هل الانقسام الإسرائيلي بنية حتمية؟

ارتبط السلوك السياسي لليهود الشرقيين بمفهوم القوة وعدم الثقة بالغير، كما مثل لهم تأسيس حزب الليكود، بصفته الجناح اليميني القومي في الحركة الصهيونية.

  • سفير واشنطن السابق لدى الاحتلال: الانقسام الإسرائيلي يحرف الأنظار عن العاصفة
    سفير واشنطن السابق لدى الاحتلال: الانقسام الإسرائيلي يحرف الأنظار عن العاصفة

يكشف تاريخ الكيان الإسرائيلي وحاضره عن انقسامات حادة وعميقة، الأمر الذي يجعل من فكرة الهوية المتجانسة مسألة تحتاج إلى بحث معمّق، وتضع علامة استفهام كبيرة حول المزاعم الصهيونية في نجاحها في خلق القومية اليهودية الديمقراطية.

ولعل أبرز هذه التصدعات التي يعاني منها المجتمع الصهيوني هو الصدع الديني والعلماني، فقد هدفت الصهيونية إلى إقامة "كيان قومي علمانية"، وهو ما أفضى بالضرورة إلى صراع حاد مع الجماعات الدينية المتزمتة التي رفضت الصهيونية وخطابها من حيث المبدأ، ومع الوقت اضطر التيار الديني إلى الانخراط في الحياة السياسية في محاولة للتأثير في قرارات الكيان وثقافة المجتمع، ومع تنامي المعسكر الديني في "إسرائيل" تولّد قلق في أوساط العلمانية المهيمنة على الكيان، من تزايد تأثير الخطاب الديني وهو ما ولد توترات دائمة وصراعات متواصلة منذ إقامته وحتى الوقت الراهن.

وهذا التخوف زاد حدة بعد صعود التيار الديني الصهيوني الراديكالي في الانتخابات الخامسة والعشرين التي عقدت في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر2022، والتي أدت إلى تشكيل الحكومة الإسرائيلية السابعة والثلاثين -بقيادة الثلاثي المتطرف بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة وإيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش- والتي حصل بها التيار الديني على نسبة برلمانية تجعله قادراً على المنافسة وإحداث تغيير جذري على المستوى الداخلي الإسرائيلي وتحديداً على بنية "الجيش" الإسرائيلي، وعلى طبيعة العلاقة مع السلطة الفلسطينية، والصراع مع الفلسطينيين، ومستقبل الضفة الغربية والقدس، وحتى العلاقات الإقليمية الدولية. 

وهذا ما تأكد في محادثة جرت بين رئيس الشاباك رونين بار ونتنياهو في 23آذار/مارس2023، ناقش الطرفان خلالها زيادة التهديدات الأمنية إلى جانب الصدع في المجتمع الإسرائيلي، وقال بار لنتنياهو في الاجتماع إن تقارب التهديدات يؤدي بـ"كيان إسرائيل" إلى مكان خطير، ليست هذه هي المرة الأولى التي يحذر فيها بار نتنياهو من التهديدات الأخيرة. 

وعلى المنوال نفسه، عبّر وزير "الجيش" يوآف غالانت عن رغبته في وقف التشريع القضائي، كما قدم رئيس الأركان هيرتسي هاليفي مواد استخبارية إلى نتنياهو مع تحذيرات كثيرة. 

وفي السياق نفسه، كشف الموقع الإسرائيلي سروجيم في 8آب/أغسطس 2023، عن تعمق أزمة الانقسام في المجتمع الإسرائيلي بعد مرور ما يقارب 8 شهور من الخلافات بين مؤيدي التعديلات القانونية وبين معارضيها وما تخللها من احتجاجات رافضة للانقلاب القانوني. وعبّر 46% من المستطلعة آراؤهم عن رفضهم حتى لفكرة تشكيل حكومة طوارئ وطنية تتمثل باستبدال الأحزاب الصهيونية بأحزاب الوسط. أما في ما يتعلق بالمزاج الشخصي فقد عبّر 67% من مؤيدي أحزاب المعارضة عن تشاؤمهم من مستقبل النظام "الديمقراطي في إسرائيل". 

ورغم الصراع الداخلي على مفهوم الهوية، تشدد أغلب التكوينات المجتمعية اليهودية، على ضرورة ضمان الهوية اليهودية للكيان، رغم الفجوة الكبيرة غير القابلة للجسر بين مكونات المجتمع، والتي تشير حال استمرارها، إلى تكريس الشرخ القائم رغم محاولات قادة الجيل الثالث أسرلة المجتمع، أي أن يصبح المجتمع إسرائيلياً سياسياً واقتصادياً وإلى حد ما ثقافياً، ودمج الهويات المتباينة، والتخفيف من حدة التباين.

