طبيبة في مستشفى العودة للميادين: أطفال غزة دون علاج وحليب والمساعدات "كذبة كبيرة"
رئيسة قسم التغذية في مستشفى العودة تتحدّث عن المعاناة التي تشهدها المستشفى من نقص حادّ في المواد الأساسية اللازمة لعلاج الأطفال، فيما يُحذّر مرصد عالمي من بلوغ مناطق كاملة مرحلة المجاعة.
-
أب يحتضن طفله بعد استشهاده أمام مستشفى العودة - النصيرات 30 نيسان/أبريل 2025 (الأناضول)
قالت رئيسة قسم التغذية العلاجية في مستشفى العودة - النصيرات وسط قطاع غزة، رنا زعيتر، إن الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع أدّى إلى انعدام كامل في المكمّلات الغذائية المخصّصة لعلاج الأطفال، محذّرة من كارثة صحية وشيكة تهدّد حياة آلاف المرضى من الأطفال.
وأوضحت زعيتر للميادين، أنّ المستشفى يعاني من نقص حادّ في المواد الأساسية اللازمة لعلاج الأطفال، مؤكّدةً أنّ "المساعدات الطبية لم تصلنا حتى الآن"، فيما تتفاقم يوماً بعد يوم أزمة علاج الأطفال المصابين بسوء التغذية.
"لم يعد لدينا مكملات غذائية للأطفال بسبب الحصار".
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) July 29, 2025
رئيسة قسم التغذية العلاجية في مستشفى العودة - النصيرات وسط قطاع #غزة رنا زعيتر.#الميادين #فلسطين pic.twitter.com/S2yT1M8s67
وشدّدت زعيتر على أنّ كلّ ما يُقال عن دخول المساعدات إلى القطاع هو "كذبة كبيرة"، لافتة إلى أنّ أسعار حليب الأطفال بلغت أرقاماً خيالية في ظلّ الحصار، حيث وصل سعر العلبة الواحدة إلى نحو 100 دولار أميركي، ما يجعلها خارج متناول معظم العائلات في غزة.
وأشارت إلى أنّ الفرق الطبية تعمل بإمكانيات صفرية، ولا تتوافر حتى المستلزمات البسيطة لمعالجة الأطفال الذين يتدهور وضعهم الصحي سريعاً.
"إدخال المساعدات إلى القطاع هو كذبة كبيرة، وسعر علبة حليب الأطفال وصل إلى نحو مئة دولار".
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) July 29, 2025
رئيسة قسم التغذية العلاجية في مستشفى العودة - النصيرات وسط قطاع #غزة رنا زعيتر.#الميادين#فلسطين pic.twitter.com/nRVLhLpDW1
مرصد عالمي للجوع: غزة بلغت عتبة المجاعة
في موازاة التحذيرات الطبية المحلية، أكّد مرصد عالمي متخصص في مراقبة مستويات الجوع حول العالم، أنّ "السيناريو الأسوأ لحدوث مجاعة يتكشّف حالياً في قطاع غزة"، محذّراً من أنّ "معدلات استهلاك الغذاء في معظم مناطق القطاع وصلت إلى حدّ المجاعة".
وكشف المرصد عن تسجيل ارتفاع سريع في حالات سوء التغذية، ولا سيما في مدينة غزة، حيث بلغت المؤشرات عتبة المجاعة خلال النصف الأول من تموز/يوليو الجاري.
هذا وأقرّ برنامج الأغذية العالمي بعجزه عن إيصال الكميات المطلوبة من المساعدات الإنسانية اللازمة إلى قطاع غزة حتى الآن، في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية.
بدورها، حذّرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة من أنّ مليون امرأة وفتاة في غزة يواجهن أوضاعاً مأساوية تشمل الجوع، والعنف، والانتهاكات.
وأشارت الهيئة إلى أنّ النساء والفتيات في القطاع يواجهن ما وصفته بـ"الخيار المستحيل" بين الموت جوعاً في مراكز الإيواء، أو التعرّض لأخطار شديدة.
وفي هذا السياق، سُجّل اليوم استشهاد الطفلة نور أبو سلعة (10 أعوام) نتيجة سوء التغذية ونقص الرعاية الطبية، في وقت يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي منع إدخال الغذاء والدواء والماء الصالح للشرب منذ أشهر.
من جهتها، حذّرت المتحدّثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في غزة من أنّ "الوضع يتدهور بسرعة"، داعيةً إلى فتح جميع المعابر فوراً، وتدفّق المساعدات الإنسانية، ورفع كلّ القيود المفروضة على عمل الفرق الأممية والإغاثية.
وتُقدّر المنظمات الدولية عدد الأطفال المهدّدين بالجوع وسوء التغذية في القطاع بنحو مليون طفل، في ظل استمرار الحصار وانهيار المنظومات الصحية وتفاقم انعدام الأمن الغذائي.