صحافة تركية: التقارب السوري التركي يقضّ مضاجع العمال الكردستاني

السعي المستمر لإيجاد الحوار بين أنقرة ودمشق يزعج الانتهازيين المستفيدين من الفوضى في المنطقة، ولا سيما تنظيم حزب العمال الكردستاني.

0:00
  • صحافة تركية: التقارب السوري التركي يقضّ مضاجع العمال الكردستاني
    صحافة تركية: التقارب السوري التركي يقضّ مضاجع العمال الكردستاني

صحيفة "ستار" التركية تنشر مقالاً للكاتبة فاديمة أوزقان، تتحدّث فيه عن التقارب السوري التركي بعد أكثر من عقد من الزمن على انقطاع العلاقات بين البلدين، وكيف يؤثر ذلك على حزب العمال الكردستاني. 

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرّف:

من الواضح أنّ السعي المستمر لإيجاد الحوار بين أنقرة ودمشق يزعج الانتهازيين المستفيدين من الفوضى في المنطقة، ولا سيما تنظيم حزب العمال الكردستاني.

في الأسبوع الماضي تصاعدت الأعمال التحريضية ضد اللاجئين السوريين في مدينة قصيري التركية، أعقبتها أعمال تحريضية ضد الأتراك في الشمال السوري، ولكن الأجواء هدأت في وقت قصير، وهذا ما يجعل امتعاض العمال الكردستاني من تسوية الأوضاع مستمراً.

لم يتمكّن العمال الكردستاني الذي توسّع بفعل الدعم الأميركي المستمر منذ سنة 2012، من إحكام السيطرة على المناطق التي احتلّها، لذلك أخذ يأمل في إيجاد شرعية لوجوده من خلال المصالحة مع إدارة دمشق، ولكن ذلك لم يحدث. ولذلك يحاول الآن منع أنقرة ودمشق من تهيئة أرضية مناسبة للتوصّل إلى حوار عقلاني بينهما.
 
وحتى نفهم كيف وصلت الأمور إلى هذا الحد، سأقدّم تسلسلاً زمنياً للأحداث التي مرّت بها العلاقات التركية السورية، معتمدةً على الانطباعات التي حصلت عليها من مصادر دبلوماسية وأمنية بالإضافة إلى المشاهدات التي تابعتها بنفسي:

- تراجعت العلاقات السورية التركية مع اندلاع الحرب في سوريا.
 
- بعد مدة طويلة من انقطاع العلاقات بين الطرفين، التقى وزير الخارجة التركي السابق مولود تشاويش أوغلو بنظيره السوري مرتين، أولاهما في تشرين الأول/أكتوبر عام 2021، والثانية في أيار/مايو 2023، وبدأت الطريق نحو تسوية العلاقات، إلا أنّ الخوض فيها كان بطيئاً جداً.

- مع بداية هذا العام، اتخذت التطورات منحىً آخر، حيث جرى الحديث عن انسحاب أميركا من العراق. وتزامن ذلك مع مخاطبة الممثّل الروسي الخاص في سوريا، أكسندر لافرنتييف، قوات سوريا الديمقراطية بقوله: "عاجلاً أم آجلاً ستنسحب أميركا من سوريا، لذا عليكم بالتحاور مع دمشق".
 
- هذه التداعيات قضَّت مضاجع العمال الكردستاني الذي سمعنا بأنّه كان يجري مباحثات مع دمشق، كما وردتنا أنباء تفيد بأنّ قوات سوريا الديمقراطية عرضت على النظام السوري تقاسم أموال النفط (طبعاً النفط السوري في المناطق التي احتلتها) لإقناعه بالتسوية، والتعاون في استعادة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
 
- ولكن لم يتمّ التوصّل إلى اتفاق، وفي 8 نيسان/أبريل اضطرّت قوات سوريا الديمقراطية إلى الإعلان عن أنّ المباحثات مع دمشق لم تؤتِ أكلها.
 
- وفي 30 أيار/مايو أعلنت قوات سوريا الديمقراطية عزمها على إجراء انتخابات محلية في المناطق التي تسيطر عليها، مستندةً إلى ما أسمته الدستور الذي أقرّته في كانون الأول/ديسمبر 2023، علماً أنّ دستورها المزعوم ينصّ على خرائط وهمية ويتجاهل الخريطة السورية.
 
- كانت أميركا منشغلة بـ "إسرائيل" وأوكرانيا، ولكن تركيا كانت في وضع جيّد، وبدأت الاعتراضات على تلك الانتخابات وثارت عشائر المنطقة على إجرائها، فتمّ تأجيل الانتخابات إلى 11 حزيران/يونيو، ولكن تركيا تدخّلت مجدداً، في حين أنّ أميركا حالت دون إجراء الانتخابات مصرّحةً بأنّ الظروف غير مواتية. وهذه المرة تم تأجيل الانتخابات إلى أجل غير مسمّى.
 
-وبعد هذه التطوّرات صرّح الرئيس السوري بجاهزيته لعقد لقاء مع الجانب التركي، وأصبح احتمال لقاء الأسد بإردوغان يزعج العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية كثيراً.