"هآرتس": "إسرائيل" تنتظر خطط ترامب الضبابية

تنتظر "إسرائيل" رؤية ما إذا كانت إدارة بايدن المنصرفة ستعمل ضدها قبل تسليم الإدارة، وتحاول حل لغز رسائل الرئيس القادم دونالد ترامب واستعداده لتولي الإدارة القادمة.

0:00
  • "هآرتس": "إسرائيل" تنتظر خطط ترامب الضبابية

صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تنشر مقالاً لمحلل الشؤون العسكرية، عاموس هرئل، يتحدث فيه عن خطط "إسرائيل" في غزّة ولبنان، ويشير إلى أنّها تنتظر خطط الرئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترامب في المنطقة. 

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:

تنتظر "إسرائيل" رؤية ما إذا كانت إدارة بايدن المنصرفة ستعمل ضدها قبل تسليم الإدارة، وتحاول حل لغز رسائل الرئيس المنتخب دونالد ترامب، واستعداده لتولي الإدارة القادمة.

ويبدو أنّ فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية الآن هو الخيار الرئيس لخلط الأوراق في الشرق الأوسط، وربما إنقاذ "إسرائيل" من حرب الاستنزاف الطويلة التي وجدت نفسها فيها، في عدد كبير من الجبهات. رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مقتنع بأنّه قادر على تسخير ترامب لتحقيق أهدافه، كما حدث في الماضي.

لكن، كعادته، كان الرئيس الأميركي العتيد يرسل رسائل يصعب فك شيفراتها منذ فوزه. وقد لا تصبح الصورة أكثر وضوحاً حتى يدخل البيت الأبيض في الـ20 من كانون الثاني/يناير. وفي هذه الغضون، تدرس إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن اتخاذ خطوات شديدة ضد "إسرائيل"، خلال الفترة المتبقية، بما في ذلك تشديد القيود على صادرات الأسلحة، وعدم استخدام حق النقض ضد قرارات معادية لـ "إسرائيل" في مجلس الأمن الدولي.

يوآف غالانت، وزير الأمن الذي أقاله نتنياهو، قال الحقيقة لعائلات الأسرى في لقاء وداعي معهم، في الأسبوع الماضي. بحسب قوله، فإن شروط التوصل إلى اتفاق ناضجة. ووفق رأيه، فإن البقاء في محور فيلادلفيا ليس له مبرر أمني أو سياسي.

وقال: "لن نبقى في غزة، وأخشى أنّ إصرار نتنياهو على عدم إخلاء قوات الجيش الإسرائيلي هو من ضمن رغبة نتنياهو في البقاء هناك، وهذا هدف يعرّض الجنود للخطر".

في الواقع، تبدو الصورة أكثر قتامة: الحكومة غير معنية بصفقة الأسرى، والجناح اليميني المتطرف في الائتلاف يعارض إطلاق أسرى فلسطينيين، ونتنياهو يعتمد كلياً عليه من أجل بقائه السياسي، بينما يكافح لتأجيل شهادته في محاكمته الجنائية.

ومن ناحية أخرى، تُبذل جهود هائلة في الاستعداد لاحتلالٍ طويل الأمد لشمالي قطاع غزة، وهو ما يسعى اليمين لترجمته إلى احتلال حقيقي وإقامة مستوطنات. ففي الأسبوع الماضي، نشرت صحيفة "هآرتس" تقريراً عن التحركات الرامية إلى طرد جميع السكان الفلسطينيين من الجزء الشمالي من قطاع غزة إلى منطقة جباليا. وخلال نهاية الأسبوع، وصف مراسل صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوآف زيتون، انطباعاته عن زيارته ممر نتساريم جنوباً، قائلاً "ارتفع عرض القطاع، الذي يحتله الجيش الإسرائيلي في الممر، إلى سبعة كيلومترات. يقيم الجيش مواقع أمامية هناك ملائمة للإقامة الدائمة، وينشر بنية تحتية للمياه والاستقبال الخلوي.

في هذه الأثناء، أعلن نتنياهو تعيين رئيس فريقه السابق، يحيئيل لايتر، سفيراً جديداً لـ "إسرائيل" لدى الولايات المتحدة، وهو الذي قتل ابنه موشِه، قائد سرية احتياط في لواء المظليين، في العام الماضي، في القتال في شمالي قطاع غزة، وهو ممثل الجناح الأيديولوجي للمستوطنين.

ويشير هذا التعيين إلى الاتجاه الذي يطمح إليه رئيس الحكومة: اعتراف أميركي بضم المستوطنات في الضفة الغربية، وعلى ما يبدو أيضاً يرمي إلى احتلال زاحف لشمالي قطاع غزة. ويجري بالفعل بناء البنية التحتية في هذه الأيام من أجل ذلك.

مكتب نتنياهو متفائل بشأن إمكان التوصل إلى تسوية سياسية ووقف إطلاق نار في لبنان قريباً، لكن من غير الواضح ما إذا كان لهذا التوقع ما يستند إليه.

أمّا في غزة، فيتحول المفتاح بالتدريج إلى ترامب نفسه. ومن المرجح أنّ فكرة التوصل إلى اتفاق من شأنه تحرير الأسرى، ووضع حد للقتال، تروق له. ولدى ترامب ورجاله خطط أكبر، أهمها توسيع اتفاقيات "أبراهام" لتشمل التطبيع الإسرائيلي السعودي، وصفقات ضخمة بين الولايات المتحدة والسعوديين.

وفي إشارة إلى مدى صعوبة التنبؤ بخطوات ترامب، أعلن الرئيس المكلف أمس أنّ مايك بومبيو ونيكي هايلي، وهما من أبرز الشخصيات في الإدارة السابقة، وكانت لهما علاقات ودية بنتنياهو، لن يخدما في الإدارة المقبلة. هناك أيضاً عدد غير قليل من أصحاب الرؤى الانعزالية حول ترامب، والذين يؤمنون بالحاجة إلى الحد من التدخل العسكري الأميركي في أنحاء العالم. وسنرى ما إذا كان أيّ منهم سيحصل على وظيفة رئيسة في الإدارة الجديدة في كانون الثاني/يناير.

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.