مشهد واحد من جنوب لبنان إلى شمال غزة: عودة النازحين إلى الديار رغماً عن الاحتلال

آلاف النازحين في قطاع غزة يتوافدون بالمركبات وسيراً على الأقدام إلى مناطق سكنهم في محافظتي غزة والشمال، بالتوازي مع عودة أهالي القرى الحدودية في جنوب لبنان إلى بلداتهم، في محاولة لطرد الاحتلال منها بلحمهم الحيّ.

0:00
  • أهالي قطاع غزة وأهالي القرى الحدودية في جنوب لبنان يسطرون مشاهد تاريخية بعودتهم إلى الديار وتحديهم للاحتلال
    أهالي قطاع غزة وأهالي القرى الحدودية في جنوب لبنان يسطّرون مشاهد تاريخية بعودتهم إلى الديار وتحدّيهم للاحتلال

بدأ آلاف النازحين، اليوم الاثنين، المرور بمركباتهم وسيراً على الأقدام من جنوب قطاع غزة عبر حاجز "نتساريم" العسكري إلى مناطق سكنهم في محافظتي غزة والشمال، بعد أن تمّ تهجيرهم قسراً تحت وطأة إبادة جماعية تواصلت أكثر من 15 شهراً.

ونقلت وسائل إعلام محلية أنّ مركبات تحمل نازحين وأغراضهم بدأت بالمرور من حاجز "نتساريم" العسكري، وسط القطاع عبر شارع صلاح الدين، بعد خضوعها لتفتيش أمني.

ومنذ ساعات الصباح، اصطفّت مئات المركبات عند شارع صلاح الدين بانتظار مرورها إلى الشمال، حيث بدأت بالمرور عند الساعة التاسعة صباحاً.

وتخضع المركبات التي تمرّ عبر الحاجز من شارع صلاح الدين لتفتيش أمني بجهاز أشعة سينية (X-RAY).

وبحسب مراسل الميادين عند معبر "نتساريم"، فإنّ 100 سيارة "من المقرّر أن تعبر كلّ ساعة ويتمّ تفتيشها من قبل الاحتلال". 

وقبل ذلك، وفي السابعة بالتوقيت المحلي، توافد النازحون للعودة من جنوب قطاع غزة إلى شماله سيراً على الأقدام من شارع الرشيد الساحلي.

وكان الآلاف قد أمضوا الليلتين الماضيتين في العراء على شارعي الرشيد وصلاح الدين، على الرغم من البرد القارس في انتظار سماح قوات الاحتلال لهم بالعودة إلى ديارهم، بعد أن أجبرتهم على مغادرتها والنزوح إلى الجنوب.

وفي السياق، قال الناطق باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع للميادين، إنّ المشهد الحقيقيّ اليوم هو "مشهد الصمود والانتصار لشعبنا وللشعب اللبناني". 

وأضاف القانوع للميادين أنّ سياسة التهجير "سقطت أمام الصمود الأسطوري لشعبنا ووحدة مقاومتنا بوجه المشروع التوسّعي الصهيوني"، مشيراً إلى أنّ المطلوب "هو تعزيز مقدّرات صمود أهل قطاع غزة لمواجهة سياسة التهجير". 

اقرأ أيضاً: "فشل لمخططات التهجير".. آلاف النازحين يعودون إلى شمال قطاع غزة

الجنوبيون يتوافدون إلى القرى الحدودية لليوم الثاني على التوالي

وبالتوازي، توافد أهالي القرى الحدودية الجنوبية، يساندهم مواطنون من مختلف المناطق، نحو الحافة الأمامية للدخول إلى قراهم، وطرد الاحتلال منها. 

وخلال محاولة أهالي عيترون التقدّم إلى الساتر الترابي الذي أقامه "جيش" الاحتلال في البلدة، أطلق الاحتلال الرصاص عليهم في محاولة لترهيبهم. 

كما أطلق الاحتلال الرصاص في أحياء بلدة ميس الجبل بالتزامن مع تجمّع الأهالي عند المدخل الغربي، فيما ألقت محلّقة إسرائيلية قنبلة صوتية بالقرب من المدخل الغربي أيضاً في محاولة لمنع المواطنين من دخولها. 

لكنّ أهالي ميس الجبل أكّدوا أنّهم سيدخلون إلى البلدة قائلين: "سندخل إلى البلدة ولو استشهدنا أو جرحنا.. ونحن لا نهزم". 

كذلك، أطلق الاحتلال الإسرائيلي النار باتجاه عناصر الجيش المتمركزين في منطقة المفيلحة غربيّ ميس الجبل من دون وقوع إصابات.

ونقلت مراسلة الميادين في الجنوب أيضاً أنّ قوات الاحتلال أطلقت النيران في محيط تجمّع الأهالي في بلدة عديسة ما أدّى إلى وقوع عدد من الإصابات. 

وفي وقتٍ لاحق أكّدت وزارة الصحة استشهاد مواطن من عديسة وجرح 4 آخرين، أحدهم حالته خطرة، نتيجة  إطلاق جنود الاحتلال النار عليهم عند مدخل البلدة.

 إلى ذلك، نقل مراسل الميادين أنّ الجيش اللبناني "يستعدّ للانتشار في بلدة مروحين في القطاع الغربي". 

وفي بني حيان أيضاً، رمت محلّقة إسرائيلية قنبلة قرب عناصر الجيش اللبناني وآليات البلدية أثناء فتح الطريق. وتحدّثت وزارة الصحة عن إصابتين برصاص الاحتلال إحداهما لطفل والثانية إصابة حرجة.

وفي حولا، دخل الأهالي إلى البلدة بعد انتشار الجيش في عدد من أحيائها.

وفي السياق، علّقت منصة إعلامية إسرائيلية على دخول الأهالي إلى حولا قائلةً إنّ "النصر المطلق هو قرية حولا، القرية المحاذية لمرغليوت ومستوطنة المطلة". 

في غضون ذلك، أكّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أنّ هذا الشعب "مصمّم على تحرير أرضه بغضّ النظر عن أيّ اتفاقيات"، مضيفاً: "هنا وفي غزة، يتحفّز الشعب بدماء الشهداء والمقاومين". 

وشدّد فضل الله على أنّ "شعبنا لن يتراجع"، وأنّ "أهل الأرض لن يتراجعوا ولن يقبلوا إلا بتحرير أرضهم". 

ومنذ يوم أمس، يواصل الجنوبيون العودة إلى قراهم الحدودية مع انتهاء مهلة الـ60 يوماً للانسحاب الإسرائيلي الكامل من جميع الأراضي اللبنانية والتي تضمّنها اتفاق وقف إطلاق النار، وسط خرق إسرائيلي للاتفاق، عبر استهداف المدنيين ومواصلة احتلال بعض القرى. 

اقرأ أيضاً: لبنان: الجنوبيون يواصلون التقدم إلى ميس الجبل ويدخلون حولا

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك