عن حزب الله بعد شهيد الأمة والتطورات في لبنان وسوريا.. هذا ما طرحه النائب علي فياض

عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض، يتحدث، في مقابلة مع موقع "Responsible Statecraft"، عن حزب الله بعد التطورات الأخيرة ورؤيته للأوضاع الداخلية، ويتطرق إلى الموقف من الولايات المتحدة، والقيادة الجديدة في سوريا. 

  • عضو البرلمان اللبناني عن حزب الله علي فياض (أرشيف)
     عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض (أرشيف)

تحدّث عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض، في مقابلة مع موقع "Responsible Statecraft"، عن حزب الله في أعقاب التطورات الأخيرة، ورؤيته تجاه ما يجري في لبنان، والموقف من الولايات المتحدة، والقيادة الجديدة في سوريا. 

ما مستقبل حزب الله بعد استشهاد السيد حسن نصر الله؟

وفي تفاصيل المقابلة، أكّد فياض أنّ نهج حزب الله في ظل الظروف الحالية هو أن "تتعامل الدولة اللبنانية مع الوضع مع إسرائيل التي لا تزال تحتل أجزاء من الأراضي اللبنانية"، لكنّه شدّد في الوقت عينه، على أنّ لبنان "يحتفظ بحق استخدام القوة إذا لزم الأمر لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي". 

 وقال فياض إنّ حزب الله "ملتزم بنهج السيد حسن نصر الله ومبادئه ودوره المقاوم ورؤيته للوضع في لبنان والمنطقة"، وأضاف أنّ "هناك أيضاً تحولات كبيرة حدثت في لبنان والمنطقة، لا بد من أخذها بعين الاعتبار"، مشيراً إلى أنّ الحزب "يُركز بشكل كبير على فهم هذه التحولات، والتفكير في كيفية التعامل معها".

هل حزب الله في طور التحول إلى حزب سياسي فحسب؟

ونفى فياض إمكانية تحول حزب الله إلى حزب سياسي فحسب، قائلاً إنّ حزب الله، وعلى الرغم من التحولات التي حدثت، "لا يزال حزب مقاومة من جهة، وحزب سياسي من جهة أخرى".

وشدّد على أنّ حزب الله "لا يزال ملتزماً بالمقاومة، ويعتبر أنّ من حق لبنان مواجهة أي عدوان إسرائيلي"، مستطرداً بالقول: "لكن المرحلة الحالية ربما تتطلب مقاربة مختلفة، نظراً إلى طبيعتها الفريدة والتحولات التي حدثت"، بحيث إنّ "كل مرحلة تتطلب مقاربة مختلفة عندما يتعلق الأمر بالمقاومة". 
 
على سبيل المثال، أحد التطورات الرئيسية في المرحلة الحالية هو أنّ الدولة اللبنانية "تقدمت لإدارة الوضع ضد العدو الإسرائيلي، وحزب الله قبل هذا الدور وأعطى الدولة الفرصة لتولي زمام الأمور مع العدو الإسرائيلي"، غير أنّ ذلك "لا يعني أنّ حزب الله لم يعد ملتزماً بدوره كمقاومة"، بحسب ما أوضح فياض. 

وتعليقاً على دعوة الرئيس جوزيف عون إلى معالجة قضية سلاح حزب الله عبر الحوار، ونظرة الحزب إزاء الأمر، قال فياض إنّ ذلك "يتوافق مع ما يريده حزب الله".

وعمّا إذا كان حزب الله جاهز للاندماج عسكرياً في الدولة إذا تم التوصل إلى تفاهم بشأن السلاح، قال النائب اللبناني إنّه "من المبكر الحديث عن هذه القضايا، فهناك عدد من القضايا المتشابكة، بحيث لا يمكن التعامل مع هذه القضية بمفردها، بل يجب التعامل معها بشكل شمولي"، بحيث إنّ هذه القضايا "مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بضمان قدرة الدولة على ممارسة دورها في الدفاع عن الأرض والشعب في لبنان".

كيف سيتعامل حزب الله مع احتلال "إسرائيل" لـ5 مواقع في الجنوب؟

وعن الخطوة الذي سيتخذها حزب الله تجاه احتلال "إسرائيل" لـ5 مواقع في الجنوب إذا فشلت الدولة في معالجة هذه القضية، قال فياض: "نحن نعتبر أنّ هذه المرحلة مرحلة تنفيذ إجراءات القرار 1701"، مؤكّداً أنّ ذلك "مسؤولية الدولة، ونحن نتابع الوضع عن كثب".

وعقّب أنّه "عندما تصل الدولة إلى طريق مسدود، فسنطالبها بتقييم الوضع وتحديد الفرص والنظر في الخيارات التي ستحرر الأرض"، ولكن في كل الأحوال، فإنّ "وجود الإسرائيليين في النقاط الخمس هو أمر نعتبره احتلالاً، ما يعطي لبنان الحق في استخدام كل الوسائل الممكنة لتحرير هذه الأراضي المحتلة".

