"بوليتيكو": كيف يُؤجج ماسك الانقسام بين ترامب وأنصار "MAGA"؟

دعا ماسك أصحاب نظريات المؤامرة للعودة عمداً، والآن يُقسّمون الحزب الجمهوري.

0:00
  • "بوليتيكو": كيف يُؤجّج ماسك الانقسام بين ترامب وأنصار "MAGA"؟

صحيفة "بوليتيكو" الأميركية تنشر تقريراً يتناول تفجّر قضية جيفري إبستين مجدّداً داخل الساحة السياسية الأميركية، ويُركّز على دور إيلون ماسك ومنصة "إكس" في تغذية نظريات المؤامرة التي تهدّد وحدة التيار اليميني المؤيّد لدونالد ترامب (MAGA).

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرّف:

تنفجر قصة مؤامرة جيفري إبستين في وجه البيت الأبيض، ويقول خبراء وسائل التواصل الاجتماعي إنّ إيلون ماسك ساهم في إشعال فتيل الأزمة.

بدأت نظريات المؤامرة حول إبستين، وما يُزعم من تواطؤ إدارة ترامب في إسكاتها، تُحدث انقساماً في صفوف حركة "جعل أميركا عظيمة مجدداً" (MAGA)، وتُحوّل جزءاً من الحركة ضد الرئيس.

كان ماسك نفسه هو من أعاد قضية إبستين إلى الوعي العام خلال أول خلاف علني له مع ترامب في حزيران/يونيو. في منشور على"X" حُذف الآن، كتب ماسك: "@realDonaldTrump موجود في ملفات إبستين. هذا هو السبب الحقيقي لعدم نشرها".

لم يُتهم ترامب رسمياً بأيّ مخالفات تتعلّق بإبستين. لكنّ ماسك يتحمّل مسؤولية أعمق عن هذه الفوضى أيضاً، كما يقول خبراء في الخطابة عبر الإنترنت، وعن أيّ ضرر يُلحقه بائتلاف ترامب. لقد انكشف قدر كبير من الصراع الداخلي على "X"، بدءاً من اتهامات ماسك الأولية، ومروراً بهجمات الناشطة اليمينية المتطرّفة لورا لومر على المدّعية العامّة بام بوندي، ووصولاً إلى مؤسس "Infowars" أليكس جونز الغاضب على دور "الدولة العميقة" في الإدارة.

قالت جوان دونوفان، أستاذة في جامعة بوسطن تدرس المعلومات المضلّلة، لصحيفة "بوليتيكو": "X هو في الواقع نقطة الصفر لكثير مما يحدث". وأضافت: "يُشكّل هذا مصدر إزعاج دائم للسياسيين ذوي النفوذ والأثرياء الذين ما زالوا يستخدمون المنصة".

اقرأ أيضاً: "بوليتيكو": ماسك سينتقم من ترامب.. كيف؟

كان هذا أمراً لا يُصدّق على تويتر قبل عهد ماسك، عندما حاول فريق من مُشرفي المحتوى كبح نظريات المؤامرة المُتقلّبة عبر طرد العديد من المستخدمين الذين يُثيرون ضجة الآن.

استحوذ ماسك على الموقع مقابل 44 مليار دولار في عام 2022، وبدأ في إعادة بنائه باسم "حرية التعبير". ومن خلال تخفيف قواعد إدارة المحتوى بشكل كبير، وضع موقع "إكس" النخب الجمهورية وجهاً لوجه مع هامش اليمين، وأخرج نقاشاتهم الداخلية من ظلال "8kun" و"Gab" ومواقع أخرى أقلّ خضوعاً للرقابة.

عندما كان يُعرف باسم تويتر، أطلق الموقع سلسلة من المبادرات لمواجهة نظريات المؤامرة التي كانت تنتشر لخلق فوضى حقيقية. حاول تويتر بين الحين والآخر تطهير محتوى "QAnon"، خاصةً بعد ارتباطه بالعديد من حوادث العنف. ثمّ علّق عشرات الآلاف من الحسابات المرتبطة بأعمال شغب الكابيتول عام 2021، بما في ذلك حساب ترامب، مما أثار ردّ فعل جمهوري قوياً ضدّ شركات التواصل الاجتماعي، ولا يزال مستمراً.

ونظراً لظروف تويتر غير المواتية نوعاً ما، ازدهرت روايات اليمين المتطرّف الخيالية على مواقع بديلة مثل 4chan، وفرعها 8kun، وRumble، وGab.

تغيّر كلّ ذلك عندما تولّى ماسك إدارة "تويتر"، وأعاد تسميته لاحقاً باسم "X"، ووعد بإنشاء ساحة عامّة رقمية ترحّب بالمحتوى والحسابات المؤثّرة التي كانت محظورة سابقاً. انضمّ إليهم جمهورهم، وأصبح "X" الآن المركز الرئيسي للمعتقدات المتطرّفة.

اقرأ أيضاً: كيف أصبح "إكس" موقعاً لمشاهد الرعب؟ وكيف تؤدي وسائل التواصل إلى نشر العنف؟

كانت نظريات المؤامرة السامة تتكاثر على منصات بديلة ثم تنتشر إلى مواقع أكبر. كان الزعيم المجهول لحركة "QAnon"، الذي ادّعى أنه مسؤول فيدرالي كبير، ينشر رسائل على "8kun"، ثم ينقلها متابعوه إلى فيسبوك وتويتر. لم يعد هذا المحتوى بحاجة إلى التلقيح المتبادل، حيث شُجِّع المستخدمون على نشره مباشرةً على "X".

وفقاً لدونوفان، تمكّنت شخصيات أكثر شيوعاً مثل تاكر كارلسون وكانديس أوينز من استغلال هذا الغضب تجاه "إكس". وتقول دونوفان إنّ كارلسون على وجه الخصوص "تمكّن من الانتقال من التيار الرئيسي إلى الهامش، ثم إعادة بعض الأشخاص من الهامش إلى يمين ماغا".

كارلسون، الذي يتأرجح بين هذين العالمين، روّج لبعض الخيوط الأكثر غموضاً في قضية إبستين. وألمح خلال مؤتمر "نقطة تحوّل الولايات المتحدة الأميركية" يوم الجمعة إلى أنّ إبستين كان على صلة بالحكومة الإسرائيلية، معزّزاً بذلك نظرية أنّ المجرم الجنسي المتوفى كان يدير شبكة ابتزاز لصالح "إسرائيل". ويجري تضخيم هذه الرواية على منصة "X" من قِبل كارلسون نفسه، ومن قِبل أمثال بيني جونسون من "TPUSA "والمعلّقة المحافظة ميغين كيلي. وتُسلّط المنصة الضوء على الخلافات العائلية داخل اليمين، وتُحوّل منظومة نظريات المؤامرة من مصدر قوة إلى مصدر ثقل على ترامب.

نقلته إلى العربية: بتول دياب.