الزميل إبراهيم وزنه لـ "الميادين نت": لهذا كان كتاب "العالمي" جمال الخطيب

"العالمي" جمال الخطيب. كتاب سيرة ذاتية لنجم الكرة اللامع في السبعينيات والثمانينيات جمال الخطيب الذي صاغه الزميل الصحافي إبراهيم وزنه. فماذا يقول وزنه لـ "الميادين نت" عن هذا الكتاب؟

  • الأسطورة جمال الخطيب والزميل إبراهيم وزنه في حفل توقيع الكتاب
    الأسطورة جمال الخطيب والزميل إبراهيم وزنه في حفل توقيع الكتاب

تبقى روائع النجوم الكبار في الملاعب والمحطات المهمة في حياتهم في الذاكرة، لكن من المهم أن يُدوَّن ذلك لتتعرّف إليه الأجيال الجديدة والمقبلة وتعود إليه الأجيال التي عاصرت زمن النجوم حتى تستعيد الذكريات بتفاصيلها.

هكذا كان الموعد قبل أيام قليلة مع توقيع الأسطورة جمال الخطيب كتاب سيرته الكروية والحياتية ("العالمي" جمال الخطيب) الذي صاغه له الزميل الصحافي إبراهيم وزنه، رئيس القسم الرياضي في صحيفة البناء اللبنانية والذي لديه عدد من الكتب والمؤلفات الرياضية المهمة نظراً إلى معرفته الواسعة بالكرة اللبنانية وتاريخها وأبطالها ونجومها.

"الميادين نت" تحدّث إلى الزميل وزنه عن كتاب "العالمي"، وعن أهمية كتب السِيَر الذاتية للأجيال.

يقول الزميل وزنه إن "ولادة" كتاب "العالمي" جاءت بعد أن اختاره الأسطورة جمال الخطيب لصوغه وذلك "عندما رأى أني الوحيد على الساحة اللبنانية المتفرّد بالسِيَر الذاتية خصوصاً عندما اطّلع على كتابَي الخاصَّين بيوسف الغول وشبل هرموش وكتاب (وجوه وحكايا رياضية) عن كل الرياضة اللبنانية فاتصل بي حتى أصوغ كتاب سيرته الذاتية، فاتفقنا وجلسنا معاً ووضعنا الخطوط العريضة المتّبعة لإنجاز السِيَر الذاتية لناحية التبويب والمعطيات والأشخاص والتفاصيل الميدانية التي تكوّن النواة الأولى والأساسية لصوغ كتاب".

ويضيف الزميل وزنه "على مدى عام، وعلى الرغم من وباء كورونا أمكننا أن ننجز الكتاب وقمنا بحفل التوقيع قبل أيام".

وبمجرد رؤية الكتاب فإن أول ما يلفت هو عنوانه ("العالمي" جمال الخطيب) فلماذا كان اختيار كلمة "العالمي"؟ عن ذلك يقول وزنه: "جاء هذا العنوان عندما تكرّرت كلمة "العالمي" في سياق الشهادات المعطاة بحق جمال الخطيب ضمن الكتاب من عدد من المقرّبين إليه والعارفين بالكرة اللبنانية وتاريخها وتفاصيلها وبأن جمال الخطيب لاعب عالمي وعلى مستوى عالمي".

  • غلاف الكتاب
    غلاف الكتاب

 

لماذا عنوان "العالمي"؟

ويتابع وزنه قائلاً: "أضف إلى ذلك أن جمال الخطيب هو الوحيد في هذا الكوكب الذي لعب مع ثلاثة منتخبات هي: لبنان وفلسطين وقطر، وهذه الحالة مسجلة حصرياً باسمه، فلذلك هو عالمي بامتياز، وفُتحت أمامه أبواب احتراف في مقابل تجنيس في ألمانيا وتركيا ولبنان أيضاً، لكن البعض لم يقف معه ونادي النجمة لم يوافق على انتقاله ليكون بحقّ هو "بطل الفرص الضائعة".

ويضيف وزنه: "يكفي أن مدرّب فريق ريسييف البرازيلي تمنى عليه الاحتراف في البرازيل، وكذلك فإن الأسطورة بيليه عندما جاء ولعب في لبنان مع النجمة مباراة ودية قال له إن مستواك يؤهّلك لتلعب في مستويات أعلى في أوروبا وخارج لبنان وأُعجب بأدائه، لذلك هنالك شهادات عالمية بحقه إضافة إلى أنه لعب في ثلاثة منتخبات فضلاً عن تكرار كلمة "العالمي" في 7 أو 8 شهادات بحقه في الكتاب من أصدقاء وخبراء، فلذلك لمع في رأسي عنوان: ("العالمي" جمال الخطيب).

أما عمّا يتضمنه الكتاب فيقول الزميل وزنه: "إذا كنا نريد أن نعرّف الكتاب فهو كتاب سيرة ذاتية ويبدأ بإضاءة على أسرته ووصولها إلى لبنان باعتباره فلسطينياً مولوداً في لبنان لا في فلسطين، فضلاً عن بداية نشأته في كرة القدم والمضايقات التي حصلت لإبعاده عنها إذ إن الأهل يريدون أن يتّجه الأولاد نحو العلم والدراسة، خصوصاً أنه أصغر أشقائه الشباب الذين كانوا يعملون مع والدهم، لذا كان تركيزهم على أن يتعلم شقيقهم، لكن الكرة سرقته واتجه نحو كرة القدم، حيث برع وأبدع".

