كوريا الجنوبية تخطط لتكون "قوة عالمية" في مجال الذكاء الاصطناعي

بالتزامن مع انطلاق القمة العالمية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي في سيؤولـ، تقارير تشير إلى أنّ كوريا الجنوبية تحتل المرتبة السادسة والعاشرة عالمياً في التنافسية والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، متخلّفة عن قوى رائدة مثل الولايات المتحدة والصين،

  • كوريا الجنوبية تخطط لتكون
     طوّرت كوريا الجنوبية منظومة ذكاء اصطناعي رائدة عالمياً (الصورة: ابتكر)

انطلقت القمة العالمية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي في العاصمة الكورية الجنوبية، بهدف مناقشة مخاطر هذه التقنية سريعة التطوّر والفرص المرتبطة بها.

وتعقد قمة الذكاء الاصطناعي، تحت شعار "البناء على قمة سلامة الذكاء الاصطناعي: نحو مستقبل مبتكر وشامل"، في سيؤول عن طريق جلسات افتراضية وحضورية مشتركة، وتستمر يومين، وفقاً لوكالة يونهاب للأنباء.

ويستقطب الحدث العالمي قادة عدة دول كبرى وممثّلين عن شركات التكنولوجيا الرائدة والمنظمات العالمية.

يشار إلى أنّ هذه القمة تأتي بعد القمة العالمية الأولى لسلامة الذكاء الاصطناعي التي عُقدت في بريطانيا في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، حيث اعتمدت 28 دولة والاتحاد الأوروبي "إعلان بلتشلي"، الذي يتضمّن أوّل إرشادات عالمية حول سلامة الاستخدام العالمي للذكاء الاصطناعي.

 منظومة وطنية للذكاء الاصطناعي

بالتوازي، أعلنت الحكومة الكورية الجنوبية أنّ إدارة لي جيه ميونغ الجديدة تهدف إلى دمج الشركات الخاصة والقطاع العام، إضافة إلى جميع قطاعات المجتمع الأخرى، مع الذكاء الاصطناعي لتحقيق ما تسمّيه "اقتصاداً فائق الابتكار" في ظلّ ضعف النمو الاقتصادي.

وكشفت الحكومة عن خطة التنمية الاقتصادية الخمسية، وأكدت أنّ الشركات الخاصة ستقود تطوير الذكاء الاصطناعي، مدعومة بتدابير سياسية شاملة لبناء منظومة وطنية للذكاء الاصطناعي.

وستركّز الخطة على تطوير نموذج ذكاء اصطناعي سيادي متاح لعامّة الناس يُحسّن الحياة اليومية، إلى جانب نماذج ذكاء اصطناعي مُخصصة للصناعات الرئيسية، لدفع عجلة الابتكار وتسريع تبنّي الذكاء الاصطناعي في جميع القطاعات.

وتعهّد لي منذ تولّيه منصبه في يونيو بجعل كوريا الجنوبية واحدة من أكبر 3 دول في مجال الذكاء الاصطناعي في العالم، مُخصصاً استثمارات بقيمة 100 تريليون وون (71.5 مليار دولار أميركي) على مدى السنوات الخمس المقبلة.

وأكد وزير المالية كو يون-تشيول، مشيراً إلى المخاطر المتزايدة على الاقتصاد، أنّ التحوّل القائم على الذكاء الاصطناعي هو السبيل الوحيد للخروج من التباطؤ الاقتصادي الناجم عن انخفاض عدد السكان في سن العمل.

وخفّضت الحكومة يوم الجمعة توقّعاتها لنمو الاقتصاد المعتمد على التصدير إلى 0.9% هذا العام بسبب الظروف التجارية المعاكسة الناجمة عن تصاعد إجراءات الرسوم الجمركية الأميركية.

