لقاء ترامب - نتنياهو: حفاوة ومفاجآت سارة وأصداء إيجابية
لقيت تصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ترحيبًا واسعًا في الأوساط السياسية الإسرائيلية. وأشاد العديد من المسؤولين بتصريحاته بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة واهتمامه بأمن "إسرائيل". بعض الشخصيات مثل وزير المالية سموتريتش وصفوا تصريحات ترامب بأنها "مباركة دينيًا". ومع ذلك، كان هناك تحفظات من معارضين، مثل يائير لابيد، الذين انتقدوا غموض الاقتراحات التي طرحها ترامب، مشيرين إلى أنها قد تفرض تحديات على كيان الاحتلال.
-
ترامب ونتنياهو خلال اللقاء في 4 شباط/فبراير 2025 (وكالات)
في جو من الحفاوة والتقدير، رحّبت الأوساط الإسرائيلية السياسية بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس خلال لقائه برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض. هذه التصريحات، وما حملته من مضامين، و"مفاجآت"، أثارت ردود فعل سياسية واسعة (ائتلاف ومعارضة)، حيث تسابق المسؤولون الإسرائيليون على كلمات الترحيب والشكر والإشادة بترامب، في المقابل سُجّلت بعض التحفظات بشأن الغموض وعدم واقعية طروحات ترامب.
الأصداء الإيجابية، من مختلف التيارات والتوجّهات السياسية الإسرائيلية، إثر لقاء ترامب - نتنياهو، الذي دام أكثر من ساعة بقليل، انعكست في سلسلة من التصريحات والمواقف، حيث أشاد المسؤولون: من الحكومة والمعارضة، على حد سواء، وتوقفوا خصوصا عند طروحات ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، إضافة إلى التزامه بأمن إسرائيل.
في تصريحات تحمل إشارات دينية-يهودية، أشاد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بتصريحات ترامب قائلا: "حينئذٍ تقول الأمم: لقد عظَّم الله صنعه مع هؤلاء، عظَّم الله صنعه معنا ففرحنا"، ونعت وزير الخارجية (التهجير الذي اقتراح ترامب) بالأمر "الأخلاقي"، في حين رأت أوساط من حزب الليكود أن "إسرائيل" تقف اليوم أمام "فجر جديد"، ووصفت أوساط من المعارضة (بني غانتس)، تصريحات ترامب بأنها "إثبات إضافي للحلف العميق بين الولايات المتحدة وكيان الاحتلال.
وتكتمل صورة زيارة نتنياهو إلى واشنطن، وهو أول زعيم يستقبله ترامب في البيت الأبيض منذ توليه منصبه، حيث وصفها مصدر سياسي بأنها "زيارة ناجحة للغاية تفوق جميع توقعاتنا وأحلامنا". حيث كان اللقاء بين ترامب ونتنياهو بمثابة تتويج لهذه الزيارة.
ورغم أن المقاربة السياسية الإسرائيلية قد سلكت -تقريبا- وِجهة واحدة: إيجابية ترحيبية؛ سُجِّلت بعض التحفظات، جاء أبرزها من رئيس المعارضة، يائير لابيد، الذي أعرب عن تحفظه من الغموض الذي يكتنف أفكار ترامب التي وصفها بالقنبلة، في إشارة إلى الأثمان التي يتوجّب على إسرائيل دفعها في المقابل، وهذه التحفظات وردت أيضا على لسان المحللين والمعلقين في طيات المقاربة الإعلامية.
الاعتراض الأوضح على بعض محطات الزيارة، التي شملت عدة لقاءات لنتنياهو مع المسؤولين الأميركيين، جاء من عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، بسبب عدم تعهد نتنياهو في كلمته أمام ترامب باستكمال المرحلة الثانية من الصفقة، ورأت العائلات أن كلمة "سنحاول" التي قالها نتنياهو لا تكفي، وعلى الأثر ألغت لجنة العائلات في واشنطن تصريحا كانت تنوي الادلاء به مباشرة بعد مؤتمر ترامب – نتنياهو، وأعربت لجنة العائلات عن صدمتها وخيبة أملها.
ولم تخلُ الزيارة عموما، ومؤتمر ترامب – نتنياهو خصوصا، من انعكاسات على الوضع الداخلي والحكومي في "إسرائيل"، حيث سارع رئيس حزب "قوة يهودية"، عضو الكنيست إيتمار بن غفير (الذي أعلن انسحابه من الحكومة والائتلاف، على خلفية اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة)، إلى الإعراب عن دعمه الكبير لمقترح ترامب بتشجيع هجرة سكان غزة (وهذا الأمر من أساسيات أجندته السياسية والأيديولوجية)، وأعلن بن غفير أن احتمالات عودته للحكومة، بعد تصريحات ترامب، قد ارتفعت. في المقابل غمز سموتريتش من قناة بن غفير، عندما أشار في تصريح إلى أن ما حصلت عليه أو ستحصل عليه "إسرائيل" في المستقبل من ترامب هو ثمرة الحفاظ على حكومة يمينية لا يجدر زعزعة استقرارها.
وفي هذا السياق رأى معلقون أن المواقف التي عرضها ترامب بشأن الحرب في غزة وحماس خفّضت بشكل كبير من مستوى القلق في محيط رئيس الحكومة من إمكانية تفكيك الائتلاف وافتراق سموتريتش بسبب استمرار دفع صفقة الأسرى. وقد يفتح احتمال تجديد القتال في غزة الباب لعودة محتملة لبن غفير إلى الحكومة، خصوصا أن نتنياهو تركَ الباب لبن غفير مفتوحا، عبر الإبقاء على الحقائب الوزارية لحزب قوة يهودية بيد حزب الليكود.