غريفيث في جدة وترقب لمحادثات بين طرفي النزاع السوداني لإرساء هدنة جديدة

مفوض الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، في جدة لبحث القضايا الإنسانية المتعلقة بالسودان.

  • غريفيث في جدة وترقب لمحادثات بين طرفي النزاع السوداني لإرساء هدنة جديدة
    أسفرت المعارك المستمرة منذ 22 يوماً عن سقوط 700 قتيل و5 آلاف جريح

وصل مفوض الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، اليوم الأحد، إلى جدة لإجراء محادثات إنسانية حول الوضع في السودان، تزامناً مع مفاوضات بدأها ممثلون لطرفي النزاع في محاولة للتوصل إلى هدنة جديدة، فيما يتواصل القتال في الخرطوم.

وقالت المتحدثة إري كانيكو لوكالة "فرانس برس" إنّ غريفيث "في جدة حالياً وهدف زيارته هو بحث القضايا الإنسانية المتعلقة بالسودان".

هذا وأعلن الأميركيون والسعوديون أن المتحاربين يتفاوضون في السعودية على هدنة جديدة.

لكن الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) لم يدليا بأي معلومات عن المناقشات بين مبعوثيهما.

ورحبت آلية ثلاثية دولية تضم الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي و"الهيئة الحكومية للتنمية" (إيغاد) في بيان بهذا التطور السياسي.

وعبّرت عن أملها في أن "تسفر المحادثات التقنية بين ممثلي الطرفين في جدة عن تفاهمات تؤدي إلى وقف شامل لإطلاق النار"، مؤكدة أن ذلك "يتيح تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للمدنيين الذين يجب أن تظل حمايتهم مسألة ذات أهمية قصوى".

وخلال اجتماع طارئ الأحد لوزراء الخارجية العرب في مقر الجامعة العربية في القاهرة تطرق إلى تطورات الملف السوداني، قال الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط إن المفاوضات بين طرفي النزاع "تستحق الدعم، وأكرر مناشدتي بالتمسك بهذه الفرصة".

وحذر أبو الغيط من أن يتحول الصراع الحالي إلى "جولة أولى في حرب تقسم السودان إلى أقاليم متناحرة، وتجعل منه ساحة لمعارك تهدد وجوده".

وقبيل الاجتماع، تلقى أبو الغيط رسالة من القوى المدنية في السودان تطلب إليه "التواصل الفوري مع قيادات القوات المسلحة والدعم السريع لحثها على وقف القتال كأولوية رئيسية".

 مصر استقبلت 57 ألف سوداني

وفي اجتماع الجامعة العربية، الأحد، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري استقبال مصر "منذ بداية الأزمة أكثر من 57 ألفاً من الأشقاء السودانيين، فضلاً عن مساهمتها في إجلاء أكثر من 4 آلاف مواطن أجنبي".

كما أجبرت المعارك عدداً كبيراً من المواطنين على البقاء في منازلهم حيث يعانون من انقطاع المياه والكهرباء ومن نقص مخزون الطعام والمال.

بالتزامن، رحّب وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، في تغريدة في "تويتر"، أمس السبت،  "بوجود ممثلين من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في مدينة جدة، للحوار حول الأوضاع في وطنهم".

وأضاف: "نأمل أن يقود هذا الحوار إلى إنهاء الصراع، وانطلاق العملية السياسية وعودة الأمن والاستقرار إلى جمهورية السودان".

وكانت واشنطن والرياض أعلنتا ليل الجمعة- السبت، "بدء محادثات أولية" في جدة بين طرفي الصراع وحضّتاهما على "الانخراط الجاد" فيها للتوصل إلى "وقف لإطلاق النار وإنهاء النزاع".

وأكّد الجيش أن البحث سيتناول الهدنة التي تمّ التوصل إليها وتجديدها أكثر من مرة لكن من دون أن يتم الالتزام بها، بينما شكر قائد قوات الدعم السريع السعودية "لاستضافتها هذه المحادثات".

وتأتي هذه المحادثات بعد سلسلة من مبادرات إقليمية عربية، وأخرى أفريقية قامت بها خصوصاً دول شرق القارة عبر منظمة "إيغاد"، لم تثمر.

ومع استمرار المعارك، حذرت الأمم المتحدة يوم الجمعة، من إمكانية أن يعاني 19 مليون شخص من الجوع وسوء التغذية خلال الأشهر المقبلة.

وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة فرحان حق، الجمعة، إنّ برنامج الأغذية العالمي يتوقع "أن يرتفع عدد الأشخاص الذين يعانون فقداناً حاداً في الأمن الغذائي في السودان ما بين مليونين و2,5 مليون شخص".

ووفق تقرير البرنامج مطلع 2023، كان 16,8 مليوناً من إجمالي عدد السكان المقدّر بـ45 مليون نسمة، يعانون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي.

وحذّرت الأمم المتحدة من أن الولايات السودانية الأكثر تأثراً ستكون غرب دارفور وكردفان والنيل الأزرق وولاية البحر الأحمر وشمال دارفور.

اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة: سرقة 17 ألف طن من المساعدات المخصصة للمحتاجين في السودان

ويعقد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة اجتماعاً في 11 أيار/مايو لمناقشة "تأثير" المواجهات في السودان "على حقوق الإنسان".

ويعتقد خبراء أن الحرب قد تطول مع عدم قدرة أي من الطرفين على حسم الأمر على الأرض.

ومنذ اندلاع المواجهات في 15 نيسان/أبريل، تشهد العاصمة الخرطوم حالة من الفوضى ناجمة عن المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وشهدت منطقة الصحافة، جنوب الخرطوم، اشتباكات بين الجانبين الأحد، كما ذكر شاهد عيان لوكالة "فرانس برس".

وأسفرت المعارك المستمرة منذ 22 يوماً عن سقوط 700 قتيل و5 آلاف جريح، حسب بيانات موقع النزاعات المسلحة ووقائعها (أيه سي إل إي دي)، فضلاً عن نزوح 335 ألف شخص ولجوء 115 ألفاً إلى الدول المجاورة.

وفي إقليم دارفور الحدودي مع تشاد، حمل مدنيون السلاح للمشاركة في المعارك بين الجيش وقوات الدعم وقبائل متمردة، بحسب الأمم المتحدة.

وقال "المجلس النرويجي للاجئين" إنّ نحو 200 شخص قتلوا هناك، حسب المجلس النرويجي. كذلك أحرقت عشرات المنازل ونزح آلاف الأشخاص في الإقليم الذي سبق أن شهد حرباً دامية بدأت في 2003 أدت إلى مقتل 300 ألف شخص ونزوح 2،5 مليون.

وفي مدينة بورتسودان (شرق) على البحر الأحمر، تحاول الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية التفاوض لتوصيل مساعدات إلى الخرطوم ودارفور حيث قصفت أو نهبت المستشفيات ومخازن المساعدات الإنسانية.

اقرأ ـأيضاً: استمرار المعارك في السودان رغم الهدنة.. وترقب لنتائج مفاوضات جدّة


 

منتصف نيسان/أبريل تندلع مواجهات عنيفة في الخرطوم وعدة مدن سودانية، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وتفشل الوساطات في التوصل لهدنة بين الطرفين.

اخترنا لك