ساديو مانيه.. من الفقر صنع نجماً

قبل أيام، أكد النجم السنغالي ساديو مانيه روعة شخصيته، فماذا فعل؟ وما أبرز المحطات منذ طفولته إلى أن أصبح نجماً؟

  • لم يتوان مانيه رغم نجوميته عن اللاعب على الوحل
    لم يتوان مانيه رغم نجوميته عن اللاعب على الوحل

قبل أيام، تصدر النجم السنغالي ساديو مانيه العناوين في صحيفة "بليد" الألمانية، لكن ليس لهدف سجله من أهدافه الرائعة، أو لمهارة من مهاراته في الملعب، لكن لأن هذا النجم ظل لساعة ونصف الساعة يستجيب لطلبات الجماهير بالتقاط الصور معه، والتواقيع التذكارية، بعد الحصة التدريبية لبايرن ميونيخ. 

انصرف كل اللاعبين سريعاً، وظل مانيه ساعة ونصف الساعة، أي 90 دقيقة (وهو وقت مباراة كرة القدم) يريد أن يجعل كل المشجعين الموجودين سعداء، من دون أن يُظهر لهم أنه يشعر بالتعب أو الإرهاق، وهو الذي كان لتوه يتدرب في الملعب.

ولعل هذا التعب هو الذي رافق مانيه طيلة مسيرته، ومنذ طفولته، وصنع منه نجماً. وعلى الرغم من نجوميته، فإن مانيه لم ينسَ طفولته والمدينة النائية والفقيرة التي عاش وترعرع فيها، وهذا يتأكد أيضاً مما فعله قبل أشهر قليلة بعد أن انضم إلى بايرن ميونيخ.

إذ بينما يذهب اللاعبون النجوم في العطلة الصيفية إلى الاستجمام على الشواطئ الشهيرة وفي الجزر وأهم المنتجعات، عاد مانيه إلى مدينة بامبالي السنغالية التي ولد فيها، ولم يتوان وهو النجم العالمي الكبير والشهير عن اللعب على ملعب رملي تحول إلى وحل بفعل الأمطار الغزيرة المنهمرة، وأكثر من ذلك، فقد تباهى بذلك بنشر صورته وهو يلعب، على صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي. كانت الصورة مؤثرة وتحكي عن هذا النجم.

المؤثر أيضاً أن مانيه يهتم جداً بمدينته، ويقدم لشعبها المساعدات دائماً، وقد بنى مستشفى كبيراً فيها ووزع قميصه عندما كان في ليفربول على الأطفال.

  • يقدم مانيه لأهل مدينته المساعدات
    يقدم مانيه لأهل مدينته المساعدات

 

من هو مانيه؟

ولد ساديو مانيه في 10 نيسان/ أبريل 1992 في مدينة بامبالي لأسرة فقيرة، وكبر عند قريب له، إذ إن أسرته كان لديها الكثير من الأبناء، وكان والداه فقيرين، حتى إنهما لم يتمكنا من أن يرسلاه إلى المدرسة ليتعلم، ويتذكر مانيه من طفولته أنه كان يلعب الكرة في الشارع دائماً.

بدأ مانيه يكبر ويتعلق أكثر بالكرة، وسط رفض العائلة، لكنه كان يصر أن يصبح نجماً، وهذا الإصرار كبُر بعد مشاهدته تألق منتخب السنغال في مونديال 2002 ووصوله إلى ربع النهائي، فأصبح ينظم البطولات مع أصدقائه على الملاعب الرملية في بامبالي.

 

ما هذا الحذاء؟!

بعد ذلك، قرر مانيه أن يذهب إلى العاصمة السنغالية داكار ليصبح محترفاً في كرة القدم. وبعد أن أقنع أهله بذلك وبحلمه الكروي، باع هؤلاء مدخراتهم لينضم إلى أشهر أكاديمية للكرة في السنغال.

يقول مانيه بتأثر: "لقد ذهبت إلى الأكاديمية، ورآني المدرب وقال لي: هل بهذا الحذاء وبهذا السروال (المهترئين) ستنزل إلى الملعب لتقوم بالتجارب"، قلت له: نعم، وسترى موهبتي. وبالفعل، بعد التجارب، توجه إليّ وقال لي: سأضمك إلى فريقي".

  • مانيه في طفولته
    مانيه في طفولته

 

حين وصل إلى الحلم

ابتسم القدر لمانيه وهو في هذه الأكاديمية، حيث جاء كشافون من فرنسا لمشاهدة الشبان الأكثر فقراً والموهوبين كروياً؛ لمنحهم الفرصة بأن يذهبوا إلى فرنسا ويتعلموا الكرة، وكان مانيه من بين الذين اختارهم هؤلاء إذ كان الأكثر فقراً بين الجميع.

 

في أي فرنسا أنت؟!

التحق مانيه في أكاديمية نادي ميتز في فرنسا، لكنه لم يُبلغ أحداً بذهابه إلى هناك، إلى حين وصوله بالفعل، فاتصل بوالدته وقال لها: "إنني الآن في فرنسا"، فسألته: "أي فرنسا؟!"، فأجابها: "فرنسا في أوروبا"، ويضيف بأنها لم تصدق إلى أن قال لها: "ستصدقين ذلك عندما تشاهدينني في التلفاز وأنا ألعب، وهذا ما حصل".

 

إلى ملاعب إنكلترا

تألق مانيه في الدوري الفرنسي مع ميتز لينضم إلى سالزبورغ النمساوي ويبرع فيه أيضاً، ما جعل ساوثمبتون الإنكليزي يضمه إلى صفوفه، لكن لخلاف حصل بينه وبين مدرب الفريق، آنذاك، الهولندي رونالد كومان غادر مانيه، وانضم إلى ليفربول ليصبح من أساطير الفريق وأبرز لاعب أفريقي في صفوفه، إذ لعب دوراً بارزاً بتتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا، ولقب الدوري الإنكليزي ومونديال الأندية، وسجل أروع الأهداف وقدم أفضل المهارات، لينضم هذا الصيف إلى بايرن ميونيخ بعد أن حصل على كل شيء مع ليفربول.

  • أفضل لاعب في أفريقيا
    أفضل لاعب في أفريقيا

 

مجد في أفريقيا

عرف مانيه المجد مرتين في أفريقيا على صعيد المنتخب والصعيد الشخصي. إذ إنه قاد المنتخب السنغالي للتتويج بلقب بطولة أمم أفريقيا في 2021، وقاده إلى النهائي في 2019، أما على الصعيد الشخصي فإنه فاز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا مرتين عامَي 2019 و2022.

 

قدوته في الملاعب

يقول مانيه إن النجم البرازيلي السابق رونالدينيو كان قدوته وهو صغير، وكذلك النجم السنغالي السابق الحاجي ضيوف، الذي كان يحبه أيضاً؛ لأنه كان دائماً مبتسماً.

 

الفريق والبطولة المفضلان

الفريق المفضل لمانيه في طفولته كان مرسيليا الفرنسي وكان يشاهد مبارياته، أما بطولته المفضلة فكانت الدوري الإنكليزي، وبالفعل فإنه لعب في فرنسا وإنكلترا.

هذا هو، إذاً، النجم السنغالي ساديو مانيه الذي أصبح يعرفه كل العالم، بعد أن كانت لا تعرفه سوى الكرة وهو يركلها في أزقة مدينته.