واشنطن تعيد ترتيب شحنات الأسلحة لتوفير المزيد من "الباتريوت" لأوكرانيا
إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجري تعديلات على أولويات شحنات الأسلحة لإتاحة صواريخ "باتريوت" لأوكرانيا، في خطوة تعكس التحديات المستمرة التي تواجهها مصانع الدفاع الغربية.
-
منظومة "باتريوت" (صورة أرشيفية - AFP)
أجرت الولايات المتحدة تعديلات على شحنات الأسلحة المخصصة لحلفائها، في إطار جهودها لتعزيز قدرات أوكرانيا الدفاعية، عبر توفير المزيد من صواريخ "باتريوت"، وذلك تماشياً مع تعهّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإرسال مزيد من الأسلحة إلى كييف على نفقة حلفاء "الناتو".
وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنّ إدارة ترامب قدمت ألمانيا على سويسرا في تلقي أنظمة الدفاع الجوي من خط الإنتاج الأميركي، ما أتاح لبرلين إرسال اثنين من أنظمة "باتريوت" التي تمتلكها إلى أوكرانيا.
ونقلاً عن ثلاثة مسؤولين أميركيين، فإنّ هذه الخطوة "تُعدّ أول حالة يُسهّل فيها البنتاغون عملية تسليم منظومات متقدمة لأوكرانيا منذ إعلان ترامب الأخير".
تحديات مستمرة تواجهها مصانع الدفاع الغربية
لكن تعكس هذه التحركات، وفق الصحيفة، التحديات المستمرة التي تواجهها مصانع الدفاع الغربية، إذ تعاني خطوط الإنتاج من ضغط شديد نتيجة الطلب المتزايد من أوكرانيا لصد هجمات روسية بالصواريخ والطائرات المسيّرة على الجبهات الأمامية والمدن.
ويتوافق تسريع تسليم الصواريخ مع سياسة ترامب الجديدة التي تنصّ على أنّ الحلفاء سيدفعون تكاليف الأسلحة المقدمة لأوكرانيا، حيث ستستلم الدول التي تتبرع بمعداتها نظاماً بديلاً من الولايات المتحدة، بحسب ما أكده مسؤولون مطلعون على الملف.
كما أنّ الصفقة الراهنة تشبه خطوة مماثلة اتخذتها إدارة الرئيس السابق جو بايدن في عام 2024، حين جرى إعطاء الأولوية لأوكرانيا في تلقي صواريخ الدفاع الجوي من الولايات المتحدة.
وصرح مسؤول أميركي كبير بأنّه، ومع انضمام دول أخرى لإرسال صواريخ "باتريوت" من ترساناتها إلى أوكرانيا، فإنّ إدارة ترامب "ستُعيد ترتيب عمليات التسليم المستقبلية المخطط لها، مع إعطاء الأولوية لتلك الدول الحليفة"، مع توقّع إبرام مزيد من الاتفاقات الثنائية خلال الأسبوع المقبل.
ومن المقرر أن يعقد وزير الدفاع بيت هيغسيث اجتماعاً افتراضياً مع وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) لمناقشة المساعدات المقدمة لكييف، على أن يُعقد اجتماع منفصل للدول المالكة لصواريخ "باتريوت" يوم الأربعاء، برئاسة الجنرال أليكسوس غرينكويش، القائد الأعلى لقوات "الناتو" في أوروبا.
وتسعى كييف إلى تعزيز ترسانتها من أنظمة "باتريوت"، بعدما تلقت عدداً محدوداً منها من الولايات المتحدة ودول حليفة، في ظل التصعيد الروسي المتزايد.
ويتكوّن كل نظام "باتريوت" من عدة قاذفات، ورادار، ووحدة تحكم، وصواريخ اعتراضية، وتنتجه شركة "RTX"، المعروفة سابقاً باسم "رايثيون".
من جانبها، تعمل إدارة ترامب على إبرام صفقات فردية مع أعضاء "الناتو" لشراء أسلحة لأوكرانيا، فيما ستشرف وزارة الدفاع الأميركية على إدارة هذه العملية.
وبحسب أحد كبار المسؤولين، فإنّ هذه الصفقات لن تقتصر على صواريخ "الباتريوت"، بل ستمتد لتشمل أسلحة هجومية ودفاعية مختلفة ستوفرها دول "الناتو" لكييف، ثم تعيد شراءها من الولايات المتحدة، بحسب "وول ستريت جورنال".