واشنطن تراقب الإمارات بسبب تسليحها "الدعم السريع".. والسودان يطالب بالضغط عليها
مجلس الأمن الوطني الأميركي يقول إنه سيضع الإمارات تحت الرقابة للتأكّد من توقّفها التامّ عن تزويد وتسليح "الدعم السريع" بالأسلحة، والسودان يطالب الولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي بالضغط على الإمارات واتخاذ موقف واضح منها.
قال مجلس الأمن الوطني الأميركي، التابع للبيت الأبيض، إنه سيتمّ "وضع الإمارات تحت المراقبة للتأكّد من توقّفها التامّ عن تزويد وتسليح قوات الدعم السريع بالأسلحة الآن وأنها لن تقوم بذلك مستقبلاً".
وأشار المجلس، وهو أعلى سلطة تنفيذية أمنية تجمع مساعدي الرئيس الأميركي للشؤون الأمنية والعسكرية، إلى أنّ "الإمارات أكدت للرئاسة الأميركية أنها توقّفت حالياً عن تسليح مليشيا الدعم السريع المتمردة في السودان وأنها لن تفعل ذلك مستقبلاً".
وأفاد نائب مساعد الرئيس الأميركي، بريت ماكغورك، في رسالة للكونغرس بتاريخ 18 كانون الأول/ديسمبر الجاري، بأنه "ورغم أن الأحداث تشير إلى خلاف ما تدّعيه الإمارات إلا أنها تؤكّد التوقّف عن تسليح المليشيا وأنها لن تستأنف ذلك الأمر في المستقبل".
وأضاف أن "مجلس الأمن الوطني سيضع الأمر تحت المراقبة للتأكّد من مصداقية وصحة ما تقوله حكومة الإمارات".
وأكد مكتب الأمن الوطني أنه "بحلول 17 كانون الثاني/يناير المقبل سيؤكّد مكتب الرئيس التزامه برفع تقرير شامل إلى الكونغرس بشأن التزام الإمارات وتوقّفها عن تسليح ودعم مليشيا الدعم السريع".
بدوره، قال عضو الحزب الديمقراطي، السيناتور كريس فان هولن، عقب تلقّيه رسالة موجّهة إليه من البيت الأبيض بشأن تلقّي الإدارة الأميركية تأكيدات إماراتية بشأن علاقتها مع "الدعم السريع" السودانية، وأنها "لن تقدّم أيّ أسلحة لهذه القوات مستقبلاً، مثلما أنها لا تفعل الآن".
وأضاف أن "البيت الأبيض أخبرهم أنه بصدد تقييم هذه التأكيدات قبيل نهاية فترة بايدن الرئاسية بثلاثة أيام"، وأنه "في حال لم تلتزم الإمارات بوعدها سنفعّل مشروع القرار مرة أخرى بمنع مبيعات الأسلحة" إليها.
مطالبات بالضغط على الإمارات واتخاذ موقف منها بشأن "الدعم السريع"
وفي سياق متصل، طالب السودان الولايات المتحدة بالضغط على الإمارات من أجل "وقف شحنات السلاح التي تصل إلى قوات الدعم السريع"، مشيراً إلى أن "ذلك من شأنه أن يوقف الحرب الدائرة" في البلاد.
وخلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، مساء الخميس، طلب مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة، الحارث إدريس الحارث، من الولايات المتحدة أن "تصنّف مليشيا الدعم السريع مجموعة إرهابية"، مشيراً إلى "المساعي التي بُذلت في الكونغرس لتجريم الدعم السريع ووقف تصدير السلاح إلى الإمارات، فضلاً عن ارتباط وكالة العون الأميركية والمبعوث الأميركي مع حكومة السودان والزيارات التي قاموا بها".
كذلك، بحث سفير السودان الجديد لدى إثيوبيا، الزين إبراهيم حسين، يوم الجمعة، خلال تقديمه أوراق اعتماده لرئيس مفوّضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقي، مندوباً للسودان لدى المنظّمة الإقليمية، دور الاتحاد الأفريقي في السودان وما يمكن أن يقوم به في إطار مبدأ الحلول الأفريقية للمشكلات الأفريقية.
وأشار الزين، خلال لقائه فقي، إلى الدعم الخارجي الذي تتلقّاه قوات "الدعم السريع" بالعتاد والسلاح والمرتزقة وصمت الاتحاد الأفريقي عن إدانة ذلك، داعياً الاتحاد إلى "اتخاذ موقف واضح إزاء مشاركة المرتزقة الأجانب في القتال إلى جانب مليشيا الدعم السريع ضد الشعب السوداني" محذّراً من "خطورة هذه الظاهرة على أمن المنطقة والسلم والاستقرار في أفريقيا بأسرها".