جيانلويجي دوناروما... حصل ما لم يصدّقه!

لم يكن أفضل لاعب في كأس أوروبا 2020 لكرة القدم هدّافاً ولا نجماً من النجوم الكبار ولا لاعباً موهوباً، بل حارساً شاباً اسمه: جيانلويجي دوناروما.

  • دوناروما بعد التتويج بكأس أوروبا
    دوناروما بعد التتويج بكأس أوروبا

لو سأل سائل قبل بداية كأس أوروبا 2020 لكرة القدم: من سيكون أفضل لاعب في البطولة؟ لكان قيل ربما البرتغالي كريستيانو رونالدو أو الفرنسي كيليان مبابي أو البلجيكي كيفن دي بروين أو الإنكليزي هاري كاين أو غيرهم من النجوم الكبار.

رونالدو قدّم مستوى مميزاً في دور المجموعات، وبالفعل كان يمكن أن يكون أفضل لاعب لو وصلت البرتغال إلى النهائي، وهذا يتأكّد من تتويجه بجائزة أفضل هدّاف بتسجيله 5 أهداف في دور المجموعات. أما بالنسبة لمبابي فكان مستواه مخيّباً ولم يسجّل أي هدف وخرج مع منتخب فرنسا من دور الـ 16 بعد أن كان السبب بإهداره ركلة الترجيح، فيما أن دي بروين وصل مشواره مع منتخب بلجيكا إلى ربع النهائي فقط، أما كاين فبدأ بالتألُّق والتسجيل منذ المباراة في دور الـ 16 أمام ألمانيا وخسر النهائي أمام إيطاليا.

هكذا، فإن من اختير أفضل لاعب في البطولة لم يكن هدّافاً ولا نجماً من النجوم الكبار ولا لاعباً موهوباً، بل كان حارساً شاباً اسمه: جيانلويجي دوناروما

لكن دوناروما استحقّ التتويج تماماً، كما استحقّت إيطاليا لقب البطولة. تألّق الحارس الإيطالي بتصدّياته في المباريات على غرار تلك التسديدة الرائعة لدي بروين في ربع النهائي والتي لو سُجِّلَت هدفاً ربما لم تكن إيطاليا لتتأهّل إلى النهائي وتحرز اللقب.

لكن بالتأكيد فإن ما جعل دوناروما يحرز جائزة أفضل لاعب ليست فقط تصدّياته أثناء المباريات وليس لحفاظه على نظافة شباكه في 3 مباريات في دور المجموعات وليس لتلقّيه أول هدف في دور الـ 16 أمام النمسا منذ أكثر من ألف دقيقة منذ ما قبل كأس أوروبا، بل لبراعته في ركلات الترجيح. هذا حصل في مباراة نصف النهائي أمام إسبانيا عندما تصدّى للركلة الأخيرة لألفارو موراتا، والأهم في النهائي عندما تصدّى للركلتين الرابعة والخامسة للإنكليز لكلّ من جيدون سانشو وباكايو ساكا.

هكذا، فإن دوناروما حَمَل إيطاليا على كتفَيه العريضين هو الذي تبلغ قامته 1,96 متراً، دون التقليل أيضاً من دور زملائه في التتويج، لكن تصدّياته في ركلات الترجيح كانت السبب الأساسي في الحصول على الكأس الثانية في تاريخ إيطاليا منذ عام 1968.

  • دوناروما أفضل لاعب في كأس أوروبا 2020
    دوناروما أفضل لاعب في كأس أوروبا 2020

الأول منذ أوليفر كان

بتألّقه أعاد دوناروما الاعتبار لمركز حارس المرمى بأن يُتوَّج أفضل لاعب في بطولة كبرى، وهو ما لم يفعله حتى مواطنه جيانلويجي بوفون رغم تألّقه في مونديال 2006 ولا حتى الإسباني إيكر كاسياس بتألّقه في مونديال 2010 وبطولتَي كأس أوروبا 2008 و2012 ولا الألماني مانويل نوير بتألّقه في مونديال 2014، حيث كان الأخير والأول في تاريخ البطولات الكبرى الذي نال جائزة أفضل لاعب هو الحارس الألماني أوليفر كان في مونديال 2002.

وبالتالي فإن دوناروما بات أيضاً أول حارس يفوز بجائزة أفضل لاعب في كأس أوروبا منذ بدء منحها عام 1996 عندما أحرزها الألماني ماتياس زامر ثم الفرنسي زين الدين زيدان عام 2000 واليوناني ثيودوروس زوغاريكس عام 2004 والإسباني تشافي هرنانديز عام 2008 والإسباني أندريس إينييستا عام 2012 والفرنسي أنطوان غريزمان عام 2016.

كل هذا ودوناروما يبلغ فقط 22 عاماً، ليؤكّد أنه امتداد لجيل الحرّاس الكبار الذين أنجبتهم المدرسة الإيطالية الولّادة في مركز حراسة المرمى على غرار بوفون ودينو زوف وجيانلوكا باليوكا ووالتر زينغا وغيرهم.

اللافت والطريف أن دوناروما بعد تصدّيه لركلة الجزاء الخامسة لإنكلترا لم يعلم أن إيطاليا فازت وبأنه قادها للتتويج باللقب، وقال بعد المباراة بأنه تفاجأ لتوجّه زملائه نحوه، وهذا بالفعل بدا واضحاً على شاشات التلفاز من خلال ردّة فعله الهادئة بعد تصدّيه للركلة دون أن يحتفل.

هكذا لم يصدّق دوناروما في تلك اللحظة أنه قاد إيطاليا للمجد، وبالتأكيد فإنه لم يصدّق بعدها أنه اختير، من بين كل النجوم الكبار والأسماء اللامعة، أفضل لاعب في البطولة.

  • لم يعلم دوناروما أن إيطاليا فازت وأنه قادها للتتويج باللقب
    لم يعلم دوناروما أن إيطاليا فازت وأنه قادها للتتويج باللقب

بطولة أمم أوروبا (يورو 2020) والتي تقام بعد عام بسبب تأجيلها لظروف انتشار جائحة كورونا، في ظل تفاؤل بتميز البطولة، حيث ستشهد حضوراً جماهيرياً في 11 ملعباً في 11 مدينة.