من نيس إلى النورماندي: تطوير لبرنامج الإرهاب

العمل الإرهابي الأول من نوعه في فرنسا وأوروبا يعكس، بحسب التوقعات، إنتقالاً بالبرنامج الإرهابي إلى أفق تفجيري واضح يستهدف وضع العلاقات بين المكونات الفرنسية على حافة الهاوية. هدف لطالما حذر من نجاحه قادة فرنسا من مسؤولين ومفكرين وإعلاميين فرنسيين أو فرنسيين من أصول عربية.

العمل الإرهابي الأول من نوعه في فرنسا يعكس إنتقالاً بالبرنامج الإرهابي إلى أفق تفجيري واضح
بمهاجمة الكنيسة في شمال فرنسا وقتل الكاهن بعد ساعات من إحتجاز رهائن داخل المكان، يكون الإرهاب قد خطا بإتجاه مرحلة على قدر كبير من الخطورة تنذر بتداعيات ترتعد لها فرائص الفرنسيين والجاليات العربية والمسلمة المقيمة على الأراضي الفرنسية. 
العمل الإرهابي الأول من نوعه في فرنسا وأوروبا يعكس، بحسب التوقعات، إنتقالاً بالبرنامج الإرهابي إلى أفق تفجيري واضح يستهدف وضع العلاقات بين المكونات الفرنسية على حافة الهاوية. هدف لطالما حذر من نجاحه قادة فرنسا من مسؤولين ومفكرين وإعلاميين فرنسيين أو فرنسيين من أصول عربية. 
الضربة التي أثارت ألم العالم حين قتل سائق شاحنة العشرات من المدنيين دهساً على شاطئ مدينة نيس الفرنسية، كان هدفها إيصال الدم إلى قلب كل فرنسي ومقيم يرفض القتل والإرهاب، ترويعه وتخويفه ودفعه إلى حافة الغضب. سُمعت يومها عبارات مثل" لم نعد نتحمل" و "يجب أن نتحرك" بين المواطنين الذي كانوا على درجة عالية من السخط. 
ظهرت زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية مارين لوبين لتقطف الغضب المتفشي في الشارع الفرنسي وتجدد حملتها المعهودة لمهاجمة سياسة اللِّين مع اللاجئين والمهاجرين. الدخول الدموي إلى الكنيسة هذه المرة ينتقل بمفاعل الكراهية والغضب إلى مستوى مرعب. بالأمس كان المتشددون الفرنسيون يزعقون في وجه الحكومة بسبب مزاحمة المهاجرين في سوق العمل والحياة. 
اليوم يقدم القاتل في الكنيسة أسباباً موجبة لمن يبحث عن مبررات لمهاجمة المهاجرين وتصعيد العداء إلى درجة الغليان. الإرهابيون سواء كانوا ينتمون إلى داعش أو منظمات تكفيرية أو إرهابية أخرى يريدون إستثمار مناخ الكراهية والغضب المتنامي في فرنسا ودول أخرى ودفعه إلى حدود صدامية، ومن ثم النفاذ إلى أوروبا والضرب في المكان الذي يناسب مشروعهم. 
الفؤوس والسكاكين التي تضرب المارة المدنيين في بعض مدن أوروبا تحمل الهدف نفسه والنتيجة نفسها. خلخلة المجتمعات الأوروبية تمهيداً لخطط يجاهر بها قادة الإرهابيين الذين توعدوا "أوروبا الكافرة" بالحديد والنار. 
 عجلة الشاحنة التي حطمت عظام الفرنسيين مسيحيين ومسلمين في مدينة نيس جنوب البلاد، تلتقي مع سكين القاتل في كنيسة النورماندي شمال فرنسا ليشكلا قوساً إرهابياً يفتح الأسئلة على كيفية مواجهة هذا النوع من الأعمال التي تنطلق وتنهي بسرعة البرق. في حين لا يتورع البعض من ذوي الرؤوس الحامية في فرنسا عن القول إن فرنسا في الطريق إلى حرب دينية وأن على الفرنسيين "التحرك بقوة وسرعة" قبل فوات الأوان. 
حرب من هذا النوع يعرف الجميع انها ضرب من الإنتحار الجماعي لا سيما أنها، وفق معظم المتابعين لمشروع داعش، الهدف الأم لمخططي الهجمات الدموية من ألمانيا إلى فرنسا.