رفض واسع في لبنان لتسليم معتقل إسرائيلي: خيانة وطنية وهدية مجانية للعدو
تسليم السلطات اللبنانية معتقلاً إسرائيلياً فجّر موجة إدانات واسعة من أحزاب وقوى وشخصيات، التي وصفت القرار بالخيانة الوطنية والتفريط بالسيادة، مؤكدة أنه يمثّل وصمة عار وإهداراً لورقة قوة ثمينة.
-
رفض واسع في لبنان لتسليم معتقل إسرائيلي: خيانة وطنية وهدية مجانية
أثار قرار السلطات اللبنانية تسليم المعتقل الإسرائيلي صالح أبو حسين إلى الاحتلال من دون مقابل موجة إدانات واسعة من أحزاب وقوى وشخصيات لبنانية، التي وصفت ما جرى بأنه "جريمة وطنية وخيانة للسيادة".
"انبطاح سياسي لواشنطن وتل أبيب"
ففي بيان شديد اللهجة، أدان حزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان القرار، واعتبره "وصمة عار سياسي لن تُمحى من ذاكرة اللبنانيين، وتفريطاً فاضحاً بالسيادة والكرامة الوطنية لصالح إملاءات واشنطن وتل أبيب".
وأضاف البيان أنّ السلطة "تخلّت عن واجبها تجاه أبنائها، وقدّمت هدية مجانية للعدو في واحدة من أخطر مظاهر الانبطاح السياسي"، محمّلاً الحكومة المسؤولية المباشرة ومطالباً بمحاسبة الجهات التي شاركت في القرار، الذي وصفه بأنّه "خيانة وطنية لا تسقط بالتقادم".
"هدية مجانية للعدو"
من جانبه، وصف المؤتمر الشعبي اللبناني عملية إطلاق سراح الإسرائيلي صالح أبو حسين من السجون اللبنانية بـ"الفضيحة التي تستوجب معاقبة كلّ من يتحمّل مسؤوليتها من أعلى الهرم إلى أدناه".
بدوره، أكد لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية أنّ الإفراج عن المعتقل الإسرائيلي "هدية مجانية للعدو تعكس سقوط السيادة وخضوعاً مذلّاً للضغوط"، مشدّداً على أنّ "الحدّ الأدنى من الوطنية كان يقتضي استثمار هذه الفرصة في تبادل الأسرى على غرار ما أنجزته المقاومة في لبنان وفلسطين". وطالب بمحاسبة المسؤولين عن القرار، معتبراً أنّ ما جرى "خيانة وطنية تشجّع العدو على مواصلة عدوانه".
وفي السياق ذاته، شجب لقاء القوى والأحزاب القومية الإفراج عن المعتقل "فيما لا يزال عشرات الأسرى اللبنانيين يقبعون في سجون الاحتلال"، معتبراً أنّ هذه الخطوة "إهدار لورقة قوة ثمينة كان يمكن استثمارها لتحرير الأسرى"، ومحذراً من أنّ "السياسات الرخوة تخدم العدو وتضرّ بموقع لبنان ودوره".
أما لجنة أصدقاء عميد الأسرى يحيى سكاف، فاعتبرت أنّ "الأجدر بالدولة اللبنانية أن تعمل على تحرير الأسرى اللبنانيين"، مشيرة إلى أنّ تسليم إسرائيلي للعدو "يمثّل وصمة عار على جبين الدولة ويعكس تخلّيها عن واجباتها تجاه شعبها". وأضافت أنّ ما جرى "إهانة لعوائل الأسرى والشهداء والمناضلين".
"تصرّف يستدعي المحاسبة"
على المستوى البرلماني، صرّح عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب إبراهيم الموسوي بأنّ ما جرى "مدان ومستهجن وصادم للناس ويستدعي المساءلة والمحاسبة"، مطالباً السلطات القضائية والأمنية بفتح تحقيق عاجل.
فيما استغرب النائب قاسم هاشم إطلاق سراح الإسرائيلي بعد عام على أسره "من دون أي إعلان رسمي"، معتبراً أنّ الأهم هو "كونه يحمل الجنسية والجواز الإسرائيلي بغض النظر عن أي تفاصيل أخرى"، ومتسائلاً عن سبب "عدم استثمار هذه الفرصة لإطلاق الأسرى اللبنانيين". وأكد أنّ "من يحمل هوية العدو يبقى إسرائيلياً مهما كانت أصوله"، داعياً الدولة إلى العمل على تحرير جميع الأسرى اللبنانيين.
أعلنت المديرية العامة للأمن العام، في بيان، "تسليم الفلسطيني صالح أبو حسين (من عرب 48)، عند الساعة 11:46 صباح اليوم، وهو يحمل هوية كيان العدو الإسرائيلي، إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، تمهيداً لإعادته إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة".#لبنان#الميادين_لبنان pic.twitter.com/iVGJNzfdUe
— الميادين لبنان (@mayadeenlebanon) August 21, 2025
