لا استسلام ولا عسكرة للنووي.. رسالة قائد الثورة والجمهورية للشعب والعدو

السيد علي خامنئي لم يغلق باب التفاوض، لكنه شدد على أن الحوار لا معنى له إذا كان محكوماً بالابتزاز أو قائماً على الإملاءات.

  • لا استسلام ولا عسكرة للنووي.. رسالة قائد الثورة والجمهورية للشعب والعدو
    قائد الثورة والجمهورية السيد علي خامنئي

في زمن تتسارع فيه الأحداث الإقليمية والدولية، اختار قائد الثورة والجمهورية السيد علي خامنئي أن يضع النقاط على الحروف: لا استسلام، ولا عسكرة للبرنامج النووي، ولا جدوى من التفاوض المباشر مع واشنطن، مع التشديد على أهمية الوحدة الداخلية ودعم محور المقاومة، وفي مقدمته حزب الله.

أولى رسائل الخطاب كانت رفض الاستسلام كلياً. لقد أثبتت التجارب الطويلة أن أي تنازل يغري الخصم بالمزيد من الضغوط، فمن يقبل أن يفرط بحق صغير سيجبر لاحقاً على التخلي عن حقوق أكبر. لذلك، فإن الصمود وعدم الخضوع ليسا خياراً تكتيكياً، بل هما استراتيجية بقاء تحمي السيادة وتمنع الانكسار.

السيد علي خامنئي لم يغلق باب التفاوض، لكنه شدد على أن الحوار لا معنى له إذا كان محكوماً بالابتزاز أو قائماً على الإملاءات. التفاوض يصبح أداة إيجابية فقط عندما يبنى على الاحترام المتبادل وحفظ المصالح الوطنية. أما التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة، فقد وصفه بأنه عديم الجدوى، لأن التجربة أثبتت أن واشنطن لا تأتي إلى الطاولة إلا لفرض شروط مسبقة، وغالباً ما تحول الحوار إلى مسار أحادي يهدف إلى تحصيل تنازلات.

الملف النووي كان حاضراً في صلب الخطاب، إذ أكد السيد خامنئي أن المشروع النووي الإيراني مشروع سلمي علمي، هدفه التنمية وتطوير مجالات الطاقة والطب والزراعة، لا صناعة القنابل، كما يروج الخصوم. العسكرة ليست خياراً، لأن تبني هذا المسار سيمنح الأعداء ذريعة لتصعيد المواجهة وفرض المزيد من القيود. التمسك بالمسار العلمي والتنموي يعكس أن طهران ترى في التقنية النووية رصيداً وطنياً مشروعاً لا أداة تهديد.

وفي خطابه، لم يغفل البعد الداخلي، فقد شدد على أن الوحدة الوطنية تمثل حجر الزاوية في مواجهة التحديات. فالخلافات الداخلية مشروعة، لكن تحولها إلى صراع يفتح ثغرات ينفذ منها العدو. لهذا، فإن تحصين الجبهة الداخلية سياسياً واجتماعياً هو شرط أساسي لإفشال كل محاولات الاختراق والتخريب التي يسعى إليها الخصوم.

الخطاب أعاد التأكيد أيضاً على دعم حزب الله في لبنان، ليس بوصفه مجرد حركة محلية، بل ركيزة أساسية في معادلة الردع والمقاومة. دعم الحزب بالنسبة إلى إيران هو امتداد طبيعي لاستراتيجيتها في مواجهة مشروع الهيمنة، وهو أيضاً تجسيد لوحدة المصير بين شعوب المنطقة في مواجهة العدوان الإسرائيلي، فالمقاومة التي يمثلها حزب الله أثبتت فاعليتها، وأصبحت عنواناً لرفض الإذعان ولحماية الكرامة.

الخطاب إذاً رسم صورة متوازنة؛ رفض الاستسلام مع إبقاء باب التفاوض مفتوحاً ضمن شروط، التأكيد على سلمية البرنامج النووي، التحذير من التفاوض المباشر مع واشنطن، التمسك بالوحدة الوطنية، وتجديد الدعم لمحور المقاومة. إنها معادلة تقوم على الثبات من جهة والمرونة من جهة أخرى، لتؤكد إيران أنها ماضية في طريقها بثقة دون أن تتنازل عن حقوقها أو تفقد بوصلتها.

اقرأ أيضاً: السيد خامنئي: لا نسعى لامتلاك قنبلة نووية.. والمحادثات مع واشنطن ضارة في الوقت الراهن

اخترنا لك