"بوليتيكو": خلاف بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" حول كيفية التعامل مع حزب الله

كانت هذه هي المرة الأولى منذ ما يقارب عاما التي تختلف فيها الولايات المتحدة و"إسرائيل" بشكل صارخ حول كيفية التعامل مع حزب الله.

0:00
  • قصف إسرائيلي على لبنان
    قصف إسرائيلي على لبنان

صحيفة "بوليتيكو" الأميركية تنشر مقالاً تتحدث فيه عن الخلاف بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" حول كيفية التعامل مع حزب الله والحملة العسكرية التي يشنّها الاحتلال على لبنان.

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:

في الأيام التي سبقت الهجوم الجوي الإسرائيلي على حزب الله، حذّر مسؤولون أميركيون الحكومة الإسرائيلية من أنّ مثل هذه الاستراتيجية من المرجح أن تؤدي إلى تسريع المنطقة نحو الحرب. وقد أبلغت الولايات المتحدة "إسرائيل" بأنّ الحل الدبلوماسي مع حزب الله لا يزال ممكناً، وأنّ الحملة العسكرية قد تعرقل هذا الجهد.
 
ولم يستبعد المسؤولون الإسرائيليون مساعي واشنطن للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي، لكنّهم اختلفوا حول كيفية التوصل إلى هذا اتفاق. وقال مسؤول إسرائيلي إنهم أبلغوا الولايات المتحدة بأنّ الوقت حان "لتصعيد الموقف من أجل خفض التصعيد"، ما يعني ضرب حزب الله بقوة كافية ليشعر بأنه مجبر على المشاركة في محادثات لإنهاء الصراع.
 
لقد كانت هذه هي المرة الأولى منذ ما يقارب عاماً التي تختلف فيها الولايات المتحدة و"إسرائيل" بشكل صارخ حول كيفية التعامل مع حزب الله.

كما أثار ذلك تساؤلات حول ما إذا كانت خطة الإدارة الأميركية للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي لإنهاء الصراع على طول الحدود الشمالية لـ"إسرائيل" قابلة للتحقيق في الأمد القريب.

 كما أشعلت الضربات الإسرائيلية ضد حزب الله جدلاً داخل إدارة بايدن حول فعالية سيل الهجمات الإسرائيلية واحتمال اندلاع أعمال عنف مستقبلية في المنطقة. وفي حين أنّ بعض المسؤولين في البيت الأبيض يؤيدون بشكل عام الضربات العسكرية الإسرائيلية ضد حزب الله، فإنّ آخرين في البنتاغون ومجتمع الاستخبارات ليسوا على ثقة بأنّ استراتيجيتها سوف تنجح في جر حزب الله إلى الانخراط دبلوماسياً في الحل.
 
وقد أصبح بعض المسؤولين يشعرون بالإحباط والقلق بشكل متزايد إزاء ارتفاع عدد الضحايا في لبنان نتيجة للغارات الجوية الإسرائيلية. وفي حين لم تعلن الإدارة بعد عن "حرب" علناً، فإنّ المسؤولين يعتقدون بشكل متزايد أن تصحيح الوضع سيكون صعباً إن لم يكن مستحيلاً.
 
حتى الآن، يبدو أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عازم على مواصلة الحملة في لبنان. وقالت قوات الدفاع الإسرائيلية هذا الأسبوع إنّها تخطط لتكثيف الهجمات في الأيام المقبلة. وفي حين أنّ الهجمات قد تبدو بالفعل كأنها حرب بالنسبة إلى الكثيرين، فإنّ حزب الله لم يرد بعد بشكل كامل على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة. وإذا فعل ذلك، فقد يجر كلا الجانبين إلى ضربات متبادلة قد تؤدي في النهاية إلى صراع أكبر بكثير. ولا يزال المسؤولون الأميركيون يعتقدون أنّهم قادرون على المساعدة في التوسط للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي بين الطرفين.

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.