كيف أثّر ارتفاع درجات الحرارة على مهن العراقيين؟
ارتفاع درجات الحرارة في العراق لم يعد مجرد ظاهرة مناخية، بل تحوّل إلى عامل يغيّر أنماط المهن ويؤثر على حياة العمال في البناء والأسواق والنقل وحتى المهن الموسمية.
-
كيف أثّر ارتفاع درجات الحرارة على مهن العراقيين؟
تشهد العراق موجات حرّ شديدة صيفاً، حيث تتجاوز درجات الحرارة في بعض المناطق حاجز الـ50 مئوية. هذا الارتفاع اللافت في درجات الحرارة لا يقتصر أثره على الحياة اليومية للمواطنين، بل يترك بصمته بوضوح على طبيعة المهن والوظائف المختلفة.
ففي قطاع البناء مثلاً، يضطر العمال إلى العمل في ساعات الفجر الأولى أو بعد غروب الشمس لتفادي لسعات الشمس الحارقة، ما يؤدي إلى تقليص ساعات العمل وتراجع الإنتاجية. أما في الأسواق الشعبية وأصحاب البسطات، فيجدون أنفسهم أمام تحدي البقاء تحت أشعة الشمس المباشرة لفترات طويلة، معرضين لخطر الجفاف والإرهاق الحراري.
حتى سائقي سيارات الأجرة وعمال التوصيل، فإنهم يعيشون معاناة مزدوجة: طول ساعات القيادة داخل مركبات تفتقر في معظمها إلى التبريد، وضغط الطلب المتزايد على خدماتهم في ظل عزوف المواطنين عن السير تحت أشعة الشمس.
من جهة أخرى، دفعت الظروف المناخية القاسية بعض المهن إلى الاندثار أو التحوّل، في حين باتت الحاجة إلى التكييف والتبريد مهنة مزدهرة، مع ازدياد الطلب على الفنيين والمتخصصين في صيانة أجهزة التبريد.
في النهاية، يمكن القول إن ارتفاع درجات الحرارة في العراق لم يعد مجرد ظاهرة مناخية موسمية، بل تحوّل إلى عامل يعيد تشكيل سوق العمل وأنماط المهن، فارضاً واقعا جديداً على العمال وأصحاب المهن في مختلف القطاعات.