"فايننشال تايمز": مذيعة التلفزيون الحكومي الإيراني أصبحت رمزاً للمقاومة
سحر إمامي تحظى بالإشادة باعتبارها "لبؤة" ومحاربة بعد استمرارها في البثّ وسط قصف إسرائيلي لمحطة التلفزيون الحكوميّ.
-
جدارية في ساحة ولي عصر بوسط مدينة طهران للمذيعة الإيرانية سحر إمامي
صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية تنشر مقالاً تصدّر عناوينها الرئيسية، تناول القصف الإسرائيلي على مقرّ هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية الإيرانية وثبات المذيعة سحر إمامي.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرّف:
كانت مذيعة التلفزيون الحكومي الإيراني، سحر إمامي، تُقدّم بثّاً مباشراً في طهران هذا الأسبوع عندما قاطعها دوي انفجارات قوية.
أصيب المشاهدون، الذين كانوا يتابعون عن كثب أخبار الحرب بين "إسرائيل" وإيران، بالصدمة، ورأوا الغرفة تمتلئ بالدخان والغبار والحطام.
"الصوت الذي سمعتموه للتوّ هو صوت المعتدي الذي يهاجم وطننا، صوت المعتدي الذي يسعى إلى قمع الحقّ والحقيقة"، قالت إمامي وهي تهزّ إصبعها السبّابة بينما استمرّت الكاميرات في التصوير.
"ما شهدتموه للتوّ.. هذا الاستوديو المليء بالدخان التابع لشبكة الأخبار"، تابعت، قبل أن تُجبر على مغادرة مقعدها عندما هزّ انفجار ثانٍ المبنى.
أصرّت إمامي على مواصلة البثّ، ممّا جعلها رمزاً فورياً للمقاومة، ولُقّبت بـ"اللبؤة الإيرانية".
بعد دقائق من الانفجار الثاني، عادت إمامي للظهور على الهواء مباشرة من استوديو آخر، في الوقت الذي أظهرت فيه مقاطع فيديو نُشرت على الإنترنت تصاعد النيران والدخان من المقرّ الزجاجي لإذاعة جمهورية إيران الإسلامية. وفي غضون ساعات، انتشرت صورتها على وسائل التواصل الاجتماعي، وظهرت على جدارية كبيرة في العاصمة الإيرانية.
وصفها الرئيس مسعود بزشكيان بأنها "رمز للصمود والثبات والروح التي لا تلين". وشبّهت فاطمة مهاجراني، المتحدّثة باسم الحكومة، "ابنة إيران الشجاعة" بغوردافريد، البطلة الفارسية الأسطورية وإحدى أوائل المقاتلات الإيرانيات، كما وردت في الشاهنامة، وهي قصيدة ملحمية عمرها ألف عام للشاعر الفارسي الفردوسي.
قال وزير الخارجية عباس عراقتشي: "في الليلة الماضية، وفي خضمّ الهجوم الوحشي للنظام الصهيوني، وقفت امرأة إيرانية أمام الكاميرا.. شجاعة، ثابتة، ومليئة بحب وطنها، وكانت صوت إيران".
بعد أقلّ من 24 ساعة من الإضراب، كُشف النقاب عن جدارية في ساحة ولي عصر بوسط مدينة طهران، وفقاً لوسائل الإعلام الرسمية.
استخدمت الجدارية بيتاً شعرياً من قصيدة الفردوسي عن "فتاة في ساحة المعركة"، في إشارة أخرى إلى غوردافريد.
اقترح مهاجراني تسمية جائزة الشجاعة في الصحافة باسم إمامي. انضمّ نجوم الرياضة إلى موجة الإشادة بها، حيث أهدى لاعب الكاراتيه أمير مهدي زاده ولاعب الرماية جواد فروغي ميدالياتهما الذهبية في المسابقات الدولية إلى المذيعة.
وقالت إمامي للمشاهدين إنّ الهجوم "استهدف حرية التعبير والحقيقة وأصوات النساء والرجال والأطفال الذين استشهدوا في الأيام الأخيرة".
نقله إلى العربية: الميادين نت.