وقال كو في مؤتمر صحفي: "ستتولّى الشركات زمام المبادرة، وستتضافر جهود الحكومة والجامعات ومؤسسات البحث والدولة بأكملها لتحقيق نتائج ملموسة في فترة زمنية قصيرة".

كجزء من الخطة، ستطلق الحكومة 30 مشروعاً ابتكارياً يتمحور حول الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك تطوير روبوتات بشرية، بدءاً بالخدمات اللوجستية، ثمّ التوسّع لاحقاً ليشمل التصنيع والبناء والخدمات.

 توسيع نطاق المصانع الذكية

وأعلنت الحكومة أنّ الأهداف الرئيسية الأخرى تشمل التسويق التجاري الكامل للمركبات ذاتية القيادة بحلول عام 2027، واستكمال تطوير السفن ذاتية القيادة من دون عنصر بشري بحلول عام 2030.

وتهدف الحكومة أيضاً إلى توسيع نطاق المصانع الذكية القائمة على الذكاء الاصطناعي في قطاعات التصنيع الرئيسية، مثل السيارات، بهدف رفع نسبة اعتماد الذكاء الاصطناعي في التصنيع إلى أكثر من 40% بحلول عام 2030.

إضافة إلى ذلك، سيتمّ تطوير ونشر طائرات مسيّرة تعمل بالذكاء الاصطناعي في خمسة قطاعات متخصصة، بما في ذلك مكافحة الحرائق والطيران، لتعزيز الكفاءة التشغيلية ودعم العمل الميداني.

 الذكاء الاصطناعي والأدوية

وفي قطاع الأدوية، تُخطّط الحكومة لإدخال الذكاء الاصطناعي في مراحل التصديق على الأدوية، وأتمتة المهام مثل تحليل البيانات وإعداد تقارير المراجعة، بهدف تقصير المدة اللازمة للمراجعات.

وفي القطاع العامّ، سيتمّ تطبيق الذكاء الاصطناعي في جميع مراحل العملية الإدارية، بدءاً من خدمات الرعاية الاجتماعية والتوظيف، ثم توسيع نطاقه ليشمل إدارة الضرائب.

تخطّط الحكومة أولاً لتقديم خدمات الاستشارات الضريبية القائمة على الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2026، ثم إعادة هيكلة النظام الضريبي الوطني بحلول عام 2027 باستخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة في كشف محاولات التهرّب الضريبي المحتملة.

ولتنمية قوى عاملة ماهرة، ستُقدّم الحكومة برامج تعليمية مُخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي مُصمّمة خصيصاً لفئات مُختلفة، بمن في ذلك طلاب المدارس الابتدائية والإعدادية.

وستُنشئ الحكومة أيضاً مجموعة بيانات تدريب وطنية للذكاء الاصطناعي تدمج مجموعات بيانات التدريب الخاصة بالذكاء الاصطناعي من كل من القطاعين العام والخاص.

 خطط لتطوير نموذج ذكاء اصطناعي باللغة الكورية

كما يحدّد المخطّط الأساسي خططاً لتطوير نموذج ذكاء اصطناعي باللغة الكورية، بالاستفادة من خبرات خمس شركات محلية رائدة.

وقد تمّ اختيار هذه الشركات، وهي نايفر كلاود وأبستديج وإس كيه تيليكوم وإن سي للذكاء الاصطناعي وإل جي لأبحاث الذكاء الاصطناعي، سابقاً من خلال عملية تنافسية، وستحصل على دعم حكومي لتطوير نماذج أساسية محلية للذكاء الاصطناعي.

اقرأ أيضاً: كوريا الجنوبية تستخدم الذكاء الاصطناعي لكشف وقوع الجرائم في العاصمة

وجدير بالذكر أنّ كوريا الجنوبية تحتل المرتبة السادسة والعاشرة عالمياً في التنافسية والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، متخلّفة عن قوى رائدة مثل الولايات المتحدة والصين، وفقاً لتقارير مختلفة في هذا المجال.

 

اخترنا لك