وعلى كل حال، ساهم تباين الهوية في "إسرائيل"، في تعقيد الموقف من الصراع وملف التسوية، وحال دون بلورة موقف إسرائيلي موحد تجاهها، وفي هذا الإطار، يمكن استعراض أهم الهويات في المجتمع الإسرائيلي، على النحو الآتي: 

هوية اليهود الشرقيين: لقد شكلوا هامشاً مجتمعياً ثقافياً، وذلك بسبب ارتباط فكرة الصهيونية السياسية بحل مشكلة يهود أوروبا، ولذلك تم استيعاب اليهود الشرقيين، بطريقة تضمن عدم المس بالثقافة الإسرائيلية الأشكنازية وبأسس النظام الاجتماعي والسياسي للكيان، وقد تركت هذه السياسية أثرها في السلوك الاجتماعي والسياسي للشرقيين. 

ارتبط السلوك السياسي لليهود الشرقيين بمفهوم القوة وعدم الثقة بالغير، كما مثل لهم تأسيس حزب الليكود، بصفته الجناح اليميني القومي في الحركة الصهيونية، ملاذاً آمناً في مواجهة سياسة الأشكناز العنصرية، وفرصة لممارسة السلوك الاحتجاجي على طريقة الاستيعاب القائمة على التمييز والغبن بحقهم، فقد مكّنهم حزب الليكود، من تبوء مناصب هامة في قيادته وبالتالي في "الكيان"، كما سعى الشرقيون لإنشاء أحزاب قومية متطرفة، وتبني مواقف سياسية واجتماعية مبالغ في قوميتها، لتأكيد عمق الانتماء إلى الصهيونية والكيان الإسرائيلي، إضافة إلى رغبتهم في أن تقوم هذه الأحزاب بطرد المواطنين العرب.

فقد طور الشرقيون هويتهم السياسية، منذ مطلع السبعينيات من خلال انتفاضة الفهود السود، وتمرد صناديق الاقتراع سنة 1977، تلاه تأسيس حركة شاس، التي عبّرت عن هوية شرقية بحلّة دينية، وترجمت مواقفهم تجاه القضايا الداخلية، وقضايا التسوية والصراع.

نجحت حركة شاس في تثبيت موقع لليهود الشرقيين على الخارطة السياسية والاجتماعية للكيان، وأصبح من الصعب تجاوز مواقفها من القضايا الأساسية، خاصة ما يتعلق منها بعملية التسوية والمفاوضات، وتعاظمت قوتها  في انتخابات سنتي 1996و1999، والتي كشفت عن زيادة حدة الاستقطاب، حيث برزت أحزاب قومية شرقية منافسة لشاس، وصوّت أغلب اليهود الشرقيين لهذه الأحزاب، وفي هذا ما يشير إلى أن تراجع نفوذ حركة شاس، وانخفاض عدد مقاعدها في الكنيست، كما حدث في الانتخابات التي جرت سنة 2015، لا يعني تراجع نفوذ اليهود الشرقيين في الحياة السياسية، بقدر ما يشير إلى خلافاتهم على طريقة العمل.

أدرك دافيد بن غوريون في وقت مبكر أن جلب مئات الآلاف من اليهود المهاجرين من الدول العربية والإسلامية يعني نقل أنماط حياة ثقافية واجتماعية مختلفة تماماً عن الأنماط الغربية التي خططت الحركة الصهيونية لصبغ حياة "الكيان الوليد" بها؛ ونقل عن بن غوريون قوله في اجتماع خاص في أعقاب وصول اليهود المهاجرين من الدول العربية "نحن لا نريد أن يتحول الإسرائيلي إلى عربي"، وخشي بن غوريون أن تؤدي التباينات الثقافية والاجتماعية إلى حالة من الاستقطاب والصراع الإثني بين الشرقيين والغربيين، فبلور ما عرف باستراتيجية بوتقة الانصهار، التي هدفت إلى صهر جميع الثقافات التي جلبها اليهود معهم في بوتقة واحدة، بحيث تنشأ ثقافة إسرائيلية واحدة. وذلك من خلال تنفيذ سلسلة من الإجراءات أبرزها استخدام "الجيش" للتجنيد الإجباري، وتوحيد مناهج التعليم لخلق ثقافة مشتركة، وإقرار اللغة العبرية ونشرها لخلق قاسم مشترك، وتلقين الصغار والكبار مبادئ الحركة الصهيونية.

