جبرائيلي: العدوان على إيران كشف فشل مشروع "إسرائيل" للهيمنة في غرب آسيا

أستاذ العلوم السياسية في معهد العلوم الإنسانية والدراسات الثقافية في طهران، ياسر جبرائيلي، يؤكد في مقابلة خاصة مع "الميادين  الإنكليزية"، فشل "إسرائيل" في تحقيق أهداف حربها على إيران، وبالتالي إحباط محاولة هيمنتها على غرب آسيا.

0:00
  •  الدكتور ياسر جبرائيلي، أبرز المحليين الإيرانيين، في مقابلة مع
    الدكتور ياسر جبرائيلي، أبرز المفكرين والمحللين الإيرانيين، في مقابلة مع "الميادين  الإنكليزية"

تحدث أستاذ العلوم السياسية في معهد العلوم الإنسانية والدراسات الثقافية في طهران، ياسر جبرائيلي، وهو أيضاً أبرز المفكرين والمحللين في إيران، في مقابلة مع "الميادين  الإنكليزية" بشأن الحرب على البلاد، وجبهاتها الظاهرة والخفية، والبرنامج النووي والاتجاه المستقبلي للشعب الإيراني.

ويُشار إلى أنّ جبرائيلي شغل منصب رئيس مركز التقييم الاستراتيجي والإشراف على تنفيذ السياسات الكلية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، في مجمع تشخيص مصلحة النظام لمدة 5 سنوات، وهو أيضاً مؤسس حزب "الحضارة الإسلامية الجديدة"، الذي أُنشئ حديثاً.

وأكد جبرائيلي أن العدوان الإسرائيلي الأخير على إيران لم يكن مجرد "عملية عسكرية فاشلة"، بل خطوة يائسة لإعادة تشكيل النظام الإقليمي لمصلحة "إسرائيل".

تفنيد مخطط "الهيمنة في غرب آسيا ما بعد أميركا"

وكشف جبرائيلي عما يسمّيه "خطأ استراتيجياً نابعاً من اليأس"، مُحدداً أنّ تلك الحرب لم تكن مجرد مواجهة بين إيران و"إسرائيل"، بل استهدفت محور المقاومة بأكمله و"كانت استفتاءً على الهيمنة في غرب آسيا ما بعد أميركا".

وفي هذا الإطار، أوضح جبرائيلي أنّ واشنطن أدركت تراجع قدرتها على الحفاظ على الهيمنة المباشرة في غرب آسيا، و"بدأت في تنفيذ استراتيجية طويلة المدى لتمكين إسرائيل من لعب دور الهيمنة الإقليمية في النظام الناشئ لما بعد أميركا".

وشرح الخطوات الأميركية انطلاقاً من وضع الحرب ضمن بنيتها الجيوسياسية الأوسع: "ما هي حسابات إسرائيل الاستراتيجية؟ وما التحولات الإقليمية والعالمية التي شكّلت السياق الذي اندلعت فيه هذه الحرب"؟

وهنا عدّد جبرائيلي أنّه على الصعيد العسكري، ضمنت واشنطن أن تظل "إسرائيل" القوة الأكثر تسليحاً في المنطقة.

وعلى الصعيد السياسي، أُطلقت "اتفاقيات أبراهام" لتطبيع العلاقات بين "إسرائيل" وعدد من الدول العربية، ما أدى فعليًا إلى دمج "إسرائيل" في البنية السياسية الإقليمية.

أما على الصعيد الاقتصادي، فقد جاء مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا (IMEC) ليضع "إسرائيل" في قلب طريق تجاري عابر للأقاليم.

فشل الأهداف الإسرائيلية

لكن، في المقابل، شدّد على أنّ عملية 7 أكتوبر 2023 التي نفذتها المقاومة الفلسطينية نسفت هذا المشروع برمّته، وكشفت هشاشة الردع الإسرائيلي، وقوضت بشدة سعيها لتحقيق الهيمنة الإقليمية غير المتنازع عليها.

وأضاف أنّ "إسرائيل" صعّدت إلى حرب شاملة، "حرب بقاء"، ليس فقط ضد المقاومة الفلسطينية، بل ضد محور المقاومة بأكمله، الذي تقف إيران في مركزه.

وتابع أنّ "إسرائيل" رأت أن القضاء على جبهة المقاومة وإسقاط الجمهورية الإسلامية يمثلان شرطاً أساسياً لتحقيق هيمنتها الإقليمية، وكان هذا هو هدفها الاستراتيجي.

وعلى الرغم من قوله إنّ المقاومة تعرّضت للضرر، فـ"هذه كانت حرباً وجودية، ومن السذاجة الاعتقاد بأن أي طرف في مثل هذه الحرب يمكن أن يخرج من دون خسائر"، إلا أنّ جبرائيلي نفى بشكل قاطع أن تكون "إسرائيل" قد حققت أهدافها.

وفي هذا السياق، أكد أنّ المقاومة لم تنهَر، ولم تسقط إيران، بل خرجت أكثر تماسكاً على المستويين الشعبي والسياسي، حيث أظهر الشعب الإيراني وحدة وطنية نادرة، متجاوزاً الخلافات الداخلية للدفاع عن السيادة ورفض العدوان.

في المقابل، سلّط جبرائيلي  الضوء على المشهد داخل كيان الاحتلال، حيث يعاني "المجتمع" من  انقسام داخلي عميق، وتصاعد في الهجرة العكسية، فضلاً عن تراجع الإحساس بالأمن ووجود أزمة اقتصادية خانقة.

البرنامج النووي

وخلال المقابلة، تطرق جبرائيلي إلى البرنامج النووي الإيراني، موضحاً أنّ الغرب يحاول تصويره كأنه مصدر خوف أو عبء على الشعب الإيراني.

إنما في الحقيقة المشروع النووي بالنسبة إلى الإيرانيين، ليس قضية نخبوية، بل يمثل كرامة وطنية وسيادة علمية  وتكنولوجية، تحظى بتأييد واسع، خصوصاً في وجه العقوبات والضغوط الخارجية.

وخلص جبرائيلي إلى أنّ الحرب لم تُضعف الروح المعنوية الإيرانية، ولم تُحوّل الشعب ضد حكومته، وأن إيران رغم التحديات دولة ذات شعب صامد، وهوية متجذرة، ومكانة إقليمية يصعب كسرها.

اقرأ أيضاً: لاريجاني: "الشرق الأوسط" الجديد سيكون شرقاً أوسط مقاوماً

"إسرائيل" تشن عدواناً على الجمهورية الإسلامية في إيران فجر الجمعة 13 حزيران/يونيو يستهدف منشآت نووية وقادة عسكريين، إيران ترد بإطلاق مئات المسيرات والصواريخ التي تستهدف مطارات الاحتلال ومنشآته العسكرية.

اخترنا لك