"فايننشال تايمز": كيف أخطأت "إسرائيل" ووحّدت الإيرانيين ضدها؟

الحرب على إيران وحّدت الشعب الإيراني، وألدّ المعارضين ساندوا الدولة خلال الحرب.

0:00
  • إيرانيون يحتلفون بانتصار إيران
    إيرانيون يحتلفون بانتصار إيران

صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية تنشر مقالاً تناول الوحدة لدى الشعب الإيراني خلال الحرب، مسلطاً الضوء على موقف شريحة من المعارضين الإيرانيين الذين قرروا تعليق انتقاداتهم للنظام والتوحد في مواجهة التهديدالوطني.

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:

كان رضا كيانيان، الممثل الإيراني المخضرم الحائز على جوائز، من أبرز المنتقدين للجمهورية الإسلامية من داخل البلاد منذ سنوات، إذ استخدم صفحته الشهيرة على موقع إنستغرام للتشكيك في المبادئ الأيديولوجية للنظام.

ومع ذلك، عندما شنت "إسرائيل" هجومها على إيران هذا الشهر، انضم كيانيان سريعاً إلى صفوف المعارضين الذين احتشدوا حول العلم، ضمن موجة الحماسة الوطنية التي عمّت البلاد، البالغ عدد سكانها 90 مليون نسمة، منذ بدء الحرب التي استمرت 12 يوماً.

وكتب كيانيان على إنستغرام بعد اندلاع الحرب: "إيران كانت موجودة، ولا تزال، وستبقى".

فاجأ هذا الشعور الجديد بالوحدة، المراقبين والسياسيين داخل إيران وخارجها. فبينما حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعوة الشعب الإيراني إلى الثورة ضد الجمهورية الإسلامية، اختار حتى أشدّ معارضي النظام تعليق انتقاداتهم مؤقتاً، معتبرين أنّ ما يجري ليس حرباً على النظام فحسب، بل على إيران نفسها.

قال كيانيان، البالغ من العمر 74 عاماً، لصحيفة "فاينانشل تايمز": "لا يمكن لشخص يجلس خارج إيران أن يأمر الشعب بالانتفاض. إيران بلدي. أنا من يقرر، ولن أنتظر أن يُملى عليّ ما أفعل في وطني".

حين شنت "إسرائيل" هجومها في 13 حزيران/يونيو، قرر الإيرانيون سريعاً أنّ هذه ليست لحظة التغيير المنشودة. فقد صدم القصف كثيرين، إذ قالت "إسرائيل" إنه استهدف مواقع تابعة للنظام، بينما أفاد مسؤولون إيرانيون بمقتل 627 شخصاً وتدمير 120 مبنى سكنياً في طهران، قبل أن ينتهي التصعيد بهدنة هشة يوم الثلاثاء.

قالت مريم، وهي ربة منزل تبلغ من العمر 39 عاماً، وتُعرف بانتقاداتها للنظام: "شعرنا بأننا عالقون بين قوى لا تسعى إلا لتحقيق طموحاتها الخاصة، لا من أجل رفاهيتنا. لقد ذكّرنا نتنياهو بأننا قد نخسر حتى القليل الذي نملكه. وبهذا المعنى، خدم الجمهورية الإسلامية من دون قصد".

خلال الحرب، ركّزت اللافتات المرفوعة في طهران على مفاهيم قومية، وأشاد المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، يوم الخميس، بما وصفه بـ"الوحدة غير العادية" للشعب.

وفي رسالة مصوّرة ركّز فيها على "إيران كأمة"، لا كجمهورية دينية، قال: "أمة قوامها 90 مليون نسمة توحّدت بصوت واحد، متكاتفة رغم اختلافاتها". وأضاف: "بات جلياً أنه في الأوقات الحرجة، يُسمع صوت الأمة".

قال مصدر مطّلع في دوائر النظام: "الشوارع لم تشهد أي احتجاجات مناهضة للحرب، كما أنّ الحكومة حرصت على توفير الغذاء والوقود في كل مكان".

ويبدو أنّ الحرب، في الوقت الراهن على الأقل، عزّزت من الدعم الشعبي النسبي لبرنامج الصواريخ البالستية، والحملة الحكومية ضد المتعاونين المزعومين مع "إسرائيل"، بل وحتى الحماسة لفكرة امتلاك سلاح نووي – وهو أمر تؤكد الجمهورية الإسلامية أنها لا تسعى إليه.

نقلته إلى العربية: بتول دياب.

"إسرائيل" تشن عدواناً على الجمهورية الإسلامية في إيران فجر الجمعة 13 حزيران/يونيو يستهدف منشآت نووية وقادة عسكريين، إيران ترد بإطلاق مئات المسيرات والصواريخ التي تستهدف مطارات الاحتلال ومنشآته العسكرية.