هوية اليهود الروس: يشكل المهاجرون الروس إلى "إسرائيل" أكبر جماعة إثنية، رغم اختلاف الانتماء الديني والثقافي، والتنوع الطبقي والمهني والتعليمي، ويصر هؤلاء على العيش في عزلة ورفض الانصهار في المجتمع، والمحافظة على هوية ثقافية خاصة، أما سياسياً فقد ترجموا توجهاتهم الإثنية بتشكيل أحزاب سياسية عبّرت عن رؤيتهم للقضايا العامة، وشكلت ثقلاً سياسياً واجتماعياً، موازياً لثقل الأشكناز، في سلوك مغاير لما يجب أن يكون عليه الأمر، نظراً إلى التقارب الفكري العلماني بين الطرفين، وقد عبّرت الأحزاب الروسية عن مواقفها القومية المتشددة، خاصة الموقف من الفلسطينيين.

فقد عزز المهاجرون الروس من التوجهات القومية الراديكالية، وأعطوا ثقلاً للمعسكر المعادي للسلام، وعمقوا من الأزمة مع الفلسطينيين، وبدا هذا التوجه واضحاً في المواقف المتشددة من الفلسطينيين في "إسرائيل"، ومن عملية التسوية، عند كل الأحزاب التي مثلت المهاجرين في العقدين الأخيرين، خاصة حزب "إسرائيل بعلياه"، وحزب "إسرائيل بيتنا" الذي انفرد بالتشدد القومي، بعد أن اندمج حزب "إسرائيل بعليا" في حزب "الليكود" وذاب فيه. وعطفاً على ما سبق، يمكن القول إن المهاجرين الروس، رغم علمانيتهم، ساهموا في تعزيز قوى اليمين والتطرف المعادية للسلام، بالحد الذي عرقلوا عملية التسوية، وقللوا من فرص التوصل إلى حل.

هوية المجتمع الحريدي: الحريديم طائفة يهودية أصولية متطرفة، تطبق الطقوس الدينية وتعيش حياتها اليومية وفق التفاصيل الدقيقة للشريعة اليهودية. ينقسم المجتمع الحريدي إلى فرق ومذاهب ومن بين تلك الفرق تبرز ثلاث: الحسيديم والليتوانيون والسفارديم (الحريديم الشرقيون). بدأ تأثير القوى الدينية الحريدية بالظهور أواسط سبعينيات القرن الماضي، حيث ارتبط عملياً بظهور حركة "غوش أمونيم" وفوز حزب "الليكود" لأول مرة في الانتخابات، وتشكيله للحكومة، ما عدّ حينها انقلاباً كبيراً في توجهات المجتمع الإسرائيلي، وقد تبنت القوى الحريدية سياسات يمينية عنصرية، عبّر عنها قادة "غوش إيمونيم"، ومعظمهم شخصيات مؤثرة في التيار الديني السائد في حينه، إذ طالب هؤلاء بربط الحياة العامة والسياسات بالشريعة اليهودية، خاصة في ما يتعلق بالأغيار الفلسطينيين، تطبيقاً لثقافة "غوش أمونيم."

تعاظمت في العقدين الأخيرين مسألة تديّن أفراد المجتمع الإسرائيلي، وتعزز الخطاب الديني فيه، وقد تجلت صوره في ازدياد تأثير المعسكر الحريدي في عملية اتخاذ القرار السياسي في البرلمان والحكومة، ورغم أن المجتمع الحريدي، يمثل ما نسبته نحو 13.6٪ من السكان، فإنه يتمتع بتأثير واضح، ينبع من التقدير العام الذي يوليه اليمين، للماضي اليهودي، وقناعته بأن لليهود حقاً تاريخياً في "إسرائيل"، ولهذا، استطاع الحريديم، الانتقال من هامش المجتمع إلى مركزه، وزادت المشاركة في العمل، خاصة مع التكاثر الطبيعي للحريديم، والزيادة المدهشة في عدد طلاب اليشيفاه، ومع هذا التوسع زاد التوتر والتناقضات الداخلية بين مجتمع الحريديم وبقية شرائح المجتمع الإسرائيلي، خاصة بعد تضاؤل الفروق بين المعسكر الحريدي والمعسكر القومي الديني، لتصبح نسبة المتدينين من عدد السكان، ما يقارب22٪.

يعود تعاظم دور المتدينين إلى الصراع الحاد بين الدين و"الكيان"، فالتصدع الديني هو أحد أسباب تزايد قوة الأصولية اليهودية، إضافة إلى دور المضامين الدينية المؤثر في نشأة اليمين، الذي تعزز بعد الدخول في المفاوضات، إذ كانت غالبية المحتجين على أوسلو من المتدينين، كما عمل الحريديم على عرقلة تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين "إسرائيل" والفلسطينيين، فقد وقع مجلس كبار علماء التوراة سنة 1998، عريضة رفض تنفيذ اتفاقية إعادة الانتشار الثانية، وبدأ حملة تحريض داخل "الجيش"، للامتناع عن تنفيذ أي إخلاء لأراض في الضفة الغربية.

