لجنة نيابية تستجوب رؤساء جامعات أميركية حول "معاداة السامية"
رؤساء 3 جامعات أميركية يرفضون اتهامات بـ"التقاعس عن معالجة معاداة السامية"، في استجواب أمام مجلس النواب وقاده الجمهوريون، ضمن سلسلة جلسات بدأت منذ ولاية بايدن.
-
من مخيم تضامني مع فلسطين المحتلة في جامعة مدينة نيويورك، في نيسان/أبريل 2024 (وكلات)
أدلى رؤساء 3 جامعات أميركية بإفادات أمام لجنة من مجلس النواب، بشأن التدابير التي اتخذوها من أجل "مكافحة معاداة السامية في الحرم الجامعي"، وذلك على خلفية اتهامات بـ"عدم بذل جهد كافٍ لتوفير الأمن للطلاب اليهود".
ورفض رؤساء جامعات جورج تاون ومدينة نيويورك وجامعة كاليفورنيا بيركلي، الاتهامات التي وجّهها مشرّعون جمهوريون ضدّهم خلال الاستجواب الثلاثاء، مؤكدين "إجراء تغييرات لمعالجة السلوك المعادي للسامية والتزام القضاء على الكراهية، مع حماية الحرية الأكاديمية".
مواقف الجمهوريين والديمقراطيين خلال الجلسة
الجمهوريون من أعضاء لجنة التعليم والقوى العاملة في مجلس النواب الأميركي، التي تشرف على وزارة التعليم، وجّهوا اتهامات إلى رؤساء الجامعات بـ"التقاعس عن معالجة معاداة السامية وتعزيز مناخ معادٍ للسامية".
وكرّر عدد منهم الاتهامات التي وجّهها الرئيس دونالد ترامب في هجومه على الجامعات في الآونة الأخيرة، واصفاً إياها بأنّها "موبوءة بالتطرّف".
أما الديمقراطيون في اللجنة فرأوا أنّ جلسة الاستماع "تمثّل جزءاً من حملة قمع حرية التعبير، وهي حملة سعت لجعل الأوساط الأكاديمية كبش فداء لمشكلة مجتمعية أوسع نطاقاً".
واستغلّ الديمقراطيون الجلسة ليطرحوا تساؤلات بشأن استهداف ترامب مكتب الحقوق المدنية التابع لوزارة التعليم، وهو المكتب الذي يحقّق في وقائع "معاداة السامية"، عبر عمليات تقليص العمالة.
والجلسة، التي قادها الجمهوريون واستمرت 3 ساعات، هي الأحدث في سلسلة بدأت خلال إدارة الرئيس السابق، جو بايدن، وامتدت لعامين، بعد موجة الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين المحتلة في الجامعات الأميركية، على خلفية حرب الإبادة التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
ردود رؤساء الجامعات
فيما يتعلق بردود رؤساء الجامعات على الاتهامات الموجّهة إليهم، قالوا إنّ "اللغة التي تبدو وكأنّها تدعو إلى العنف ضدّ اليهود غير مقبولة"، ورفضوا مناقشة تفاصيل الإجراءات التأديبية في الحوادث الفردية، وجادلوا بأنّ للطلاب والأساتذة حقوقاً في التعبير، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
وفي هذا السياق، أكد قادة الجامعات أنّهم أجروا تغييرات لمعالجة السلوك "المعادي للسامية"، ودافعوا عن حماية حرية التعبير للطلاب وأعضاء هيئات التدريس، وشدّدوا على أهمية الحوار المدني حول القضايا الخلافية.
وقالوا أيضاً إنّهم شدّدوا سياسات الاحتجاج، وعزّزوا التدريب على مكافحة "معاداة السامية"، وركّزوا على جعل الحياة الجامعية أكثر ترحيباً باليهود.
ورأت الصحيفة أنّ المشرّعين "خصّوا جامعة مدينة نيويورك تحديداً بالانتقاد، بسبب الاحتجاجات في الحرم الجامعي وأعضاء هيئة التدريس الداعمين للحقوق الفلسطينية".
ودافع رئيس الجامعة، فيليكس ف. ماتوس رودريغيز، عن الجامعة وموظفيها، قائلاً: "لا مكان لمعاداة السامية في جامعة مدينة نيويورك".
بدوره، قال ريتش ليونز، الذي يشغل منصب مستشار جامعة بيركلي منذ عام، إنّ "تعبير شخص ما عن معتقدات مؤيّدة للفلسطينيين لا يعني بالضرورة معاداة السامية"، وأكد أنّ أستاذاً تعرّض لانتقادات بسبب تصريحات وُصفت بـ"معادية للسامية" وهو "باحث متميّز".
ومن جانبه، أشار الرئيس المؤقت لجامعة جورج تاون، روبرت م. غروفز، إلى أنّ مؤسسته كانت "من أوائل المؤسسات التي دانت هجوم حماس على إسرائيل، في الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر 2023"، مضيفاً أنّ الجامعة، بوصفها "جامعة يسوعية، تركّز على الحوار بين الأديان وتوظّف العديد من القادة الدينيين المختلفين".