"غلوبال تايمز": على الجيش الأميركي عدم السعي للصراع مع الصين
رأت الصحيفة أن العمليات العسكرية الأميركي لاحتواء الصين وتهديد سيادتها وأمنها القومي لم تتوقف أبداً، وهذا يجعل من الصعب للغاية على الجانبين بناء الثقة المتبادلة.
تناولت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية اللقاء المتوقع بين وزير الدفاع الصيني والأميركي. وقالت إن وزارة الدفاع الصينية أعلنت أمس الأحد أن الجانبين الصيني والأميركي "يتواصلان وينسقان" مع بعضهما البعض بشأن التبادلات الثنائية على هامش الاجتماع المقبل لوزراء دفاع "آسيان بلاس". وقال الخبراء إن المدى الذي سيحققه الاجتماع من نتائج إيجابية قد تفيد السلام والاستقرار الإقليميين والعالميين، يعتمد على ما إذا كان الجيش الأميركي سينفذ الوعد الذي أعاد تأكيده الرئيس الأميركي جو بايدن بعدم السعي إلى الصراع مع الصين، أم لا.
وقال الكولونيل الكبير تان كيفي، المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، رداً على سؤال عما إذا كان وزيرا دفاع البلدين سيجريان محادثات على هامش اجتماع وزراء دفاع "آسيان-بلاس" المقرر عقده في كمبوديا. وقال تان إن الإدارات المعنية في الجانبين "تحافظ على الاتصال والتنسيق" في هذا الصدد.
وكانت وزارة الدفاع الصينية قد أعلنت السبت أن عضو مجلس الدولة ووزير الدفاع الصيني الجنرال وي فنغه سيحضران الدورة التاسعة للقاء وزراء دفاع "آسيان بلاس" ويزوران كمبوديا من الأحد إلى الخميس بدعوة من بنوم بنه.
وأعلنت الوزارة في بيان أن وي سيلقي كلمة في المؤتمر وسيعقد اجتماعات مع رؤساء وفود بعض الدول المشاركة على هامش المؤتمر، ويتبادل وجهات النظر حول الأوضاع الدولية والإقليمية والتعاون الأمني الدفاعي. وذكر البيان أن وي سيجرى محادثات مع قادة الدولة والجيش الكمبوديين خلال زيارته للبلاد.
قال تشوا هوا، خبير الشؤون الدولية في كلية العلاقات الدولية والدبلوماسية بجامعة بكين للدراسات الخارجية ، لصحيفة غلوبال تايمز إنه إذا تم لقاء وي مع وزير الدفاع الأميركي أوستن لويد خلال قمة وزراء دفاع آسيان-بلاس، فهذا يعني أن الجانبين يعملان على تنفيذ التوافق على استمرار الحوار الاستراتيجي المفتوح الذي توصل إليه كبار قادة البلدين على هامش قمة مجموعة العشرين التي اختتمت لتوها في بالي بإندونيسيا.
وقال لي هايدونغ ، الأستاذ في معهد العلاقات الدولية بجامعة الشؤون الخارجية الصينية ، لصحيفة "غلوبال تايمز" إن الاجتماع بين رئيسي البلدين يوجّه التبادلات الصينية الأميركية للوصول إلى اختراقات جديدة في مختلف المجالات.
وأشار لي إلى أن "الاجتماع بين وزيري الدفاع إيجابي، حيث أنه على الرغم من أن الجانبين لا يستطيعان تحقيق اتفاقيات بشأن بعض القضايا المحددة، إلا أنهما يمكنهما على الأقل بذل جهود مشتركة في إدارة المخاطر والأخطار المحتملة".
وقال تشوا إن "وزارة الدفاع الأميركية ترغب بشدة في جعل الدبلوماسية العسكرية مع الصين تغطي المستوى العملياتي للحرب، وقد أيد الجيش الصيني دوماً تقليد حماية السلام الإقليمي والعالمي من خلال الدبلوماسية العسكرية، لذلك فإن الصين تتخذ موقفاً استباقياً ومنفتحاً للتواصل والتنسيق مع وزارات الدفاع في مختلف دول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة".
وأضاف أنه على الرغم من أن الاجتماع بين وزيري الدفاع الصيني والأميركي يلبي توقعات البلدين والمجتمع الدولي، "يجب أن نكون حذرين من نتيجة الحوار، لأنه منذ وصول الرئيس الأميركي جو بايدن إلى السلطة، وجدنا أن الجيش الأميركي فشل في تنفيذ الوعد الإيجابي لرئيسهم بإبقاء العلاقات الأميركية الصينية بعيدة عن الصراع وعن حرب باردة جديدة".
وقال لي إنه فيما يتعلق بموضوعات مثل بحر الصين الجنوبي ومسألة تايوان، "سيتواصل الجانبان بالتأكيد، لكن هذه المشاكل بين القوتين العظميين لا يمكن حلها على المدى القصير. لكن من خلال التبادلات القادمة، يمكن للجانب الصيني أن يؤكد على أهمية وحساسية الموضوعات ذات الصلة لتعزيز تقدير النقطة النهائية في ذهن الجانب الأميركي".
قال تشوا إن الازدواجية مشكلة طويلة الأمد للجيش الأميركي، لأنه على الرغم من أنه يتحكم في بعض الأحيان في نبراته العدائية والاستفزازية لمنع إغضاب الصين كثيراً، فإن عملياته العسكرية لاحتواء الصين وتهديد سيادة الصين وأمنها القومي لم تتوقف أبداً. وأشار تشوا إلى أن "هذا يجعل من الصعب للغاية على الجانبين بناء الثقة المتبادلة".
تستند رغبة الولايات المتحدة في وجود دبلوماسية عسكرية مع الصين على افتراضات حول كيفية إدارة الصراع والأزمات إذا كان لدى الجانبين احتكاكات عسكرية يوماً ما، لكن الصين تتطلع إلى كيفية حماية وتحسين السلام والاستقرار بشكل أساسي في المنطقة والعالم.
وقال تشوا إن الصين تريد بناء آلية لإدارة الأزمات على أساس الثقة السياسية والاستراتيجية المتبادلة الحقيقية. وأضاف أنه "إذا كان الجيش الأميركي مخلصاً في رغبته في العمل مع الجانب الصيني لإدارة العلاقات العسكرية بشكل مشترك بين البلدين، فينبغي عليهما العمل مع نظرائهم الصينيين للقاء بعضهم البعض في منتصف الطريق".