"نيويورك تايمز": قتال الهند يُسهم في إنعاش شعبية الجيش الباكستاني
مع إعلان باكستان النصر، عادت الثقة في مؤسسات الدولة في هذا البلد المضطرب إلى الظهور، على الأقل في الوقت الحالي.
-
"نيويورك تايمز": قتال الهند يُسهم في إنعاش شعبية الجيش الباكستاني
صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تنشر مقالاً تحدث فيه عن الاستفادة السياسية والمعنوية التي حققتها باكستان من صمودها أمام الهند في النزاع العسكري الأخير.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:
لقد عانت باكستان لسنوات من أزمات سياسية واقتصادية وأمنية متداخلة. لكنها الآن تشعر وكأنها منتصرة. في نظر المحللين، كانت المعركة التي استمرت أربعة أيام أقرب إلى التعادل. لقد تلقت باكستان بعض الضربات التي لا تستطيع إخفاؤها.
ولكن بصمودها في وجه جارتها الأقوى، فقد دفعت مشاكلها الخطيرة إلى الخلفية. وبدأت ثقة الجمهور المتجددة، وإن كانت هشة، في الدولة والجيش، المؤسسة الأكثر هيمنة في باكستان، بالظهور.
قال حفيظ صديقي، محاسب مصرفي في كراتشي، أكبر مدن البلاد: "نشعر وكأننا فزنا بشيء ما. لسنا دولة فاشلة. على الأقل أثبت الجيش أنه لا يزال قادراً على أداء المهمة المنوطة به".
قبل بضعة أسابيع، كان الشعور العام مختلفاً بشكل ملحوظ.. أمة منهكة قلقة من أنّ الحرب مع الهند ستزيد من مشاكلها المتفاقمة.
تعاني باكستان من استقطاب سياسي منذ الإطاحة برئيس الوزراء عمران خان عام 2022، الذي يُعتقد أن صعوده وسقوطه كانا مدعومين من جنرالات الجيش، وسجنه لاحقاً. ولا تزال شرعية الحكومة الحالية، التي تولت السلطة العام الماضي بعد انتخابات يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها تلاعب بها الجيش، موضع نزاع.
الوضع الاقتصادي في البلاد قاتم أيضاً، مع ارتفاع أسعار الوقود والغذاء والكهرباء، مما يضغط بشكل متزايد على الفقراء والطبقة المتوسطة، مما يؤدي إلى تفاقم السخط العام.
وتدهور الوضع الأمني الداخلي في باكستان، حيث كثفت الجماعات المسلحة هجماتها في شمال شرق البلاد، على طول الحدود مع أفغانستان، ويختبر المتمردون الانفصاليون سيطرة الدولة في الجنوب الغربي.
وبدا أنّ هذه التحديات وضعت باكستان في موقف هش بينما كانت تستعد لهجوم من الهند، القوة العالمية الصاعدة ذات الاقتصاد الذي يفوق حجمه اقتصاد باكستان بعشرة أضعاف.
ثم، وبنفس السرعة، انتهى الأمر بوقف إطلاق نار بوساطة أميركية.
تفاوضت باكستان لإنهاء القتال وجهاً لوجه مع الهند، باعتبارها نداً لها. وفي إعلانها النصر، زعمت أنها ضربت الجيش الهندي في موقع حساس للغاية، بإسقاط بعضٍ من أحدث طائراتها المقاتلة.
بعد أن التفّ الباكستانيون حول العلم، كانوا متلهفين لقبول قصة النصر.
بالنسبة للجيش، كانت هذه فرصة سانحة لإعادة تأهيل صورته كركيزة أساسية في الحياة الباكستانية، ولصرف الانتباه عن اتهامات القمع السياسي.
قال عقيل شاه، أستاذ الشؤون العسكرية والأمنية لجنوب آسيا في جامعة جورج تاون، إنه أصبح شخصية مكروهة بين مؤيدي السيد خان الشباب من الطبقة المتوسطة في المناطق الحضرية، مع شنّ الجيش حملة قمع على حزبه. وقال إنّ "هالة النصر يمكن أن تساعد الجيش على إعادة صياغة صورته العامة كقوة محترفة بدلاً من كونها قوة سياسية غير شعبية".
نقله إلى العربية: الميادين نت.