وأشار إلى أنّ ذلك "هو نفس الموقف الرسمي اللبناني تماماً"، لأنّ الرؤساء الثلاثة (الرئيس ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب) اجتمعوا في بعبدا، عندما أعلن الإسرائيليون أنّهم سيبقون في الأراضي اللبنانية، وأصدروا بياناً مهماً جداً، أعلنوا فيه أنّ "الوجود الإسرائيلي في هذه المنطقة هو احتلال"، وأنّ للبنان "الحق في استخدام كل الوسائل الممكنة لتحرير هذه الأراضي".

هل تشمل هذه الوسائل المقاومة المسلحة؟

في السياق، أوضح أنّ عبارة "كل الوسائل الممكنة" التي وردت في اتفاق الطائف وفي برامج الحكومة لسنوات عديدة، وأُعيد إدخالها في البيان الرئاسي، "تعني الوسائل الدبلوماسية وغير الدبلوماسية".

وأعرب فياض عن شعوره بنوع من التفاؤل تجاه الحكومة الجديدة، "مع العلم أنّنا نعرف ما حدث مع الطائرات الإيرانية"، في إشارة إلى قرار كبار المسؤولين في لبنان وقف الرحلات الجوية المباشرة بين طهران وبيروت بعد تهديدات إسرائيلية.

وأردف بالقول: "نعتقد أنّ هذه الحكومة اللبنانية تستحق أن تُمنح الفرصة لإثبات نفسها وإظهار أنّها قادرة على الوفاء بالوعد الذي قطعته في برنامج الحكومة، فقد قالت إنّ الأولوية هي تحرير الأرض والدفاع عن الشعب، ووعدت بإنقاذ الدولة وإصلاحها وإعادة بنائها"، معلناً استعداد الحزب للتعاون في الأمرين. 

كيف ينظر الحزب إلى الدور الأميركي، وتحديداً إدارة ترامب؟

وبخصوص رؤية الحزب تجاه الدور الأميركي وتعليقه على تصريحات المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس، بأنّ "حزب الله هُزم، ويجب إقصاؤه من الحكومة"، أكّد فياض أنّ "هذه المواقف غير مسؤولة، وتمثّل تدخلاً في الشؤون الداخلية اللبنانية، فضلاً عن أنّها لا تأخذ في الاعتبار الحساسيات والأسس الدقيقة التي يقوم عليها الاستقرار السياسي اللبناني"، وهي أيضاً، "تضغط على الدولة اللبنانية أكثر مما تستطيع تحمله، وبالتالي لا تساعد في تحقيق الاستقرار والتعافي".

وأضاف أنّ حزب الله هو "التيار السياسي الأكثر شعبية في لبنان، ولاعب سياسي بارز، ويتمتع بدعم شعبي واسع النطاق كمقاومة"، فيما المواقف الأميركية "تتجاهل إرادة شريحة كبيرة من الشعب اللبناني، وكتلة برلمانية تمثل حزب الله منتخبة ديمقراطياً".

وتابع فياض أنّ هذه المواقف "تبدو أقرب إلى الدعاية الإعلامية، منها إلى النهج السياسي المسؤول تجاه الوضع في لبنان، لأنّ أورتاغوس اشترطت عدم تمثيل حزب الله في الحكومة، ولكن بينما كان الموفد الأميركي يصدر هذا البيان في بعبدا، كانت الحكومة تتشكل وكان حزب الله جزءاً منها، وبالتالي فإنّ حزب الله ممثل بوزيرين في الحكومة".
 
وبيّن أنّ المواقف التي تصدر عن الإدارة الأميركية والطريقة التي يتعامل بها الأميركيون مع لبنان، "تتناقض مع الهدف الأميركي المعلن الذي يعبر عن التزام راسخ بالاستقرار وإعادة بناء دولة قوية في لبنان".

وقال إنّ حزب الله "يدعو الحكومة والقوى الأخرى إلى مناقشة القضايا العالقة داخلياً عبر الحوار"، مشيراً إلى أنّ المواقف الأميركية "لا تسير في نفس الاتجاه".

وأردف بالقول: "نحن نخشى أن يكون الهدف الأميركي هو أن يكون هناك مواجهة بين الجيش اللبناني وحزب الله ومناصريه، بحيث إنّ ذلك أمر خطير جداً على لبنان ولا نريده ونريد تجنبه، بل نريد أفضل العلاقات الممكنة مع الجيش اللبناني الذي ندعمه".

