فلسطين عربية وعاصمتها القدس

إن طريق القدس في الميزان السياسي والعسكري الاستراتيجي هو بالفعل يبدأ من الجغرافيا السورية، وسيكون معبّداً سوياً باتجاه المعركة الكبرى بإعلان محور المقاومة النصر العظيم على الأدوات الصهيونية، يخط بثقة معالم الانتصار، وعيونه وقلبه لا تغادرها، صورة القدس وزيتون فلسطين، النصر قادم بفضل المقاومة المسلّحة.

مظاهرة حاشدة بالضاحية الجنوبية في بيروت دعما للقدس

إن ما بدأه سماحة الإمام الخميني من نهج قومي إسلامي بوصلته فلسطين ونصرة المُستضعفين، فكانت إيران الثورة أول دولة افتتحت سفارة لدولة فلسطين على أراضيها، أكمله سماحة مرشد الثورة علي الخامنئي باقتدار وإيمان عقائدي فكان أول من دعا إلى تسليح الضفة الغربية في وقت ترفرف فيه أعلام الكيان الصهيوني في دول عربية وتهرول مشيخات وإمارات بالجملة على طريق التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصِب.

الإيمان العقائدي بالمبادئ الذي يستمر فيه السلوك الإيراني في دعم حركات التحرّر والقوى الثورية في مناهضتها لقوى الاستكبار، هو ما أفرز الانحياز والتأييد المُطلق لحركة المقاومة اللبنانية مُمثّلة بحزب الله مُتلازماً مع دعم حركات المقاومة الفلسطينية ممثلة بحركتي حماس والجهاد الإسلامي، ولا نذيع سرّاً عندما نتحدّث عن دور إيران المحوري في يوميّات المعارك التي ذُل فيها الكيان الصهيوني في اعتداءاته السابقة على غزّة وجنوب لبنان.

في المعركة الحاصلة اليوم ضد الإرهاب وقوى التكفير رهانات العدو قد سقطت، فلا انشغال الدولة السورية بهذه الحرب القذرة بالقضاء على هذه العصابات التكفيرية التي يخطّط لها خارجياً حقّق ما حلم به الحلف الصهيو أميركي خليجي بالابتعاد والتخلّي عن القضية الفلسطينية والاهتمام بالوضع الداخلي، و كما قال السيّد الرئيس الدكتور بشّار الأسد في خطاب القَسَم "ستبقى فلسطين القضية المركزية استناداً للمبادئ واستناداً للواقع وما يفرضه هذا الواقع من ترابط بين ما يحصل في سوريا وما يحصل في فلسطين".

ورهانهم على انقسام الوضع الداخلي الفلسطيني سقط أيضاً على العكس كان هناك موقف موحّد من كافة فصائل المقاومة والسلطة. أنه لا خيار سوى المواجهة المسلحة مع هذا العدو الغادِر للحصول على كافة حقوق الشعب الفلسطيني.

من هنا نشهد أن هناك تطوراً كبيراً يحصل على الساحة الفلسطينية فهناك نهاية لمرحلة وبداية لمرحلة جديدة فرضتها المقاومة الفلسطينية بصمودها على الأرض وتحقيق نتائج ميدانية و انتصارات كبيرة بتغيير قواعد الاشتباك مع هذا الكيان السرطاني.

اختارت الجمهورية الإسلامية المسار الحق، فكانت خير حليف للمؤسّسة العسكرية والدولة الشرعية في سوريا والعراق، والظهر المتين والسند الحقيقي في ما يفرزه الميدان وما تستولده المعركة ضد الإرهاب من إنجازات أسقطت مشاريع أميركا وبني صهيون في منطقتنا، من هنا يتطاول الاستهداف في خطاب واشنطن وحلفائها ضد طهران وحزب الله ويتزايد الحديث عما يسعى إليه بنو سعود من تحالفات في وضح النهار مع كيان الاحتلال لاستهداف إيران وحلفائها.

ما أبدته الجمهورية الإسلامية الإيرانية من ثبات على النهج في التصدّي لمشاريع الاستكبار هو ما يجعلها اليوم في عين العاصفة الصهيو أميركية، ترجمها صراحة وليّ العهد السعودي محمّد بن سلمان عندما هدّد بنقل المعركة للداخل الإيراني، لكن بلداً ثبت على الحق وآمن بالمقاومة وانحاز لقوى الثورة والصحوة الحقيقية وانتصر على عملاء الأمس لا شك أنه منتصِر مهما بلغت نيران الاستهداف ودوائر السوء وخبث المتآمرين. 

إن محورية القضية الفلسطينية يؤكّدها خروج  الملايين إلى الشوارع نصرة لفلسطين، وإن كل ما يحدث اليوم هو محاولات حثيثة للمشروع الأميركي لتصفية هذه القضية، ومن ورائه أدواته الإسلاموية التكفيرية التي تعيث في الأرض فساداً خدمة للكيان الصهيوني وبالمجان من دون عناء لهذا الكيان، إن طريق القدس في الميزان السياسي والعسكري الاستراتيجي هو بالفعل يبدأ من الجغرافيا السورية، وسيكون معبّداً سوياً باتجاه المعركة الكبرى بإعلان محور المقاومة النصر العظيم على الأدوات الصهيونية، يخط بثقة معالم الانتصار، وعيونه وقلبه لا تغادرها، صورة القدس وزيتون فلسطين، النصر قادم بفضل المقاومة المسلّحة.