"بوليتيكو": لماذا ينحني شولتز للتنين الصيني؟

المستشار الألماني أولاف شولتز يتوجّه إلى الصين في أهم وأطول رحلة خارجية له متجاهلاً الضغوط الأميركية، فما دلالات هذه الخطوة وما ارتباط هذا التقارب بالصناعات الألمانية.

  • المستشار الألماني أولاف شولتز يتجه في زيارة إلى الصين تستغرق ثلاثة أيام ضمن أطول وأهم رحلة خارجية له
    المستشار الألماني أولاف شولتز يتجه في زيارة إلى الصين تستغرق ثلاثة أيام ضمن أطول وأهم رحلة خارجية له "أ ف ب"

صحيفة "بوليتيكو" الأميركية تتحدّث عن سعي المستشار الألماني أولاف شولتز إلى احتضان بكين متجاهلاً الضغوط الأميركية، متسائلة عن سبب انحناء شولتز للتنين الصيني، وارتباط هذا التقارب بالصناعات الألمانية.

فيما يلي نص المقال منقولاً إلى العربية، بتصرف:

وصل المستشار الألماني أولاف شولتز إلى منعطف غير متوقع هذا الأسبوع... ولسبب وجيه: يحتاج شولتز إلى الصين.

ومع اقتراب الانتخابات الوطنية المقبلة بعد ما يزيد قليلاً عن عام، فإنّ الوقت ينفد لدى زعيم المحرك الاقتصادي المتعثر في أوروبا لاستحضار معجزة وعكس موقف حكومته المأساوي أمام الشعب الألماني.

ستكون زيارة شولتز إلى الصين، التي تستغرق 3 أيام، والتي تبدأ يوم السبت، أطول وأهم رحلة خارجية له منذ توليه منصبه في أواخر عام 2021. بالنسبة للمستشار، الذي يعاني من معدلات تأييد منخفضة بشكلٍ قياسي وائتلاف منقسم، فإنّ الجولة فرصة ليس فقط لإثبات مكانته العالمية، ولكن ليظهر للناخبين أنّه سيفعل كل ما يلزم للحفاظ على الشركات الألمانية.

لعقود من الزمن، كان الطريق إلى الصين معبداً بالذهب أمام المصدرين الألمان، مما أدى إلى تعزيز أرباحهم والحفاظ على مكانة ألمانيا باعتبارها واحدة من أفضل الاقتصادات في العالم.

وبالنسبة للشركات الألمانية مثل سيمنز وفولكس فاغن، التي بدأت الاستثمار في الصين قبل 40 عاماً، أصبحت الصين الآن أحد ركائز أعمالها العالمية. وتمثل الصين نحو 50% من مبيعات السيارات العالمية لشركة فولكس فاغن وحدها. 

في حين أنّ الشركات الألمانية الكبرى - شركات السيارات وشركات صناعة المواد الكيميائية مثل BASF - هي الأكثر تعرضاً للصين، فإنّ العديد من مورديها قاموا أيضاً بمراهنات كبيرة على البلاد.

وقال موريتز شولاريك، رئيس معهد كيل للاقتصاد العالمي، إنّ "التجارة مع الصين تجلب لنا الرخاء ولا يمكن الاستغناء عنها عملياً على المدى القصير".

وتستثمر الصناعة الألمانية بشكلٍ كبير بالفعل في الولايات المتحدة، التي تعد إلى حدٍ بعيد أكبر سوق تصدير للبلاد (بلغ إجمالي الصادرات الألمانية إلى الولايات المتحدة 158 مليار يورو في عام 2023 وحده، مقارنةً بـ 97 مليار يورو للصين). على الورق، قد تبدو الصين (أكبر شريك تجاري لألمانيا عندما تجمع بين الصادرات والواردات) السوق التي تتمتع بإمكانات نمو أكبر.

ونظراً للضائقة الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها ألمانيا، يجب أن نرى شولتز وهو يفعل شيئاً لتعزيز الصادرات. ونظراً للنجاح الذي حققته الشركات الألمانية في الصين على مر السنين، فليس هناك مكان أفضل له ليُظهر للناخبين أنه جاد في العمل.