روبوت النحل الطنان قد يُلقّح النباتات على المريخ في المستقبل
فريق من "معهد ماساتشوستس" الأميركي يبتكر روبوتاً شبيهاً بالنحلة الطنانة يستطيع الرفرفة بأجنحته إلى حد 400 مرة في الثانية، ويحقّق سرعة قصوى قدرها مترين في الثانية قد يلقّح النباتات على المريخ في المستقبل.
-
روبوت النحل الطنان قد يُلقّح النباتات على المريخ في المستقبل
يُعدّ الروبوت الذي يشبه النحلة الطنانة والذي يتمّ تطويره حالياً في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) بالولايات المتحدة، جزءاً من جيل جديد من الروبوتات المستوحاة من الحشرات الزاحفة.
هذا الجهاز الروبوت، الذي يزن أقلّ من مشبك ورق، يستطيع الرفرفة بأجنحته إلى حدّ 400 مرة في الثانية، ويحقّق سرعة قصوى قدرها مترين في الثانية.
وشرح يي-شوان "نيمو" شياو، طالب الدكتوراه في السنة الرابعة الذي يعمل على هذه الروبوتات لموقع "سي أن أن" بالعربية قائلاً: "نحن نحاول فقط تقليد هذه الحركات المذهلة التي يستطيع النحل الطنان القيام بها".
A wireless controlled robotic insect
— Ronald van Loon (@Ronald_vanLoon) September 5, 2025
via @WevolverApp
#Robotics #AI #ArtificialIntelligence #MachineLearning #MI #Innovation #Tech #Technology
cc: @bernardmarr @paula_piccard @iainljbrown pic.twitter.com/wYrv9EYI9W
يأمل الباحثون أن يساعد هذا الروبوت يوماً ما على إنجاز مهام مثل التلقيح الصناعي، حتى على كواكب أخرى ربما.
وقال شياو إنه "في حال كان الهدف زراعة نبتة ما على المريخ، فيحتمل ألّا ترغب باستخدام الكثير من الحشرات الطبيعية للقيام بعملية التلقيح"، مشيراً إلى أنه "في هذه الحال ثمّة احتمال أن يؤدّي روبوتنا دوراً لتحقيق ذلك".
بدوره أوضح كيفين تشين، أستاذ مساعد بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، والمحقّق الرئيسي في مختبر الروبوتات الناعمة والصغرية أنّ "الفريق لا يرغب باستبدال النحل، بل باستخدام الروبوتات في السيناريوهات التي لا تستطيع فيها الحشرات العمل".
وأضاف تشين أنّ "هذه الروبوتات قد تُستخدم في مزارع المستودعات التي تحتوي على صفوف من المحاصيل مزروعة بشكل عمودي أو مكدّسة فوق بعضها، مع إضاءة فوق بنفسجية"، مشيراً إلى أنه "من الصعب جداً على النحل البقاء على قيد الحياة في مثل هذه البيئات".
وتابع: "من الصعب جداً وضع مصدر طاقة صغير على متن روبوتات صغيرة جداً".
🚨 A bee-like robot currently under development at the Massachusetts Institute of Technology (MIT) is part of a new generation of bots inspired by creepy crawlies. pic.twitter.com/m7l3D4Llkz
— Geo Strategist (@GeoStrategistX) August 28, 2025
ومن جهته، أوضح شياو، الذي يكتب الخوارزميات التي تتحكّم في حركة روبوتات النحل: "لقد ساعدت ملايين السنين من التطوّر في منح الحشرات والحيوانات أفضل الحلول، خصوصاً لأيّ نوع من الحركة".
يطير روبوت النحلة باستخدام عضلات صناعية ناعمة تتمدّد وتتقلّص لرفرفة الأجنحة، وقد طوّره طالب الدكتوراه سوهان كيم. كما أنّ أجنحة الروبوت المصنوعة بالليزر وآلياته الداخلية الصغيرة، التي تشبه في حجمها مكوّنات الساعة، تُصنع أيضاً داخلياً.
كذلك يعمل الفريق على روبوت يشبه الجندب، أصغر من إبهام الإنسان، يستطيع القفز لمسافة 20 سنتيمتراً في الهواء، ويمكنه التنقّل على تضاريس مختلفة مثل العشب والجليد وحتى الأوراق.
وقال شياو إنّ الروبوت القافز أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة مقارنة بروبوت الطيران. وهذا يعني صغر حجم روبوتات النحلة والجندب أنها قد تكون مفيدة في مهام البحث والإنقاذ أو استكشاف أماكن داخل أنابيب النقل أو محرّكات التوربينات.
وأضاف أنّ "الخطوة التالية لنقل هذه التكنولوجيا إلى العالم الحقيقي تتمثّل بإضافة مستشعرات تُزوّد الروبوتات بالمعلومات، وبطاريات لتزويدها بالطاقة، إذ تعتمد هذه الآلات حالياً على سلك لتشغيلها".
لكنّ دراسة القدرات الطبيعية للحشرات ستمنح فريقه انطلاقة قوية، إذ أكّد تشين: "لقد تطوّرت هذه الحشرات لملايين السنين، وهناك الكثير لنتعلّمه من حركة وسلوك وبنية الحشرات".
وفي جامعة ييل، طوّر الباحثون روبوتاً مستوحى من حرباء الغيكو (السحلية الصغيرة) يستطيع بتر أطرافه بنفسه، وهي قدرة قد تكون مفيدة بمهام البحث والإنقاذ في الأنقاض الخطرة، وفقاً لمطوّريه.
كذلك كشف الباحثون في جامعة تشونغ-آنغ بكوريا الجنوبية، في الآونة الأخيرة عن روبوت ناعم يمكنه الانحناء والزحف مثل حشرة اليسروع.
هذا ويُقدّر أنّ القدرة على نشر روبوت مستقل تماماً في الميدان قد تستغرق بين 20 و30 عاماً.