي حدثت مؤخراً، بما في ذلك الغارة الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية. كما أن الصين تعارض وتدين حادثة اغتيال هنية وتعدّها تدميراً صارخاً لجهود السلام والانتهاك المتعمّد للمبدأ الأساسي لميثاق الأمم المتحدة المتمثل في احترام السيادة وسلامة الأراضي لجميع البلدان. وأعرب الجانب الصيني عن قلق عميق لهذه الحادثة التي قد تؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة.
وفي 6 آب/أغسطس الجاري، أجرى وزير الخارجية الصيني وانغ يي محادثات هاتفية مع وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين في الخارج بدر عبد العاطي ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي على التوالي، وتبادل وجهات النظر معهما بشأن الوضع في منطقة الشرق الأوسط، مؤكداً أن الصين ستواصل الوقوف بحزم إلى جانب الدول العربية، ودعم الجهود التي تسعى إلى تحقيق وقف دائم وشامل لإطلاق النار في غزة.
وقد أكدت الصين مراراً وتكراراً أن السبب المباشر للتدهور المستمر للوضع في الشرق الأوسط يرجع إلى عدم تحقيق وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة حتى الآن. وظلت الصين تحث جميع الأطراف على بذل الجهود في تحقيق وقف إطلاق النار وإنقاذ الأرواح وتخفيف الأزمة الإنسانية، واحتواء امتداد الصراع تلبية للدعوة المشتركة للمجتمع الدولي. وحثت الصين "إسرائيل" على التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية في غزة، والوقف الفوري للعقاب الجماعي لأبناء شعب غزة.
كواحد من مؤسسي حماس، كان إسماعيل هنية أول رئيس وزراء انتخبته حماس بعد فوزه في الانتخابات التشريعية المستقلة في عام 2006. وهو كان طرفاً رئيسياً في محادثات وقف إطلاق النار بعد اندلاع الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. ويعرقل اغتيال هنية فرص التوصل إلى أي اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في غزة، كما أدى إلى انهيار آفاق مفاوضات السلام بين الجانبين، وزاد التناقض بين إيران و"إسرائيل" وعدم اليقين في المنطقة، وزاد من توتر الأوضاع بشكل كبير.
وقبل أسبوع من اغتيال هنية، توصّل 14 فصيلاً فلسطينياً إلى إعلان بكين التاريخي، الأمر الذي يسجل خطوة هامة نحو تحقيق المصالحة الداخلية. لكن اغتيال هنية يسبب مشكلة جديدة على طريق المصالحة الداخلية الفلسطينية، ويزيد من تعقيد الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
بعد اغتيال هنية، أعلنت حماس تجميد التفاوض حول وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن، وأكدت أنها "لن تعترف بإسرائيل أبداً" وستقاتل إلى الأبد. وهذا بالضبط ما تتطلع إليه الحكومة الإسرائيلية، وبالتالي فإن الحكومة الإسرائيلية لديها حجة للإصرار على "القضاء على حركة حماس" و"نزع أسلحتها" في غزة، وتقسيم وإضعاف وحدة فلسطين، وبالتالي الاستفادة من ذلك على المدى الطويل. ومع هذا، من المرجح أن تطول حرب غزة، وستستمر حالة الحرب الإسرائيلية بشكل طبيعي، ويمكن لنتنياهو تأجيل محاسبته من قبل المعارضة إلى أجل غير مسمى.
الصراع في غزة مستمر منذ ما يقرب 300 يوم، ما تسبب في مقتل نحو 40 ألف شخص وكارثة إنسانية غير مسبوقة. لقد مر أكثر من شهرين منذ إصدار قرار مجلس الأمن 2735، لكن التفاوض حول وقف إطلاق النار لم يحرز أي تقدم حتى الآن. وفي الوقت نفسه، تتسارع تداعيات الصراع في امتدادها. ولا بد من اتخاذ المجتمع الدولي الإجراءات الملموسة في إدانة وإيقاف الأعمال غير المسؤولة الاستفزازية التي تثير المخاطر والتصعيد.