الهدف: فرع حزب الله في أوروبا

كما هو الحال في أي معركة، يجب العمل على مراحل: أولاً، يجب تحديد أهداف الاستخبارات، وجمع المعلومات والكشف. يجب أن نثبت للأوروبيين الضرر الذي تسببه لهم المنظمة (أي حزب الله) في أنشطتها غير المقيدة على أراضيهم. ليس الأضرار التي لحقت بإسرائيل، بل الأضرار التي لحقت بأوروبا، وهي مهمة.

يجب على إسرائيل الاستثمار في قطع أنابيب الأوكسجين الرئيسية لحزب الله - التمويل والانتشار الدولي

إسرائيل في عامها السبعين، وليس هناك مواطن إلا وينظر بقلق إلى حدودنا الشمالية في ظل تعاظم أكبر تهديد تقليدي لأمننا - حزب الله. منذ حرب لبنان الثانية، إلى جانب تعزز حزب الله، تعمل الكثير من الأجهزة الأمنية على تقليص قدراته وردع إيران، بلده الأم. لكن هذا لا يكفي. الردع والإحباط غير كافيين لوحدهما. يجب على إسرائيل الاستثمار في قطع أنابيب الأوكسجين الرئيسية لحزب الله - التمويل والانتشار الدولي.

لهذا الغرض، هناك أداة أخرى في صندوق الأدوات الإسرائيلي. إنها أداة متعددة الجنسيات، فعالة وناجعة، إذا عرفوا فقط كيفية استخدامها، لكن إسرائيل تجاهلتها ببساطة في السنوات الأخيرة: المعركة السياسية. إنها جهد دولي نقوده بمساعدة أصدقائنا في العالم، من خلال قنوات دبلوماسية مباشرة وغير مباشرة، علنية أو سرية. والهدف هو إنشاء حلقة خنق دولية حول حزب الله، تُدخله في أزمة تنفسية وتشغيلية قبل فترة طويلة من وطء جندي إسرائيلي للأراضي اللبنانية.
ما هي المعركة السياسية؟ باختصار، يجب أن نتأكد من تصنيف الاتحاد الأوروبي لمنظمة حزب الله بأكملها على أنها "كيان إرهابي"، بما فيه "الذراع السياسية" التي تتمتع بحرية العمل. الولايات المتحدة، على سبيل المثال، وحتى دول الخليج، تصنّف المنظمة بأكملها إرهابية، من أولها إلى آخرها، ومن المفارقات أن حزب الله نفسه لا يفصل بين ذراعيه. الفصل بينهما هو مساومة سياسية من مدرسة الاتحاد الأوروبي، وهي سيئة.
في الوضع الحالي، أصبحت أوروبا وإيران وبلدان إفريقية وجنوب أميركية مصدر الدخل الرئيسي لحزب الله. ما أهمية التصنيف كمنظمة إرهابية؟ بمجرد تطبيق تصنيف شامل على منظمة ما، عندها يتم تصنيف حساباتها المصرفية وأعمالها التجارية ومؤسساتها المالية بأنها غير قانونية وتُفرض عليها قيود شديدة. عناصرها يدخلون إلى لوائح الممنوعين من رحلات جوية، وسلة الأدوات لدى السلطات القانونية ضدها تصبح فعالة ومهددة. منطقة "التجارة الحرة" لحزب الله ستُغلق رسميا.
سوف تتمتع إسرائيل والمنطقة بطبيعة الحال باليوم الذي تقرر فيه أوروبا أن تسمي الأشياء بأسمائها. مال أقل يعني ذخيرة أقل للمنظمة، ما يعني أن حزب الله يصبح أقل تهديدا. بدلاً من تدمير ترسانته بطلعات جوية لا تُحصى، سنصعّب عليه شرائها في المقام الأول.
هل هذا ممكن؟ نعم. في المدى القصير نسبياً، يمكن تصنيف حزب الله على أنه منظمة إرهابية في أوروبا والحد بشكل دراماتيكي من أنشطته الدولية. وكما هو الحال في أي معركة، يجب العمل على مراحل: أولاً، يجب تحديد أهداف الاستخبارات، وجمع المعلومات والكشف. يجب أن نثبت للأوروبيين الضرر الذي تسببه لهم المنظمة في أنشطتها غير المقيدة على أراضيهم. ليس الأضرار التي لحقت بإسرائيل، بل الأضرار التي لحقت بأوروبا، وهي مهمة. بمفاهيم أوروبية، نبدأ من دولة مركزية - ألمانيا، التي تعاني من أنشطة المنظمة وتدرك الأخطار الكامنة فيها.
في الأشهر القليلة الماضية، كنا نتقدم حثيثاً نحو المهمة. أجرى فريق من الباحثين في معهد الدبلوماسية الدولية - مع شركاء آخرين من معهد سياسات مكافحة الإرهاب وأعضاء من أذرعة الأمن وأصدقاء في جميع أنحاء العالم - حملة لجمع معلومات وبلورة رسائل من أجل مرحلة الكشف، والتي سيتم إطلاقها في الأسابيع القريبة المقبلة. بعد ذلك، يجب التحرك نحو عملية - وهي مرحلة تهدف إلى إقناعٍ وعملٍ دولي لتنفيذ الخطوات الضرورية من أجل تغيير مقاربة ألمانيا تجاه المنظمة، تتبعها أوروبا ككل.
المعركة السياسية ضد حزب الله حيوية ومهمة للغاية. هدفها إغلاق المتنزه الترفيهي الأوروبي لحزب الله والإضرار به بشكل كبير، قبل شن المعركة العسكرية. وكلما كان أبكر كان أفضل.