مبدأ الصين الواحدة لن يؤثر فيه أي استفزاز
ما يسمى "استقلال تايوان" هو تيار مضاد للتاريخ، والسعي إليه لن يتحقق، وتحقيق إعادة توحيد الوطن الكامل أمر لا يمكن لأي قوة أن توقفه.
يصبح تغيير قيادة تايوان كل مرة عقدة مهمة في تحديد اتجاه العلاقات بين جانبي مضيق تايوان. في خطاب زعيم منطقة تايوان الجديد لاي تشينغ تي في 20 أيار/مايو من هذا العام، أصر لاي على موقف "استقلال تايوان"، مدعياً أن "سيادة تايوان مستقلة"، وأن الجانبين "غير تابعين لبعضهما بعضاً"، وقام بترويج نظرية الانفصال الخاطئة في محاولة لتمزيق المشاعر العميقة للمواطنين على جانبي مضيق تايوان والتحريض على الانقسام والمواجهة بين الجانبين.
من الواضح أن هذا عمل خاطئ وخطير. إنه لا يتجاهل القانون الدولي والحقائق التاريخية فحسب، بل يستفز ويقوض مبدأ الصين الواحدة والسلام والاستقرار لمضيق تايوان أيضاً، الأمر الذي يؤدي إلى تشديد التوترات وتقويض السلام والاستقرار بين جانبي المضيق.
يجب التأكيد والتوضيح أن تايوان جزء لا يتجزأ من أراضي الصين منذ القدم. هذه حقيقة تاريخية لا جدال فيها ولها أساس قانوني متين. وكان الصينيون مبكرين باستغلال أراضي تايوان. وقد جاء ذلك في الوثيقة التاريخية بعنوان "سجلات الأراضي المطلة على البحر"، والتي تم تأليفها قبل 1700 عام. وتعد هذه الوثيقة أقدم السجلات في العالم التي ذكرت فيها تايوان.
وفي القرنين الثالث والسابع الميلاديين خلال فترة الممالك الثلاث وأسرة سوي الملكية، أرسلت الصين أكثر من عشرة آلاف شخص إلى تايوان. وبدءاً من أسرتي سونغ ويوان الملكيتين (960-1368م)، أقامت مختلف حكومات الأسر الملكية الصينية على التوالي أجهزة إدارية في تايوان لممارسة الإدارة الفعالة فيها. وفي العصر الحديث، أصدرت البلدان الكبرى "إعلان القاهرة" و"إعلان بوتسدام" خلال الحرب العالمية الثانية، الذي يؤسس الأساس القانوني للنظام الدولي بعد الحرب. وقد نص كل منهما على إعادة الأراضي الصينية التي سرقتها اليابان، "بما في ذلك تايوان"، إلى الصين.
وعام 1971، أكد قرار رقم 2758 للجمعية العامة للأمم المتحدة على مبدأ الصين الواحدة من حيث القانون الدولي. وقد أصبح مبدأ الصين الواحدة مبدأ يلتزم به المجتمع الدولي والأمم المتحدة.
وفي تحدٍ للحقائق التاريخية ولصوت المجتمع الدولي، خانت قوى "استقلال تايوان" الانفصالية المصالح الكبرى للأمة الصينية والإرادة العامة لأبناء الشعب الصيني، وقوضت سيادة الصين وأمنها ومصالحها الإنمائية بشكل خطير.
وأعرب البر الرئيسي الصيني عن أنه لن يتسامح أبدًا مع هذه الأفعال أو يتغاضى عنها، وسيتخذ تدابير مضادة قوية لمعاقبة قوى "استقلال تايوان" الانفصالية على أقوالها وأفعالها الاستفزازية.
وقد أوضح وزير الخارجية الصيني وانغ يي موقف الصين من شأن تايوان، وقال إن مسألة تايوان تتعلق بالمصالح الجوهرية الأساسية للصين، وأن الأنشطة الانفصالية "لاستقلال تايوان" هي العامل الأكثر تدميراً لسلام مضيق تايوان.
السلوك القبيح للاي تشينغ تي وغيره من الانفصاليين مخزٍ، وهم يعتبرون خونة للأمة والبلد، لكن بغض النظر عن كيفية أفعالهم، لا يمكنهم منع عملية إعادة التوحيد الكامل للصين، وستعود تايوان إلى حضن الوطن الأم بالتأكيد. سيتم تثبيت جميع الانفصاليين "لاستقلال تايوان" على عمود عار التاريخ حتماً.
من 23 إلى 24 أيار/مايو، نظمت المنطقة العسكرية الشرقية لجيش التحرير الشعبي الصيني مناورات عسكرية باسم "السيف المشترك – 2024" حول جزيرة تايوان، وشاركت فيها القوات البرية والبحرية والجوية وقوة الصواريخ والقوات الأخرى. وركزت المناورات على تحقيق التحكم في ساحة المعركة وضرب الأهداف بالدقة والعمليات الأخرى، واقتربت السفن العسكرية والمقاتلات من جزيرة تايوان، وتم اختبار القدرة العسكرية الفعلية للقوات.
هذه المناورات تعتبر عقوبة قوية للقوى الانفصالية "لاستقلال تايوان" وتحذيراً خطيراً من التدخل والاستفزاز للقوى الخارجية.
يقول المثل الصيني: "تحظى قضية عادلة بدعم وفير، ولا تجد قضية ظالمة أي دعم". ويتمسك معظم دول المجتمع الدولي، بما في ذلك الدول العربية، بمبدأ الصين الواحدة بقوة. وفي الدورة الثالثة والثلاثين لمجلس رؤساء دول جامعة الدول العربية التي عقدت مؤخراً، كتبت الدول العربية مبدأ الصين الواحدة في قرار المجلس. كما أكدت الدول العربية من جديد تمسكها بمبدأ الصين الواحدة، وهذا يدل تماماً على أن الالتزام بمبدأ الصين الواحدة هو قضية عادلة وتطلع شعوب العالم.
تتعلق مسألة تايوان بسيادة الصين وسلامة أراضيها، وتعتبر جوهراً للمصالح الأساسية للصين. ليس لدى الصين أي مجال للتراجع أو التنازل.
ما يجب أن تفهمه القوى الخارجية هو أن "استخدام تايوان للسيطرة على الصين" محكوم عليه بالفشل. الصين اليوم ليست الصين قبل 100 عام، والعالم اليوم ليس عالم ما قبل 100 عام. لا توجد سوى صين واحدة في العالم، وتايوان جزء من الصين.
هذه حقيقة تاريخية لا يمكن إنكارها، وما يسمى "استقلال تايوان" هو تيار مضاد للتاريخ، والسعي إليه لن يتحقق، وتحقيق إعادة توحيد الوطن الكامل أمر لا يمكن لأي قوة أن توقفه. ولن يتسامح البر الرئيسي الصيني مع أي شكل من الأعمال الانفصالية الساعية إلى ما يسمى "استقلال تايوان".