كيان العدو وكر لتصدير التكنولوجيا المظلمة

وإذا ما انفضحت شركة "NSO" لإتجارها بالتطبيقات والتقنيات المظلمة، فإن هناك مئات الشركات في كيان العدو التي تمارس الأنشطة غير الشرعية وتنشر التقنيات المظلمة.

  • كيان العدو وكر لتصدير التكنولوجيا المظلمة
    كيان العدو وكر لتصدير التكنولوجيا المظلمة

يتزايد يوماً بعد يوم سوء كيان العدو الإسرائيلي، إذ إنه يصدّر كل ما هو مؤذٍ، بدءاً من الإجرام والإرهاب والدموية، وصولاً إلى تقنيات التكنولوجيا المظلمة، أي التقنيات التي تستخدم لأعمال القرصنة والتجسّس والاختراق، فيما لدى الكيان الإسرائيلي أكثر من 4800 شركة تقنيّة.

إنَّ كثافة وجود الشركات التقنية يفسّرها الاهتمام الكبير الذي يوليه الكيان بالقطاع التقني، إذ ينفق حوالى 4.93% من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي لتطوير هذا القطاع. والواقع أنّه يتفوَّق بذلك على كبرى الدول، لأنَّ الإنفاق يعتبر من أعلى النسب في العالم، إذ إنّ الولايات المتحدة تنفق 2.77%، فيما تنفق اليابان 3.29% من إجمالي ناتجها المحلي. وما يفسر هذا الاهتمام هو أنَّ كيان العدو يعمل على تصدير التقنيات الإلكترونية إلى العالم.

أحد أهم مصدّري التكنولوجيا في كيان العدو هو مجموعة "إن إس أو" (NSO Group Technologies)؛‏ أخطر شركات التكنولوجيا الإسرائيلية. ترتكز الشركة في عملها على الاستخبارات الإلكترونية. وقد أسَّسها في العام 2010 أومري لافي وَشاليف هوليو. واللافت أنهما خريجا وحدة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية 8200. تعملُ الشركة، بحسب مزاعمِ مجلس إدراتها، على تقديم "الدعم التكنولوجي" لحكومات العالم من أجلِ مساعدتهم على "محاربة الإرهاب والجريمة". 

ولكن الدعم التكنولوجي له مفهومه الخاص لدى شركة "NSO"؛ فمنذ أشهر، أذهلت الشركة العالم في ابتكار تكنولوجيا مظلمة، وهي أدوات قرصنة تستهدف أجهزة "أندرويد" (Android) و"آي أو إس" (iOS) عبر تقنية جديدة للتجسّس، هي "الفورسد إنتري" أو "النقرة الصفرية"، وهي اختراق للجهاز عبر هجوم غير متفاعل، أي أن المستخدم لا يحتاج إلى النقر على رابط أو منح الإذن لكي يحدث اختراق الهاتف! 

الواقع أنَّ تطوير التقنية المظلمة "الفورسد إنتري" أو "النقرة الصفرية" للتجسس، وازاه ابتكار مظلم سابق عُرف بتطبيق "بيغاسوس"، وهو أقوى برنامج تجسس صنعته شركة "NSO"، فعندما يدخل التطبيق إلى الهاتف، يتحوّل إلى جهاز مراقبة يعمل على مدار 24 ساعة، ويصبح بإمكانه نسخ الرسائل الواردة أو المرسَلة، وجمع الصور وتسجيل المكالمات. وقد يصور سراً من خلال كاميرا الهاتف أو ينشّط الميكروفون لتسجيل المحادثات. وبإمكانه أيضاً تحديد الموقع الجغرافي والأشخاص أيضاً.

مزاعم تقديم "الدعم التكنولوجي" وتصديره إلى حكومات العالم من أجلِ مساعدتهم على "محاربة الإرهاب والجريمة" تبددت بعد تحقيق نشرته 17 وسيلة إعلاميّة دوليّة كشف أنّ برنامج "بيغاسوس" الذي صمّمته الشركة الإسرائيلية سمح بالتجسّس على ما لا يقلّ عن 180 صحافياً و600 شخصيّة سياسيّة و85 ناشطاً حقوقياً و65 صاحب شركة في دول عدّة.

هذه الفضيحة أدت إلى رفع دعاوى قضائية على الشركة الإسرائيلية المحليّة "NSO"، إذ قامت شركة "آبل" برفع دعوى ضدها، بهدف "منع المزيد من الإساءة والأذية لمستخدميها"، كما أنَّ شركة "فيسبوك" رفعت دعوى لأسباب تفيد بأنَّ تطبيق "بيغاسوس" تجسس على مراسلات في تطبيق "واتسآب". 

شركات التقنية لم تحارب وحدها شركة "NSO"، بل شاركتها الدول أيضاً، إذ أدرجت الولايات المتحدة - صديقة كيان العدو - الشركة في القائمة السوداء للكيانات التي "تضرّ بمصالح الولايات المتحدة"، كما قرّر المغرب رفع دعوى عليها بتهمة التشهير، بينما باشرت المجر والجزائر بالتحقيقات في الأمر، في حين دعت ألمانيا إلى فرض قيود إضافية على بيع برامج التجسّس الإسرائيلية. 

وإذا ما انفضحت شركة "NSO" لإتجارها بالتطبيقات والتقنيات المظلمة، فإن هناك مئات الشركات في كيان العدو التي تمارس الأنشطة غير الشرعية وتنشر التقنيات المظلمة التي لم تُكشف أمام الملأ بعد، ليكون بذلك كيان العدو وكراً لعمليات التجسس والاختراق وتصدير التكنولوجيا المظلمة في ظلّ غياب الرقابة الدولية، لتطال بذلك برمجيات "إسرائيل" الخبيثة العالم أجمع مستهدفة الصديق قبل العدو.