كيف ينظر حزب الله إلى الدعم الأميركي للجيش اللبناني؟

ورداً على سؤال عن رأي حزب الله بالدعم الأميركي للجيش اللبناني، أجاب فياض بأنّ الحزب "لم يعلن يوماً عن موقف رافض للمنح، وخاصةً في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، لكنه كان يؤكد دائماً على استقلال المؤسسة العسكرية، وعدم ارتهانها لأي قوة خارجية، وعدم ربط المساعدات الخارجية بالظروف السياسية".

ما هو موقف الحزب من أي محاولات لإقامة اتصال مباشر مع الولايات المتحدة؟

وبشأن موقف حزب الله من أي محاولات لإقامة اتصال مباشر مع الولايات المتحدة ، أوضح فياض أنّ "لدى الحزب علاقات جيدة جداً مع عدد كبير من دول العالم، بما في ذلك دول الاتحاد الأوروبي"، ولكن عندما يتعلق الأمر بالولايات المتحدة، وبسبب انحيازها الكامل لـ"إسرائيل" التي تحتل أراضينا وترتكب إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني، فإنّ "لدينا موقف سياسي يرفض إقامة أي شكل من أشكال الاتصال مع الإدارة الأميركية".

وأضاف: "لكننا نفرق بين الإدارة الأميركية والمجتمع الأميركي، سواء كانت مؤسسات إعلامية أو مؤسسات أكاديمية أو ناشطين أو مثقفين. ولا توجد أي مشكلة على الإطلاق في عقد مثل هذه اللقاءات غير الرسمية بين حزب الله وهذه الأحزاب".

وعن المشكلة الرئيسية بين حزب الله والولايات المتحدة، قال فياض إنّ الموقف من الأميركيين مرتبط بأمران أساسيان. الأمر الأول "يتعلق بالصراع الفلسطيني والعربي الإسرائيلي والتدخل في شؤوننا الداخلية، والثاني يتعلق بالنهج الأميركي تجاه النظام العالمي". 

وأكّد أنّ ذلك "يتناقض تماماً مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ونقاط ويلسون الأربعة عشر، ويتناقض أيضاً مع كافة المبادئ الدستورية والإنسانية التي أرساها الآباء المؤسسون للولايات المتحدة".

كيف تردون على اتهام حزب الله بممارسة أنشطة مسلحة في الخارج؟ 

وفيما يتعلق بما إذا كان حزب الله يمارس أي نشاط مسلح خارجي، أكّد فياض أنّ الحزب "لا يمارس أي أنشطة إرهابية سواء في لبنان أو خارجه"، بل "يعمل علناً في لبنان لتحرير الأراضي المحتلة من قبل العدو الإسرائيلي".

وشدّد على أنّ ذلك الحق منصوص عليه في قوانين الأمم المتحدة، وهو أحد المبادئ الأساسية المتعلقة بحقوق الأمم والمجتمعات البشرية، أي إنّ "لدينا الحق في الدفاع عن أنفسنا ضد الاعتداءات الإسرائيلية".

ما مدى ثقل الضربة التي وجهتها الأحداث في سوريا لحزب الله؟ 

وبالحديث عن تطورات الأحداث في سوريا، صرّح بأنّ التحول السياسي الذي حصل في سوريا "كان خسارة استراتيجية كبرى، ولا يمكن نكران ذلك".

وأوضح أنّ حزب الله "لم يكن يدعم النهج الذي اتبع في التعامل مع العلاقات المعقدة بين النظام السوري السابق والشعب السوري، فنحن لا ندعم أي نوع من أنواع القمع والفساد والممارسات الطائفية".

ما هو الموقف من القيادة الجديدة في سوريا؟

وفيما يتعلق بالقيادة الجديدة في سوريا، قال فياض: "نحن لا نبحث عن المتاعب، ونتبع موقف الدولة اللبنانية التي دعت إلى علاقات متوازنة بين البلدين"، لكننا نؤكد "أهمية حماية الأقليات واحترام الحريات، وعدم وجود قيادة قمعية".

وأضاف: "نحن نتابع أيضاً موقف القيادة الجديدة في سوريا من إسرائيل، وهو موقف محير ويطرح الكثير من علامات الاستفهام، حيث تسللت إسرائيل واحتلت الأراضي السورية من دون أن تتخذ القيادة الجديدة أي موقف، وهذا أمر غريب من كل النواحي القانونية والسياسية، ولا تجده في أي دولة أخرى". 

وبشأن المواجهات التي نشبت في الفترة الأخيرة عند الحدود اللبنانية السورية، أوضح فياض أنّها "ارتبطت بالتهريب وعصابات التهريب، ولكننا نعتقد أنها أكثر من ذلك، فهي تهدف إلى الضغط السياسي على لبنان"، في حين أنّ "ما نريده هو استقرار الحدود الشرقية الشمالية".

اقرأ أيضاً: "تعويض القصور يمكّن حزب الله من توجيه ضربات".. ماذا قال نواف الموسوي للميادين؟

اخترنا لك