قمة "بريكس" في يومها الختامي: نحو عالم متعدد الأقطاب ولإخماد نيران الشرق الأوسط
قادة "بريكس" يشددون على ضرورة "إخماد النيران في الشرق الأوسط"، ويؤكدون ترسيخ الوصول إلى عالم متعدد الأقطاب.
-
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني مسعود بزشكيان في قمة "بريكس" في قازان الروسية
أكّد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، ضرورة إطلاق عملية سياسية شاملة للتوصل إلى تسوية في الشرق الأوسط، قائمة على أسس القانون الدولي وإقامة دولة فلسطين.
وقال بوتين خلال اجتماع اليوم الثالث والختامي لقمة "بريكس بلس" في مدينة قازان الروسية، إن درجة تصعيد الصراع في الشرق الأوسط تضع المنطقة على شفا حرب شاملة، مشيراً إلى أن "استعادة السلام في المنطقة لا يمكن تحقيقه من دون تصحيح الظلم التاريخي في الأراضي الفلسطينية".
كذلك، بيّن أنّ "القتال الذي بدأ قبل عام في قطاع غزّة قد امتد الآن إلى لبنان، كما تأثرت دول أخرى في المنطقة، وزادت درجة المواجهة بين إسرائيل وإيران بشكلٍ حاد، وكل هذا يشبه سلسلة من ردود الفعل ويضع الشرق الأوسط بأكمله على شفا حرب واسعة النطاق".
وشدّد على أن روسيا تسعى للمساهمة في استقرار الوضع في الشرق الأوسط، كما أشار إلى أن أوكرانيا تُستخدم لخلق تهديدات خطيرة لأمن روسيا.
إلى جانب ذلك، شدّد بوتين على أن "الانتقال إلى عالم عادل ومتعدد الأقطاب ليس سهلاً في ظل وجود دول تحاول الحفاظ على هيمنتها"، مؤكّداً أنّ "قوى الهيمنة تعرقل التحول إلى عالم متعدد الأقطاب".
الصين: لوقف الحرب في غزة ولبنان
من جهته، دعا الرئيس الصيني، شي جين بينغ، إلى مواصلة تعزيز وقف إطلاق النار الشامل في قطاع غزة ومنع امتداد الحرب إلى لبنان، مؤكداً أن السلام في العالم لا يزال يواجه "تحديات عميقة".
كما أكد ضرورة تهدئة الوضع في أوكرانيا في أقرب وقتٍ ممكن واقتراح مسار لحل الأزمة، ومن ناحية ثانية شدد على أن بلاده ستهتم دائماً ببلدان الجنوب العالمي وتدعم إدراجها في أنشطة "بريكس".
إيران: المنظمات الأممية فقدت دورها بسبب التدخل الغربي
الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، ندد بدوره بعدم فاعلية الأمم المتحدة في "إخماد النيران" المندلعة في الشرق الأوسط، مؤكداً أن "مجلس الأمن الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمات حقوق الإنسان فقدت فعاليتها بسبب التدخل الغربي في عملها".
في سياق آخر، شدد على أن انضمام أعضاء جدد إلى "بريكس" عام 2024 واهتمام الدول الأخرى بالتعاون مع هذه المجموعة "دليل على نجاحها ونفوذها المتزايد".
ودعا الرئيس الإيراني دول مجموعة "بريكس"، إلى مشاركة أحدث التقنيات مع بعضها تجنباً للاعتماد على الغرب، كما حثّهم على بناء عالم "خال من العقوبات والحروب والإبادة الجماعية"، لافتاً إلى أن "العقوبات الأحادية، التي تتعارض مع المعايير الدولية وحقوق الإنسان، شكلت تحدياً للتنمية وأعاقت التحرك المستدام نحو عالم آمن وأخلاقي".
فنزويلا: أين هي الجنائية الدولية ممّا يحدث في غزة ولبنان؟
بدوره، تساءل الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو في "بريكس"، عن الدور الذي تؤديه المحكمة الدولية، قائلاً: "أين هي الجنائية الدولية ممّا يحدث في غزة ولبنان أم أنها موجهة إلى دول الجنوب العالمي فقط؟".
أمّا الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، فأعرب عن أمله في أن يتم قبول عضوية فلسطين في مجموعة "بريكس" في المستقبل القريب.
ودعا الرئيس الفلسطيني إلى "إجبار إسرائيل على مغادرة الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال عام واحد".
بينما أكّد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لـ "بريكس+" ضرورة "تعزيز آلية السلام وتحديثها ونحتاج إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة والإفراج غير المشروط عن الأسرى".
وتترّأس روسيا مجموعة "بريكس" هذا العام، وخلال هذه الفترة حدّدت موسكو 3 أولويات هي: السياسة والأمن، والتعاون في الاقتصاد والتمويل، والتبادلات الإنسانية والثقافية، كما نظّمت أكثر من 200 حدث سياسي واقتصادي واجتماعي، لتعزيز سبل تنفيذ المزيد من التعاون بين دول "بريكس".
