"الغارديان": على "إسرائيل" وقف القتل.. وحلفاؤها يجب ألا يبقوا متواطئين

تتزايد معاناة الفلسطينيين وموتهم، والاستيلاء على مدينة غزة واحتلالها لن يؤدي إلا إلى تعميق الجريمة.

0:00
  • مساعدات تلقى جواً في دير البلح
    مساعدات تلقى جواً في دير البلح

هيئة تحرير صحيفة "الغارديان" البريطانية تنشر مقالاً يتناول الجرائم الإسرائيلية في غزة، والفشل السياسي والأخلاقي لنتنياهو وحكومته، والغضب الشعبي داخل "إسرائيل"، والانقسام الدولي المتصاعد حول ضرورة وقف الحرب واتخاذ خطوات عملية ضد الاحتلال.

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية:

تواجه "إسرائيل" خياراً صعباً، وكذلك حلفاؤها. دفعت الإدانة الدولية "إسرائيل" إلى السماح بدخول مساعدات شحيحة إلى غزة. لكنها لا تزال غير كافية بتاتاً، ولا يزال الفلسطينيون يتضورون جوعاً. قتلت "إسرائيل" أكثر من 62 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقاً لوزارة الصحة في غزة.

نُقل مؤخّراً عن رئيس المخابرات الإسرائيلي السابق أهارون حاليفا، الذي كان مسؤولاً وقت وقوع هجوم حماس عام 2023، قوله: "مقابل كلّ شخص في 7 أكتوبر، يجب أن يموت 50 فلسطينياً. لا يهمّ الآن إن كانوا أطفالاً". هذا ليس مجرّد انتقام وفظاعة، بل هو وصف صريح لجريمة حرب.

من المرجّح أن يرتفع عدد القتلى مرة أخرى. وقد أذن وزير الأمن يسرائيل كاتس، بخطط لاستدعاء 60 ألف جندي للاستيلاء على مدينة غزة واحتلالها، الأمر الذي أجبر مئات الآلاف من الفلسطينيين على النزوح وجلب المزيد من الكارثة للمدنيين المنهكين واليائسين والمصدومين.

يعتقد نتنياهو، المُحاصر، أنّ حرباً أبدية كفيلةٌ بإبقائه في السلطة وتجنّب محاكمته بتهم الفساد المُقرّر استئنافها قريباً. لكنّ المحادثات مستمرة، والحرب تواجه معارضة متزايدة في الداخل، وإن كان ذلك، على نحوٍ مُغاير، قد يُعزّز اعتماده على شركائه في الائتلاف اليميني المتطرّف.

ينبغي النظر إلى تقارير الاستياء الإسرائيلي بحذر، فهي لم تمنع "الجيش" الإسرائيلي من وضع خطط هجوم مدينة غزة والبدء في تنفيذها. لكنّ 74% من الإسرائيليين يُريدون انتهاء الحرب، وقد شهدت نهاية الأسبوع احتجاجاتٍ حاشدة، تعكس في الغالب قلقهم على الرهائن وضحايا الجنود. وجد استطلاع رأي أُجري الشهر الماضي أنّ 79% من اليهود الإسرائيليين "غير منزعجين للغاية" أو "غير منزعجين على الإطلاق" من تقارير المجاعة والمعاناة في غزة.

على الصعيد الدولي، تُغذّي معاناة الفلسطينيين المطالبات بإنهاء الحرب، وتُقوّض مكانة "إسرائيل" وتحالفاتها يومياً. أظهر استطلاع أجرته "رويترز" أنّ 58% من الأميركيين يؤمنون الآن بالاعتراف بدولة فلسطينية، وأنّ 59% يرون أنّ الإجراءات الإسرائيلية في غزة مُفرطة. ووصف الأردن خطة مدينة غزة بأنها "تقضي على جميع فرص السلام في الشرق الأوسط". وحذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أنها ستُؤدي إلى "كارثة حقيقية". ولم يُسفر الهجوم على المنتقدين، مثل رئيس الوزراء الأسترالي "الضعيف"، أنتوني ألبانيز، إلا عن جعل نتنياهو يبدو أكثر يأساً وعزلة، وزاد من حدّة الانتقادات.

لا يملك الفلسطينيون في مدينة غزة سوى الاختيار بين البقاء ومواجهة الهجوم الإسرائيلي، أو محاولة الفرار، في حالتهم الضعيفة، بلا مكان آمن يلجأون إليه. لكن بإمكان الآخرين اختيار منحهم مستقبلاً أفضل بدلاً من الاستمرار في التواطؤ مع هذه الفظائع. وقف إطلاق النار أكثر إلحاحاً من أيّ وقت مضى. ويمكن لدونالد ترامب أن يدعو إلى وقف الإبادة، مُنهياً بذلك إفلات "إسرائيل" من العقاب. بدلاً من ذلك، فرضت الولايات المتحدة، يوم الأربعاء، عقوبات على المزيد من مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية على خلفيّة القضية المرفوعة ضدّ رئيس الوزراء الإسرائيلي. ولكن إذا كان ترامب لا يزال يأمل في اتفاق أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط، فلا يمكن بناؤه على أنقاض مدينة غزة.

ينبغي على الدول الأخرى أن تتجاوز الخطوة المهمة، وإن كانت رمزية، المتمثّلة في الاعتراف بدولة فلسطينية. والأهمّ من ذلك بكثير هو وقف جميع عمليات نقل الأسلحة، وفرض المزيد من العقوبات، واستغلال النفوذ الاقتصادي، من إنهاء الوصول المعفى من الرسوم الجمركية إلى الأسواق، إلى تعليق مشاركة "إسرائيل" في برنامج أبحاث "هورايزون أوروبا".

نقلته إلى العربية: بتول دياب.

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.