مصادر لـ"رويترز": خلاف حول الممر الإنساني يعرقل محادثات "إسرائيل" وسوريا
وكالة "رويترز" تكشف أنّ مفاوضات سوريا و"إسرائيل" تتعثر بسبب طلب إسرائيلي بفتح ممر إنساني إلى السويداء، الأمر الذي أدّى إلى تأجيل الإعلان عن اتفاق أمني بوساطة أميركية.
-
عناصر من الأمن العام السوري يقفون أمام لوحة كتب عليها السويداء (رويترز)
قالت أربعة مصادر مطلعة على المحادثات السورية - الإسرائيلية لـ"رويترز"، إنّ الجهود الرامية للتوصّل إلى اتفاق أمني بين سوريا و"إسرائيل"، واجهت عقبةً في اللحظة الأخيرة بسبب مطالبة "إسرائيل" بالسماح لها بفتح "ممر إنساني" إلى محافظة السويداء جنوب سوريا.
وكانت سوريا و"إسرائيل" قد اقتربتا خلال الأسابيع الأخيرة من الاتفاق على الخطوط العريضة لاتفاق، بعد أشهر من المحادثات التي توسّطت فيها الولايات المتحدة في باكو وباريس ولندن، والتي تسارعت وتيرتها في الفترة التي سبقت انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع.
وكان الهدف من الاتفاق، هو إنشاء منطقة منزوعة السلاح، تشمل محافظة السويداء، حيث أسفرت أعمال العنف الطائفي في تموز/يوليو الماضي، عن مقتل 2026 شخصاً بين عمليات الإعدام الميداني والقصف الإسرائيلي وغيرها من أعمال العنف المسلّح، وذلك وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
السويداء تفجّر خلافاً سورياً إسرائيلياً
وفي محادثات سابقة في باريس، طلبت "إسرائيل" فتح ممر بري إلى السويداء لإيصال المساعدات، لكن سوريا رفضت الطلب باعتباره انتهاكاً لسيادتها.
وأعادت "إسرائيل" طرح الطلب في مرحلة متأخرة من المحادثات، وفقاً لاثنين من المسؤولين الإسرائيليين ومصدر سوري ومصدر في واشنطن مطلع على المحادثات.
وقال المصدر السوري والمصدر في واشنطن، إنّ الطلب الإسرائيلي المتجدد أدّى إلى إفشال خطط الإعلان عن اتفاق هذا الأسبوع. ولم يُبلّغ عن نقطة الخلاف الجديدة من قبل.
واشنطن تسعى لاتفاق خفض التوتر
من ناحيته، قال المبعوث الأميركي، توم باراك، الذي يتوسّط في المفاوضات بين سوريا و"إسرائيل"، يوم الثلاثاء إنّ العدوين اللدودين كانا على وشك التوصل إلى "اتفاق لتهدئة التوتر" توقف بموجبه "إسرائيل" هجماتها وتوافق سوريا على عدم نقل أيّ آلات أو معدات ثقيلة بالقرب من الحدود مع "إسرائيل".
وقال إنّ ذلك سيكون الخطوة الأولى نحو الاتفاق الأمني الذي يتفاوض عليه البلدان. وقال دبلوماسي مطلع على الأمر إنه يبدو أن الولايات المتحدة "تتراجع من اتفاق أمني إلى اتفاق لخفض التوتر".
كذلك، قال مسؤول سوري لـ"رويترز"، إنّ المحادثات قبل بدء الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت "إيجابية"، لكن لم تجرِ أي محادثات أخرى مع المسؤولين الإسرائيليين، هذا الأسبوع.
والأحد الماضي، أفادت "القناة 13" الإسرائيلية بأنّه "تمّ التوافق على معظم النقاط أو البنود" في الاتفاق الأمني الذي تجري بلورته مع سوريا، مشيرةً إلى أنّ نقطة الخلاف الرئيسية هي "حرية عمل سلاح الجو الإسرائيلي في الأجواء السورية".
وكان رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع قد رجّح توقيع اتفاق مع "إسرائيل"، بوساطة أميركية، خلال الأيام المقبلة، قائلاً إنّه "سيكون مشابهاً لاتفاق عام 1974".
