الفصائل الفلسطينية بشأن حادثة أمستردام: تدلل على تصاعد حركة التضامن العالمية مع غزة ولبنان
فصائل المقاومة الفلسطينية تؤكد أنّ تصدي الهولنديين لمشجعي النادي الإسرائيلي هو تعبير عن الغضب الذي بات يسكن المواطنين في أوروبا بسبب الإجرام وحرب الإبادة والمذابح الفظيعة التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي بحق أبناء الشعبين الفلسطيني واللبناني.
قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية، حماس، سامي أبو زهري، إن أحداث أمستردام تؤكد أن استمرار الإبادة التي ترتكبها "إسرائيل" أمام البث الحي والمباشر دون أي تدخل دولي لوقفها ومحاسبة مرتكبيها يقود إلى مثل هذه التداعيات العفوية.
وأضاف أبو زهري، في تصريحات صحافية، أنّ "وقف الإبادة الصهيونية في قطاع غزة هو جزء أساس من احترام وحماية حقوق الإنسان، وضمان الأمن والسلم الإقليمي والعالمي".
من جانبها، أشادت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، بالجماهير الهولندية التي تصدت لمشجعي فريق الكيان، متوجهةً بالتحية إلى كل "الأحرار الذين تصدوا لبلطجة الغاصبين، وفضحوا زيف الكيان".
ورأت الحركة، في بيانٍ، أنّ ما كشفته الكاميرات ومقاطع الفيديو المتداولة تظهر ثقافة البلطجة التي يتميز بها المستوطنون وأنصارهم ومشجعوهم، والتي "وصلت إلى مستوى انتهاك حريات المواطنين في بلدانهم والتعدي عليهم بالضرب والعنف".
وأكدت أنّ ادعاء وزير خارجية الاحتلال، جدعون ساعر، بـ"تعرض مشجعي فريقه لأعمال عنف بسبب كونهم يهوداً وإسرائيليين"، هي محض افتراء تكذبها الأدلة الدامغة.
لجان المقاومة في فلسطين أكدت أنّ ما جرى من ممارسات استفزازية قام بها إسرائيليون من مشجعي نادي "مكابي تل أبيب" يكشف مجدداً أننا أمام كيان صهيوني إرهابي وعنصري وفاشٍ .
وقالت، في بيانٍ، إنّ الاشتباكات وتصدي المواطنين في هولندا لمشجعي النادي الإسرائيلي هو "تعبير عن الغضب الذي بات يسكن نفوس المواطنين وعقولهم وقلوبهم في أوروبا كافة بسبب الإجرام وحرب الإبادة والمذابح الفظيعة التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق أبناء الشعبين الفلسطيني واللبناني".
وشددت اللجان على أهمية الحراك الجماهيري العالمي لنصرة أهالي قطاع غزة والشعب اللبناني، الذين يتعرضون لحرب إبادة متواصلة موثقة بالصوت والصورة، في ظل صمت ونفاق غربي رسمي كبير .
ورأت أنّ "العالم كله من مشرقه إلى مغربه بشعوبه ومؤسساته وبكل مكوناته اليوم أمام اختبار إنساني حقيقي تجاه جريمة التطهير العرقي والقتل والإرهاب والإبادة الجماعية في غزة ولبنان".
ولفتت اللجان إلى أنّ الأوان قد آن لكي ينتهي الصمت والتخاذل وأن يوصل الجميع إلى بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة رسالة واضحة، مفادها بأن "شعبينا في فلسطين ولبنان ليسا وحدهما".
بدورها، أكدت حركة المجاهدين أنّ الاستفزازات والاعتداءات التي نفذها المشجعون الإسرائيليون ضد العرب وأعلام فلسطين في هولندا تعبّر عن العقلية الجمعية الإجرامية والعنصرية للصهاينة.
وقالت، في بيانٍ، إن ذلك أظهر حجم التهديد الذي يشكله الصهاينة على استقرار العالم، مضيفةً أنّ ما أظهره هؤلاء من "عدوان وعنصرية وتطاول على العرب والمسلمين في أوروبا هو جزء من مسلسل طويل من الغطرسة و العدوان الصهيوني الممتد على الأرض والإنسان والمقدسات في فلسطين".
وتوجّهت الحركة بالتحية إلى "كل الأحرار والجماهير العربية والمسلمة التي تصدت للهمجية الصهيونية ورفضت الذل والإهانة وانتصرت لفلسطين والإنسانية والكرامة"، مؤكدةً أنّ هذا الموقف يعبّر عن حالة الغضب المتنامي في العالم وجماهير الأمة وشعوبها تجاه غطرسة الاحتلال وجرائمه.
ودعت المجاهدين "أحرار العالم وشرفاء أمتنا إلى مزيد من المواقف الرافضة للغطرسة والعنجهية الصهيونية، ومزيد من الضغط الشعبي نصرة لفلسطين وأهل غزة الذين يتعرضون للإبادة الجماعية منذ أكثر من عام".
من جهتها، أشادت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بوعي مؤيدي الشعب الفلسطيني ومناصريه في هولندا، مؤكدةً أنّ هذه الأحداث تشير إلى حالة الرفض الشعبي المتزايدة للكيان الصهيوني، الذي أصبح كياناً منبوذاً على الساحة العالمية.
وشدّدت الجبهة على أن ما جرى في هولندا رسالة واضحة تدلل على تصاعد حركة التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، وتزايد الشعور بالغضب تجاه المواقف الرسمية الأوروبية المتواطئة والداعمة للاحتلال.
ودعت إلى توسيع هذه الحالة من التضامن العالمي، ومواصلة حملات فضح الأكاذيب الإسرائيلية، والتصدي لخطابهم المزيف، والعمل على عزل هذا الكيان ومقاطعته على جميع المستويات السياسية والإعلامية والثقافية والرياضية.
تفاصيل الأحداث في أمستردام
واندلعت اشتباكات بين عدد من مشجعي نادي "أياكس أمستردام" ومؤيدي القضية الفلسطينية، بينهم عرب من جهة، ومشجعي نادي "مكابي تل أبيب" الإسرائيلي من جهة ثانية، وذلك عقب انتهاء مباراة لكرة القدم جمعت الناديين ضمن الدوري الأوروبي في العاصمة الهولندية أمستردام.
وكان مراسل الميادين قد نقل تفاصيل الأحداث التي وقعت في العاصمة الهولندية أمستردام، حيث بدأت القصة عندما قام مشجعو النادي الإسرائيلي "مكابي تل أبيب" وهم عدة آلاف، بينهم جنود، بتنظيم مسيرات استفزازية في المدينة، مشيراً إلى أنّ الأحداث استمرت حتى الصباح.
وقال إنّ "هؤلاء رددوا شعارات بكلمات نابية بأن الجيش الإسرائيلي سيفعل فعله بالعرب"، مع الاستهزاء بأطفال قطاع غزة، مضيفاً أنّ الإسرائيليين نزعوا عشرات الأعلام الفلسطينية التي وضعها مواطنون هولنديون على نوافذ منازلهم وشرفاتهم منذ أشهر طويلة كرمز لدعم الفلسطينيين.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأنّ عدد الإصابات في صفوف الإسرائيليين يقدّر ما بين 10 و20، مشيرةً إلى فقدان الاتصال بـ7 آخرين، من جراء الأحداث.