فضعف القدرة على مواجهة الخطاب الديني يرتبط بكون الحركة العلمانية مشبعة تاريخياً بممارسة خطاب ديني عميق، لتبرير مشروع القومية، فقد تخلقت ثقافة سياسية في أوساط اليمين القومي والعلماني المتعصب، علت على جميع الفوارق الإثنية والطبقية، وهذا ما ساهم في سهولة تغلغل المتدينين في المؤسسات الرسمية، وساعد على سيطرة رجال الدين على كثير من المفاصل المهمة، ومكنهم من سلطة الحسم والترجيح في القضايا المفصلية والمصيرية.

ويرى العلمانيون في نمو التيار الديني مجرد عبء على "الكيان" والحياة الاقتصادية، فهم لا يخدمون في "الجيش"، ولا يساهمون في العملية الإنتاجية، وفوق كل ذلك يتلقون موازنات كبيرة على حساب الجمهور العلماني. في حين أنهم يتهمون العلمانيين بأنهم بعيدون عن الدين اليهودي، ويشكلون خطراً على اليهودية، والمؤسسة الدينية الأرثوذكسية تحتكر لنفسها تعريف من هو اليهودي، وتتحفظ على منح صفة اليهودية لعشرات وربما لمئات الألوف من المهاجرين، خاصة المهاجرين الروس والإثيوبيين.

أما الصدع الآخر الذي لا يقل أهمية عن الصدع الديني العلماني فيتمثل بالانقسام الإثني بين المستوطنين والمهاجرين في الكيان الإسرائيلي، وتعود أسباب هذه الانقسامات والتوترات إلى تعدد الأصول الإثنية والثقافية لهؤلاء المهاجرين، فضلاً عن توافدهم في فترات مختلفة طوال أكثر من قرن من الزمان، وهو ما ولّد مجموعات هجينة غير متجانسة، وأبرز هذه الصراعات بين اليهود الأشكناز الغربيين وبين اليهود الشرقيين في ظل الهيمنة الأشكنازية على "الكيان"، ومحاولة محو الثقافات والهويات الأخرى وطمسها، وتهميش بقية الفئات والجماعات الإثنية.

كما أدى هذا الصراع إلى تنصيب حاخام للشرقيين وحاخام آخر للأشكناز الغربيين. ولم تقتصر هذه التصدعات الإثنية على اليهود الشرقيين والغربيين، بل تعدتها لتشمل الجماعات اليهودية كافة: الروسية والإثيوبية والآسيوية، وأميركا اللاتينية، وغيرها من الإثنيات إلى جانب الصراع اليهودي-العربي -الفلسطيني بصيغته القومية.

ثمة صدوع وانقسامات أخرى في الكيان الإسرائيلي تأخذ شكل هويات متعددة، وإن كانت ذات طبيعة طبقية وأيديولوجية وسياسية وهويات أخرى ارتباطاً بتحولات عالمية وآثارها على المجتمعات كافة، وخاصة المجتمع الاستيطاني الصهيوني. فعلى الصعيد الطبقي، على سبيل المثال، بلغت حدة معدلات الفقر مستويات قياسية في "إسرائيل" حيث وصلت نسبة الفقر عام 2016 إلى 22% ويبلغ عدد الأشخاص الذين يعيشون تحت خطر الفقر قرابة 1.7مليون شخص، وهو ما يولد مجموعة من الأزمات، ويتركز الفقر لدى المجموعات الشرقية من المتدينين والعرب. إن هذه التصدعات المتنوعة بشأنها أن تتنامى وتعكس نفسها على مجمل الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وتؤدي في النهاية إلى أزمات قد تصل إلى حد التعبير عنها بوسائل عنفية بعد فشل سياسة بوتقة الصهر، والفشل في تصنيع "الهوية اليهودية الصهيونية الديمقراطية الإسرائيلية".

وبعد مرور أكثر من سبعة عقود على إقامة الكيان الإسرائيلي، لم تنجح "إسرائيل" في بناء الهوية اليهودية على أساس قومي، وفشلت المحاولات الرامية إلى خلق شعب يهودي أو أمة يهودية متجانسة، فالمدن والمستوطنات والبلدات والأحياء اليهودية في "إسرائيل" تعكس هذا التشظي والانقسام في الهويات المتنوعة، وباتت وظيفة "الكيان" تتمركز في إدارة التصدعات والصراعات والتناقضات القائمة بين المجموعات الإثنية المختلفة، وقد تتطور هذه التناقضات لتصل إلى صراعات عنيفة، وتتزايد مؤشرات هذا الاحتمال في ضوء الأزمات التي تشهدها "الكيان" في السنوات الأخيرة، ومن المحتمل أن تتفاقم مثل هذه الصراعات في حال تعرضت "إسرائيل" لأزمة اقتصادية كبيرة.