فيدان: سننفد هجوماً على وحدات "حماية الشعب" الكردية إذا لم تستجب لمطالب تركيا
تركيا تهدد بتنفيذ هجمات ضد وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، ووزير الخارجية التركي هاكان فيدان، يكشف عن تفاصيل زيارته الأخيرة لأحمد الشرع.
-
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (وكالات)
أكّد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، اليوم الثلاثاء، أنّ تركيا ستنفذ هجوماً عبر الحدود في شمال شرق سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية، إذا لم تلب الجماعة مطالب أنقرة.
وفي سياقٍ متصل، قال فيدان في مقابلةٍ عبر قناة "سي أن أن" التركية "إننا وجهنا إنذاراً نهائياً للتنظيمات الكردية (بي كي كي - واي بي جي) الإرهابية، وإلا ستنفذ أنقرة عملية عسكرية ضد هذه التنظيمات في سوريا".
وأضاف أنّ "دمشق تتحدث مع وحدات حماية الشعب الكردية، وسبق أن تحدثت معهم، وستتحدث مرّةً أخرى"، مردفاً أنّه "ليس لدى تركيا عداء مع أيّ فئة، والتنظيم المذكور منخرط بأنشطة إرهابية لا يمكن إنكارها".
كما أشار إلى أنّ "التنظيم جلب أشخاصاً من جميع أنحاء العالم، واحتلّ أرض أشخاص آخرين، كما ينهب النفط ويعمل كحرسٍ لسجون الآخرين".
المجتمع الدولي أجمع على 4 بنود متعلقة بسوريا
وحول زيارته إلى دمشق في كانون الأول/ديسمبر الماضي، كشف فيدان أنّه توجّه إلى دمشق براً بسبب توقف عمل المطار، مضيفاً أنّ "الوضع في منطقة إدلب جيد نسبياً، لكنّه لاحظ وجود دمار كبير في حماة، وحمص، ودمشق".
ولفت إلى أنّ "نظام بشار الأسد لم يتخذ أي خطوة لإزالة هذا الدمار، وهو من مهّد لنهايته"، مردفاً أنّ "مسار أستانا الذي من خلاله تم تنفيذ هدنة في التصريحات ووقف إطلاق النار لمدّة 6-7 سنوات، وكان من الممكن استغلال ذلك الوضع لتضميد جراح الشعب والمدن".
وفي ما يتعلّق بلقائه مع قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع في دمشق، قال الوزير التركي إنّه "أجرى معه مباحثات مطولة ناقشا فيها كل القضايا ذات الصلة، أبرزها ما يجب القيام به خلال المرحلة الجديدة".
وأوضح فيدان أنّه "استمع لآراء الشرع حول هذه القضايا وإدارة العملية، ونقل إليه كذلك توصياتٍ تركيا بهذا الشأن"، مفيداً بأنّ زيارته إلى سوريا سبقتها جولة دبلوماسية على الصعيد الدولي، استغرقت قرابة 11 يوماً، بهدف تحديد مطالب المجتمع الدولي من الإدارة السورية الجديدة.
وكشف أنّ المجتمع الدولي أجمع على 4 بنود متعلقة بسوريا، هي: ألا تشكل سوريا تهديداً لجيرانها؛ وألا تكون بأيّ شكلٍ من الأشكال مأوى للإرهاب، وخاصة تنظيم "داعش" و"بي كي كي"، وضمان حقوق الأقليات وأمن الأرواح والممتلكات لديهم وعدم تعرّضهم لسوء المعاملة، والحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية.
الإدارة الجديدة ضامنة لحقوق الأقليات
ولدى حديثه عن انطباعاته حول قائد الإدارة السورية الجديدة خلال لقائه به في دمشق، قال فيدان إنّه وجد الشرع "بحالة جيدة، ويبدو أنّ السنوات التي قضاها في إدلب (الشرع) كانت مفيدة له، وأنا لديّ ملاحظات حوله أقوم بتحديثها من حين لآخر، ولكنّه شخص يتفهم تطلعات سوريا والمنطقة، وعقلاني ومتزن".
وبالنسبة إلى الأقليات، قال فيدان إنّه "لا توجد مشكلة بهذا الخصوص حالياً، لكون الإدارة الجديدة ضامنة لحقوق الأقليات"، إلا أنّ الوزير التركي لم يستبعد حدوث مشكلات مستقبلاً حول ضمان الأمن القومي، ووحدة سوريا.
وتابع: "هل يمكن أن تحدث نزاعات في المنطقة؟ هذا وارد. هل يمكن أن يكون هناك من يتلاعب بسوريا لحسابات ومصالح خاصة؟ نعم، هذا احتمالٌ قائم".
منطقة الشرق الأوسط سئمت من الحروب والصراعات
وعلى صعيد الشأن السوري أيضاً، قال فيدان إنّ بعض الدول العربية، لديها مخاوف تجاه الوضع في سوريا، وخاصة في ما يتعلق بالمستجدات هناك وصولاً إلى "تصدير الثورة".
وأكّد أنّ "هذه المخاوف النابعة من التجربة الإيرانية سابقاً، يجب أن تُعبر عنها الدول المعنية بشكلٍ شفاف ومباشر، بدلاً من تبني وإصدار أحكام مسبقة".
فيدان دعا أيضاً إلى توجيه رسالة إلى الإدارة السورية الجديدة مفادها أنّ البلاد بحاجة إلى إدارة جيدة، وإلى الأمن، والنظام، والهدوء، مبيناً أنّ منطقة الشرق الأوسط "سئمت وتعبت من الحروب والصراعات".
وأضاف أنّ طروحات أنقرة في ما يتعلق بسوريا، "لا تتركز على الرؤية والمصالح التركية فحسب، بل تراعي حساسيات الأطراف الفاعلة الأخرى أيضاً".
إعمار سوريا أولوية
وفي ما يخصّ جهود إعادة إعمار سوريا، قال الوزير التركي إنّ دولاً مثل مصر، والعراق، والسعودية، والإمارات، وقطر والكويت ترغب في التركيز على قضايا التنمية، والبنية التحتية، والخدمات العامة في هذا البلد.
وأكّد أنّه يمكن الإعلان عن تعبئة لإعادة إعمار سوريا، مشيراً إلى أنّ "العديد من الأطراف، بما في ذلك دول الخليج، متفقة على هذا الموضوع".
وأشار إلى أنّ هناك مشاريع متعلقة بتحسين شبكة الكهرباء في سوريا، حيث أعلنت دول أخرى بجانب تركيا مثل الأردن وقطر، عن استعدادها للانخراط بدور في هذا المجال.
