بعض المدافعين عن الديمقراطية، هل هم ذئابٌ منفردة؟
أهداف مشتركة بين المتطرّفين وبعض الليبراليين في ظل الأزمات التي تعصف بالمنطقة منذ بدء مرحلة "الربيع العربي".
-
-
المصدر: الميادين نت
- 20 تموز 2017 11:27
لا يقّل الديمقراطيون اهتماماً بالإسلاموية السياسية الأميركية عن الجمهوريين
هل تقتصر الذئاب المنفردة على
أنصار الجماعات التكفيرية الإجرامية، الذين يمكن أن يضربوا في أيّ وقت وبعمليات
فردية مفاجئة لأكثر الدوائر انضباطاً وقدرة وخبرة، أم أن جماعات التمويل الأجنبي
الليبرالية هي شكل آخر من الذئاب المُنفردة، بالنظر إلى الأهداف العامة ومُشغّليها
في الدوائر الأميركية والأوروبية المتورِّطة، وبالنظر إلى الطابع الفردي لنُشطاء
هذه الجماعات:
-1- ما يجمع الذئاب التكفيرية
الأصولية مع الذئاب الليبرالية، هو الهدف المشترك لها كما هو مُشخَّص ومحدد في
الدوائر الدولية.
فمن الفضائيات العربية المعروفة،
التي تجمع في شريط أخبارها وتعبئتها وبرامجها النمطَين المذكورَين: التكفيريون
والليبراليون، إلى المُستهدفين على لوائحها من البلدان، التي توصف بالشمولية
والدولة العميقة المناهضة للسياسات الأطلسية.
أيضاً، إذا أخذنا المراكز الدولية
والإقليمية التي ترعى الفوضى الهدّامة وتحطيم الدول، دولة دولة، لوجدنا أن هذه
المراكز ترتبط في الوقت نفسه مع الذئاب التكفيرية والذئاب الليبرالية، وتحتفظ دولة
(غاز) مُحدّدة في الشرق الاوسط، بالمراكز الإقليمية للمراكز الدولية التي تُدار في غالب الأحيان من قبل شخصيات يهودية أميركية وأوروبية مثل بيتر
أكرمان، برنار ليفي، برنار لويس، نوح فيلدمان .. إلخ، ومن هذه المراكز:
- مؤسّسة راند التابعة للبنتاغون،
وهي مُهتّمة بالجماعات الإسلامية وبجماعات حقوق الإنسان في الوقت نفسه.
- أكاديمية التغيير، التي تُشرف
على إعداد البرامج والاستراتيجيات الموجِّهة (للربيع العربي).
- معهد كانفاس (مركز الأوتبور)،
لإعداد الشباب وتدريبهم وبناء جسور من العمل المُشتَرك بين الإسلاميين
والليبراليين.
- صناديق دعْم الديمقراطية، مثل
صندوق الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي.
ولا يقّل الديمقراطيون اهتماماً
بالإسلاموية السياسية الأميركية عن الجمهوريين، بل إن مكتب هيلاري كلينتون وطاقمه
من النساء الآسيويات المسلمات (هما عابدين وفرح بانديت)، كان مُكلّفاً بدعم مرسي
في مصر.
- المراكز المُقرَّبة من بريجنسكي
وبرنار لويس، التي ترى في الإسلام الأميركي والجماعات الليبرالية تحالفاً مهماً
حول روسيا الأوراسية، ومنها بيت الحرية ونيد وغيرها.
- المراكز القانونية المُهتمّة
بتقديم الاستشارات القانونية والإصلاحات الدستورية، ومن أشهر رموزها اليهودي الأميركي
نوح فيلدمان، الذي وضع دستوراً طائفياً للعراق بعد احتلاله وكان مُهتّماً بتقديم
خدماته الدستورية لإدارة مرسي في مصر.
والمهم هنا هو دفاع فيلدمان عن
الإسلامويين وحثّه الإدارة الأميركية على التفاهم معهم كبديل للحرس البيروقراطي
(القومي) القديم.
-2- إذا كانت الذئاب التكفيرية،
تتحرّك في الغالب ضمن قطعان جماعية، فإن ذئاب الـ NGO's والليبرالية تعمل وتتحرّك في
الغالب بصورة منفردة، وتظهر هنا على نحو (أكثر أنانية) من الذئاب الحقيقية
نفسها. فهذه الذئاب تُقسِّم الغنائم والفرائس بصورة غريزيّة، أما ذئاب الـ NGO's الليبرالية فلا تتعدّى فرداً أو مجموعة أفراد، لا يتعدّون عدد أصابع اليد الواحدة،
وهو ما أدّى إلى تراكم المساعدات في رصيد شخص أو شخصين، وانضمام العديد من النشطاء
(الفقراء) إلى أثرياء (حقوق إنسان) في غضون سنوات قليلة.
والمفارقة هنا، أن شخصاً أو
شخصَيْن باسم مركز دراسات لحقوق الإنسان أو المرأة أو المواطنة يقدِّمان أنفسهما، كما
يجري ترويجهما كممثّلين للمجتمع المدني، وتمنح لهما الأموال لتدريب القضاة
والبرلمانيين والنساء والنقابيين .. إلخ، وهم أقل خبرة ومعرفة منهم في هذه الحقول.