تظاهرات واستقالات و"ملاعق" في مواجهة قرارات ماسك ضد الموظفين الفيدراليين
العشرات يشاركون في مسيرة جابت أروقة مجلس الشيوخ الأميركي على خلفيّة الغضب المتزايد حيال قرارات يقودها الملياردير إيلون ماسك لتسريح الموظفين الحكوميين على نطاق واسع.
-
عند تعقّب عناصر أمن للمتظاهرين محذّرين إياهم من عرقلة الحركة في أروقة المبنى
شارك العشرات في مسيرة جابت أروقة مجلس الشيوخ الأميركي على خلفيّة الغضب المتزايد حيال قرارات يقودها الملياردير إيلون ماسك لتسريح الموظفين الحكوميين على نطاق واسع.
ودخل الموظفون الفيدراليون، الذين تعقّبهم عناصر أمن محذّرين إياهم من عرقلة الحركة في أروقة المبنى، إلى مكاتب عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، بينهم زعيم الغالبية جون ثون للتعبير عن استيائهم.
More than two dozen people were forced from a congressional building in Washington, D.C. in zip-tie hand cuffs, all of whom were protesting the Trump administration’s freeze on foreign aid.
— Devex (@devex) February 26, 2025
📹Footage credit: @elissamio#Trump #USAID #foreignaid pic.twitter.com/fPmXDxyF3R
وقال ستيف (33 عاماً) الذي طلب عدم الكشف عن اسمه الكامل خشية تعرّضه لإجراءات انتقاميّة إنّ "الهدف هو إيصال أصواتنا". وأضاف "عرضنا أمثلة على كيفيّة تأثّر الناس مباشرة بتفكيك الوكالات".
أحدثت حملة ماسك غير المسبوقة على الموظفين المدنيين، في الأسابيع الأولى لتولّي إدارة الرئيس دونالد ترامب الثانية السلطة، هزّة في مختلف الوكالات، ما ترك الموظفين الحكوميين يعانون من الإرباك والمرارة.
وقال ستيف إنّ "الجميع يشعرون بالألم"، موضحاً أنّه بينما أبدى بعض أعضاء مجلس الشيوخ "استجابة" في البداية، إلا أنّهم "التزموا الصمت" لدى سؤالهم عمّا يمكنهم القيام به للمساعدة.
ولم يقابل نهج ترامب القائم على سياسة الصدمة والترويع عبر سيل الأوامر التنفيذية التي أصدرها لترك بصمته اليمينية المتشدّدة على كلّ مسألة في الحكومة، باحتجاجات شعبية واسعة على غرار تلك التي شوهدت في بداية ولايته الأولى عام 2017.
Pro-@PEPFAR protest in Congress a few minutes ago. pic.twitter.com/9nwF89J8BM
— Carmen Paun (@carmenpaun) February 26, 2025
لكن هناك مقاومة من قبل الموظفين الفدراليين الحاليين والسابقين الذين يردّون عبر تنظيم تظاهرات وحملات إعلامية فضلاً عن استقالات في صفوف كبار الموظفين ودعاوى قضائية.
وانتشرت صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي ورسائل ومواقع إلكترونية يتابعها الآلاف، تهدف للتعبئة ومشاركة كيفية تأثير تدابير خفض العمالة على المواطنين الأميركيين.
وباتت الاحتجاجات في مجلس الشيوخ حدثاً يومياً رغم أنّ حجمها يختلف من يوم لآخر.
استقالات و"ملاعق"
واحتجّ بعض الموظفين الفدراليين عبر تقديم استقالاتهم. حيث استقال هذا الأسبوع نحو ثلث الموظفين في قسم التكنولوجيا التابع لـ"إدارة الكفاءة الحكومية" (دوج DOGE) التي يديرها ماسك، قائلين إنهم لن يعملوا بطريقة تعرّض البلاد إلى الخطر.
وقبل مغادرة الموظفين البالغ عددهم نحو 20 شخصاً "دوج"، أنشأ موظفون فيدراليون موقعاً إلكترونياً تحت اسم "نحن البناة" لمشاركة قصص عن تأثير ما تقوم به إدارة "دوج"، مشيرين إلى أنّ إجراءاتها تشلّ قدرة الوكالات على تقديم خدمات أساسية.
ويحمل جزء من شعار المجموعة ملعقة باتت رمزاً يستخدمه الموظفون الفيدراليون الآن للاحتجاج على قرارات ماسك، مستوحى من رسالة وصلت عبر البريد الإلكتروني من فريقه تحت عنوان "شوكة في الطريق"، وهي عبارة تشير بالإنكليزية إلى مفترق حاسم في الحياة. عرضت الرسالة على الموظفين الحكوميين إما ترك وظائفهم مع الحصول على رواتب ثمانية أشهر أو المخاطرة بأن تتمّ إقالتهم مستقبلاً.
وأفادت وسائل إعلام أميركية عن حالات امتلأت فيها مجموعات الدردشة المخصصة للعمل بصور الملاعق للتهكّم على مساعدي ماسك، أو أضاف الموظفون رمز الملعقة على حساباتهم الوظيفية على الإنترنت.
كما تمّ رفع عشرات الدعاوى القضائية ضدّ تهديدات أو مطالب ماسك، جاءت نتائجها متباينة.
وتعهّدت أكبر نقابة للموظفين الفيدراليين "الاتحاد الأميركي للموظفين الحكوميين" بتحدّي الإقالات التي اعتبرتها غير قانونية، واصفة ماسك بأنه "خارج عن السيطرة".
ورغم إجماع الجمهوريين في الكونغرس الذين يسيطرون على مجلسي النواب والشيوخ، على الولاء لترامب، إلا أن التوتر حيال تحرّكات ماسك يزداد داخل صفوف الحزب.
وكشف استطلاع صدر في شباط/فبراير، عن "واشنطن بوست" بالاشتراك مع معهد "إبسوس"، عدم رضا عن مقاربة ماسك القائمة على تقليص القوة العالمة الفيدرالية.
لكن ماسك بقي على موقفه مدعوماً من البيت الأبيض.
وكتب أثرى أثرياء العالم سلسلة منشورات على منصته "إكس" تستخفّ بالعمل الفيدرالي وشارك استطلاعات أجرتها لجنة التحرّك السياسي التي أسسها لدعم ترامب "أميركا باك" America PAC جاء فيها أنّ "دوج" "من بين الأجزاء الأكثر شعبية" في أجندة الرئيس.