ويضيف: "يتحدث الكتاب أيضاً عن بداياته مع الأنصار مذ كان في الـ10 أو 11 من عمره إلى 18 عاماً، ثم انتقل إلى النجمة في موسم 1969-1970 واعتزل في صفوفه عام 1991 أي إنه لعب 21 عاماً مع النجمة ومن 7 إلى 8 أعوام مع الأنصار وهذا تاريخه في كرة القدم اللبنانية".

ويتابع الزميل وزنه قائلاً: "يتطرق الكتاب إلى ما حصل معه من إنجازات ومشاركته في البطولات وحياته الشخصية والزواج، وكيف نال الجنسية القطرية، وماذا فعل في الملاعب القطرية في موسمي 1976 و1977، وكيف كان هدافاً في أول موسم له في قطر، وكيف توج باللقب الفريق المغمور الذي لعب معه في موسمه الأول، إضافة إلى تجربته مع المنتخب الفلسطيني وإشرافه الفني عليه ومتابعته، فضلاً عن شهادات ممن عاصره من اللاعبين والخبراء والمدربين".

ويضيف أن "جمال الخطيب يذكر في مستهلّ الكتاب أن من اكتشفه أولاً هو مصطفى البابا، ومن صقل موهبته ودفعه إلى الملعب بقوة هو الراحل عدنان الشرقي قبل وصوله إلى فريق النجمة لاعباً مكتمل الموهبة، علماً أن نحافته كانت عائقاً منعه بدايةً من أن يقبله رئيس النادي عمر غندور في فريقه عام 1970، لكن جمال الخطيب رد فعلاً على تساؤلات عمر غندور على أرض الملعب، وكان اللاعب رقم واحد في نادي النجمة طوال عقدَين من الزمن".

 

أهمية السِيَر الذاتية

ولدى سؤال "الميادين نت" الزميل وزنه، عن تجربته في السِيَر الذاتية، وأهمية إنجاز كتب تتناول النجوم السابقين وتعرّف بهم الأجيال الجديدة والقادمة، قال: "هذا أمر لا بد منه حتى يكون هناك تواصل بين الأجيال، إذ دائماً يجب أن يكون لدى اللاعب قدوة، أي إن اللاعب الذي لا يزال في الملاعب يجب أن يكون لديه قدوة، فعلى سبيل المثال مثلما كان رضا عنتر قدوة لحسن معتوق، ومثلما كان وائل نزها قدوة لرضا عنتر، ينبغي أن يكون للاعبين الآخرين قدوة أيضاً. وهذا يستوجب توثيق مسيرات النجوم السابقين والإنجازات التي حققوها وتاريخهم في الملاعب، فتكون هناك إضاءة ومعرفة لأن الذي لا يعرف الماضي لا يستفيد ولا يتعلم ويتطور".

ويضيف الزميل وزنه: "وهذا من باب الوفاء والاعتزاز بهؤلاء النجوم حتى لا يطويهم النسيان فيبقوا في الذاكرة من خلال هذه الكتب".

لكن وزنه يستدرك قائلاً: "هناك إمكانات لدى بعض النجوم تسمح بأن ننجز لهم كتب سيرة ذاتية خاصة بهم أمثال جمال الخطيب ويوسف الغول وشبل هرموش، والآن أنا بصدد البدء بالجزء الثاني من كتاب (وجوه وحكايا رياضية)، إذ هناك لاعبون ورياضيون بارزون غير قادرين على أن يصدروا كتباً خاصة بهم، إذ تترتب عليهم تكاليف الصياغة التي تستلزم العمل من 7 إلى 8 أشهر إلى عام، والمطابع والإخراج، ولذلك وبمبادرة شخصية مني أصدرت الجزء الأول "الضاحية وجوه وحكايا رياضية" والآن أنا بصدد أن أنجز "وجوه وحكايا رياضية من لبنان" وهو جزء أتناول فيه من 30 إلى 40 شخصية، فيبقى الكتاب في السوق ليتعرف القارئ إلى هذا اللاعب أو ذاك من أمثال حسن عبود، ويوسف الغول، وإميل رستم، وطوني جريج، وتاريخهم والإنجازات التي حققوها، وأين لعبوا وفترات تألقهم، وماذا قدّموا لأنديتهم ولمنتخب لبنان، فمن الضروري أن تتعرف الأجيال المقبلة إلى من سبقها ويكونوا لهم القدوة، ونوجّه فيه أيضاً تحية وفاء إلى من اعتزل، خصوصاً أن هناك لاعبين كثراً خرجوا من الملاعب من دون مباراة اعتزال أو تكريم، فيكون التكريم لهم من خلال نشر سِيَرهم في كتاب".

وعلى هذا الأساس يأتي كتاب ("العالمي" جمال الخطيب) تحية إلى نجم لامع وأسطوري.. وأحرف كلمة "تحية" يمكن أن تقرأها من عنوان هذا الكتاب إلى آخر سطوره.

 

  • الأسطورة جمال الخطيب
    الأسطورة جمال الخطيب