مشاهد توثّق المجزرة الإسرائيلية: رصاص الاحتلال يخترق طوابير الجوعى جنوبي غزة

مشاهد مصوّرة توثّق لحظة إطلاق قوات الاحتلال النار على آلاف الفلسطينيين قرب مركز مساعدات أميركي غربي رفح، ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى.

0:00
  • أكثر من 230 بين شهيد وجريح في مجزرة مركز المساعدات برفح، أثناء محاولتهم الحصول على الطعام لأسرهم 1 حزيران/يونيو (أ ف ب)
    أكثر من 230 بين شهيد وجريح في مجزرة مركز المساعدات برفح، أثناء محاولتهم الحصول على الطعام لأسرهم (صورة أرشيفية)

وثّقت مشاهد متداولة لحظات مرعبة لإطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي الرصاص الحي على آلاف المدنيين الفلسطينيين المتجمهرين قرب مركز توزيع مساعدات أميركي (GHF) غرب مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، أثناء محاولتهم الحصول على الطعام لأطفالهم وعائلاتهم.

وأظهر الفيديو المتداول على نطاق واسع لحظات مأساوية تنفطر لها القلوب، حيث تمددت جثث الضحايا على الأرض بلا حراك، فيما علا صراخ الجرحى ونداءات الاستغاثة وسط فوضى عارمة.

وتقاطعت صيحات "يا الله يا الله" مع أزيز الرصاص، في مشهد يعكس فظاعة القتل الجماعي ومعاناة المدنيين الذين خرجوا بحثاً عن رغيف الخبز فعادوا بين شهيد وجريح.

وبحسب ما ورد، فإنّ المدنيين الذين تجمهروا لم يكونوا يحملون سوى الجوع، وقد دفعهم العوز إلى الوقوف في طوابير طويلة منذ ساعات الفجر، على أمل الحصول على ما يسدّ رمقهم ورمق أطفالهم.

وما أن فُتحت أبواب مركز المساعدات، حتى باغتتهم آليات الاحتلال بوابل كثيف من الرصاص، استهدف بشكلٍ مباشر الجزء العلوي من أجسادهم.

وأسفرت المجزرة، بحسب وزارة الصحة، عن استشهاد أكثر من 30 مدنياً، وإصابة ما يزيد على 200 آخرين، من بينهم عشرات الإصابات الخطرة.

وأكدت الوزارة أنّ كل شهيد وصل إلى المستشفيات تعرّض لطلقة نارية واحدة في الرأس أو الصدر،  ما يؤكد إصرار الاحتلال على القتل البشع بحق المواطنين.

كما لفتت إلى أنّ المستشفيات تشهد ازدحاماً شديداً، وسط نقص حاد في مستهلكات الجراحة والعناية المركزة ووحدات الدم.

ووقعت المجزرة في منطقة "العَلَم" في مدينة رفح، حيث تحوّلت مراكز توزيع المساعدات إلى "مصائد موت" لأهل غزة، وفق تعبير أحد الشهود الذي وصف المشهد بالقول: "الخبز مغمس بالدم"، في إشارة إلى حجم الفاجعة التي يعيشها الفلسطينيون في القطاع المحاصر.

مراسل الميادين في غزة أكد أنّ "الاحتلال الإسرائيلي حوّل مراكز المساعدات في غزة إلى كمائن ليطلق النار على الفلسطينيين"، وأفاد بأن قوات الاحتلال كانت تستخدم مكبرات الصوت لتوجيه رسائل مهينة إلى المتجمهرين أمام مركز المساعدات، قائلة: "غزاوي جائع.. ارجع إلى بيتك"، قبل أن تفتح نيرانها بشكلٍ مباشر عليهم.

اقرأ أيضاً: "ساحات إعدام".. أكثر من 260 بين شهيد وجريح بمجزرتَي مركزَي "المساعدات" في رفح ووادي غزة

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك