بعد احتجازه لـ104 أيام.. قاضٍ أميركي يفرج عن الناشط المؤيد لفلسطين محمود خليل
الناشط المؤيد لفلسطين محمود خليل يُغادر مركز احتجاز المهاجرين في ولاية لويزيانا، بعد أمر بالإفراج الفوري عنه لعدم ثبوت أي أدلة على أنّه "يُشكل خطراً على المجتمع أو أنّه قد يفرّ من العدالة".
-
الناشط الفلسطيني محمود خليل (وسط) يتحدث بعد إطلاق سراحه من مركز احتجاز الهجرة الفيدرالي في لويزيانا - 20 حزيران/يونيو 2025 (AP)
غادر محمود خليل، الناشط المؤيد لفلسطين والمتخرج في جامعة كولومبيا، مركز احتجاز المهاجرين في ولاية لويزيانا، أمس الجمعة، بعد أن أمر قاضٍ فدرالي بالإفراج الفوري عنه، فيما اعتبرته منظمات حقوقية انتصاراً بارزاً ضد ما وصفته بسياسة استهداف الناشطين في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقال خليل، لحظة إطلاق سراحه من بلدة جينا الريفية، حيث كان محتجزاً لـ104 أيام: "على الرغم من أنّ العدالة انتصرت، إلاّ أنّ ذلك تأخر كثيراً جداً. ما كان ينبغي أن يستغرق ذلك ثلاثة أشهر".
وكانت السلطات قد اعتقلت خليل في 8 آذار/مارس الماضي من سكنه الجامعي في مانهاتن، عقب مشاركته في احتجاجات طلابية مناهضة للحرب الإسرائيلية على غزة، والتي وصفها ترامب بأنّها "معادية للسامية"، متوعداً بترحيل الطلاب الأجانب المشاركين فيها. وقد أصبح خليل أول من يتم توقيفه في إطار هذه السياسة الجديدة.
قرار المحكمة وتفاصيل الحكم
وقد أصدر قاضي المحكمة الجزئية في نيوارك، مايكل فاربيارز، أمراً بالإفراج عن خليل من مركز الاحتجاز في لويزيانا، موضحاً أنّ الحكومة لم تقدم أي أدلة تُثبت أنه يُشكل خطراً على المجتمع أو أنّه قد يفرّ من العدالة.
وقال فاربيارز إنّ احتجاز خليل "يمثل محاولة لمعاقبته عبر قضية هجرة"، وهو أمر "غير دستوري"، مشيراً إلى أنّ استخدام قانون نادر يمنح وزير الخارجية صلاحية الترحيل لأسباب تتعلق بالسياسة الخارجية يشوبه طابع استثنائي.
ورغم ذلك، ما زالت إجراءات الترحيل مستمرة، وقد رفض قاضي الهجرة في لويزيانا طلب لجوء خليل وأيد إمكانية ترحيله بناءً على مزاعم الحكومة بإخفائه معلومات خلال طلب إقامته الدائمة، وهو ما نفاه محاموه، مؤكدين أنّ هذه التهمة نادراً ما تُستخدم للاحتجاز.
ردود فعل متضاربة
وفي أول تعليق له بعد الإفراج عنه، رفع خليل قبضته اليمنى مرتدياً الكوفية، وقال أمام الصحافيين: "إدارة ترامب تبذل قصارى جهدها لتجريد الجميع هنا من إنسانيتهم. لا أحد غير قانوني، لا يوجد إنسان غير قانوني".
وأكد أنّ فترة الاحتجاز غيّرته جذرياً: "بمجرد دخولك إلى هناك، ترى واقعاً مختلفاً... واقعاً مروّعاً في بلد يُفترض أنه يدافع عن حقوق الإنسان والحرية".
Mahmoud Khalil is finally free 104 days after being abducted by ICE from his home in New York. The first thing he will do, he says, is “hug his wife and child,” whose birth he was forced to miss from behind bars. pic.twitter.com/eevtzy1dQy
— BreakThrough News (@BTnewsroom) June 21, 2025
من جهتها، أعربت زوجته، الدكتورة نور عبد الله، عن سعادتها بعودته، وقالت في بيان: "نحتفل اليوم بعودة محمود إلى نيويورك ليلتئم شمل عائلتنا الصغيرة والمجتمع الذي دعَمَنا منذ اعتقاله ظلماً بسبب مناصرته لحرية فلسطين".
لكن البيت الأبيض استنكر قرار الإفراج، وصرّحت المتحدثة أبيغيل جاكسون: "لا أساس لأمر قاضٍ اتحادي محلي يفتقر إلى الاختصاص القضائي للإفراج عن خليل"، مؤكدةً عزم الإدارة على استئناف الحكم ومتابعة ترحيله بتهم "سلوك يضر بمصالح السياسة الخارجية الأميركية" و"الاحتيال في طلب التأشيرة".
خلفية قانونية وشخصية
يبلغ خليل من العمر 30 عاماً، وهو حاصل على الإقامة القانونية الدائمة منذ العام الماضي. زوجته وابنه الرضيع مواطنان أميركيان. ويؤكد محاموه أنّ قضيته تكشف استغلالاً سياسياً لقوانين الهجرة لمعاقبة حرية التعبير، في مخالفة صريحة للتعديل الأول للدستور الأميركي.
ومن المتوقع أن تستمر المواجهة القانونية بين محامي خليل ووزارة الأمن الداخلي خلال الأسابيع المقبلة، بينما يواصل خليل تنديده بما وصفه بـ"سياسات الهجرة العنصرية" التي تستهدف الناشطين المؤيدين لفلسطين.