"ميدل إيست آي": إلغاء متابعة "شلّة دبي" من أجل غزّة.. ما التفاصيل؟

حملة إلغاء المتابعة الجماعية تستهدف المؤثّرين المقيمين في الإمارات بسبب أسلوب حياتهم "السطحي"، الذي يشجّع على الإفراط في المعيشة ويشتّت الانتباه عن الإبادة الجماعية التي تحصل في غزة.

0:00
  • حملة إلغاء المتابعة الجماعية تستهدف المؤثرين المقيمين في الإمارات بسبب أسلوب حياتهم الذي يشتت الانتباه عن الإبادة الجماعية التي تحصل في غزة
    حملة إلغاء المتابعة الجماعية تستهدف المؤثّرين المقيمين في الإمارات بسبب أسلوب حياتهم الذي يشتّت الانتباه عن الإبادة الجماعية التي تحصل في غزة

موقع "ميدل إيست آي" ينشر  تقريراً يتناول حملة مقاطعة جماهيرية لمؤثّري وسائل التواصل الاجتماعي المقيمين في دبي، تحت شعار "إنقاذ الأجيال القادمة" عبر وسم "إلغاء متابعة شلّة دبي"، رداً على الترويج لحياة الرفاهية والسطحية في ظلّ حرب الإبادة على غزة.

أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية:

خلال مشاركته مقطع فيديو من مكان إقامته في فندق فاخر بدبي مع متابعيه البالغ عددهم 1.9 مليون على "سناب شات" في وقت سابق من شهر آب/أغسطس، قال المؤثّر شيرو عمارة: "من يكرهنا، فهو غيور. نحن نعيش أفضل حياة من الداخل والخارج". لم يكن يعلم أنّ هذا المقطع الذي لا تتجاوز مدته بضع ثوانٍ سيُسهم في إشعال حملة واسعة النطاق لمقاطعة المؤثّرين المقيمين في الإمارات العربية المتحدة.

تحت شعار "إنقاذ الأجيال القادمة"، انطلقت حملة "إلغاء متابعة شلّة دبي" بعد وقت قصير من نشر فيديو عمارة. ويقول المشاركون في الحملة إنهم يهدفون إلى وضع حدٍّ لـ"عصر الابتذال" الذي يروّج له مؤثّرو أسلوب حياة الأثرياء من خلال حملة إلغاء متابعة جماعية، مع إعادة تسليط الأضواء على معاناة الفلسطينيين في ظل حرب الإبادة الجماعية التي تشنّها "إسرائيل" على قطاع غزة.

ويعتمد مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي مصطلح "شلّة دبي" للإشارة إلى شخصيات بارزة على الإنترنت تتكوّن منشوراتها من عرض ملابس المصمّمين العالميين، وتوثيق رحلات الطيران من الدرجة الأولى والإقامة في الفنادق الفاخرة، وعرض صور الوجبات التي تُقدّم في المطاعم الشهيرة الراقية.

ومن بين الشخصيات العربية المعروفة في وسائل التواصل الاجتماعي، الشقيقتان نارين وشيرين عمارة، اللتان يبلغ مجموع متابعيهما على "إنستغرام" 28 مليوناً، والزوجان الشهيران سارة الراوي وغيث مروان اللذان يبلغ مجموع متابعيهما 17 مليوناً، والمؤثّرة في مجال أسلوب الحياة نور ستارز التي يبلغ عدد متابعيها 17 مليوناً، وغيرهم من المؤثّرين.

ويقول الناشطون إنّ هذه الحسابات، التي توثّق الحياة اليومية للمؤثّرين والتي أسرت ملايين المشاهدين، تُروّج لمحتوى تافه وسطحيّ لا يتوافق مع العادات والتقاليد المحلية، وإنّ المؤثّرين يُلحقون الضرر بالمشاهدين من خلال تشويه صورة الواقع.

وفي هذا السياق، قالت إحدى المشتركات في منصة "تيك توك": "هؤلاء الأشخاص يجعلونك تعيش في فقاعة، ويُشعرونك بالبؤس ويسرقون منك جمال الحياة. إنهم يجعلونك تشعر بأنك لن تكون قادراً على تحقيق النجاح في الحياة، وأنهم ناجحون وحقّقوا أحلامهم بينما أنت تدعم محتواهم وحياتهم وأعمالهم وسفرهم.. أما بالنسبة لك، فلا أحد يهتم بك، سواء كنت حياً أو ميتاً". 

ورداً على هذه الحملة المتنامية، نشر شيرو عمارة مقطع فيديو على "سناب شات" ولاحقاً على "تيك توك"، يوضح من خلاله أنه "يشكر الله ومتابعيه على النعم الغارق فيها". ولم يتطرّق إلى الانتقادات أو يعلّق على أهداف الدعوة إلى المقاطعة. وقد علّق بعض المستخدمين على منشوره بالقول: "لا تنخدعوا بتبريراتهم"، و"لا توقفوا الحملة من أجل أطفال غزة".

"استيقظوا"

وفي حين دافع بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي عن المؤثّرين، قال كثيرون إنه على الرغم من المنشورات العرضيّة حول الفلسطينيين أو غزة، فإنّ محتواهم يصرف الانتباه عن قضايا اجتماعية وإنسانية مهمة. وأشار بعض المستخدمين والمعلّقين إلى أنّ بعض هؤلاء المؤثّرين يقومون بالترويج للمنتجات ولديهم عقود مع شركات مقاطعة كجزء من حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات ضدّ "إسرائيل".

وقال أحد مستخدمي "تيك توك" إنّ منشوراتهم "لا تعلّمنا شيئاً" ودعا المشاهدين إلى تحمّل المسؤولية والتوقّف عن "مكافأة المحتوى غير المجدي". وأضاف: "في الوقت الذي لا يجد الناس في غزة كسرة خبز وتبكي الأمهات أطفالهن المفقودين، يعتقد الناس بأنّ الحياة الفاخرة والراقية أهمّ من صوت الحقيقة". وفي مقطع فيديو آخر داعم لحملة المقاطعة نُشر على منصة "تيك توك"، شارك أحد المستخدمين لقطات لأطفال يتضوّرون جوعاً في غزة مصحوبة بنصّ يحثّ المشاهدين على "الاستيقاظ من سباتهم".

وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرّض فيها مؤثّرو أسلوب الحياة العرب للمقاطعة. فقد خسر الكثير من المؤثّرين متابعين خلال حملة "Blockout2024"، وهي حملة جماهيرية على وسائل التواصل الاجتماعي بدأت بعد حفل "ميت غالا" (Met Gala) لعام 2024، واكتسبت زخماً في الولايات المتحدة وامتدت إلى العالم العربي وخارجه. في ذلك الوقت، شجّع مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي بعضهم البعض على إلغاء متابعة حسابات المشاهير والشخصيات العامّة التي قالوا إنها لا تستخدم منصاتها لتسليط الضوء على الأزمات الإنسانية في غزة والسودان.

نقلته إلى العربية: زينب منعم.

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.