الشرع لـ"نيويورك تايمز": أي فوضى في سوريا ستضر بالعالم.. وحكومتنا تتفاوض مع روسيا

الرئيس السوري، أحمد الشرع، يحثّ الولايات المتحدة الأميركية على رفع العقوبات عن سوريا، ويلمح إلى إمكانية الحصول على دعم عسكري مستقبلي من تركيا وسوريا.

0:00
  • ي
    الرئيس السوري أحمد الشرع

دعا الرئيس السوري، أحمد الشرع، الولايات المتحدة إلى رفع العقوبات عن سوريا. وفي مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز"، حذر الشرع من أن "أي فوضى في سوريا ستضر ليس فقط بالدول المجاورة، بل بالعالم أجمع".

الحكومة السورية تتفاوض مع تركيا وروسيا

وكشف الشرع، أن حكومته تتفاوض على صفقات مع كل من تركيا وروسيا، وألمح إلى إمكانية الحصول على دعم عسكري مستقبلي من كليهما.

وقال: "لتركيا وجود عسكري في سوريا، ولروسيا أيضاً وجود عسكري. لقد ألغينا اتفاقيات سابقة بين سوريا ودول أخرى، ونعمل على تطوير اتفاقيات جديدة"، لكنه بدا منفتحاً على شراء أسلحة إضافية من روسيا ودول أخرى، بحسب الصحيفة.

وأشارت الصحيفة إلى أن القوى العالمية تتشارك المخاوف من تجدد الاضطرابات في سوريا مع خروج البلاد من حرب دامت قرابة 14 عاماً، وأدت إلى نزوح الملايين إلى الخارج ودخولها فصلاً جديداً في ظل حكومة الشرع.

ورأت أنه يجب على الشرع أن يُوفق بين المصالح المتباينة لـ"إسرائيل" جنوباً وتركيا شمالاً.

وأضافت: "لا تربط الحكومة السابقة ولا الحالية علاقات رسمية بإسرائيل، التي ضربت مئات الأهداف في سوريا منذ سقوط الأسد. وقد صرّحت إسرائيل بأنها تهدف إلى منع وقوع الأصول العسكرية للنظام السابق في أيدي أي شخص أو جماعة معادية".

ورأت أن على الشرع أيضاً "إقناع الغرب بأنه شريك موثوق به، على الرغم من انتمائه السابق إلى تنظيم القاعدة". وبحسب قولها، يبدو أنه يُقيم علاقة جديدة مع روسيا، التي لديها مصلحة استراتيجية في الاحتفاظ بقواعد عسكرية في سوريا.

لم نتلقَ عروضاً لاستبدال أسلحتنا

وقال الشرع: "أبلغنا جميع الأطراف بأن هذا الوجود العسكري يجب أن يتماشى مع الإطار القانوني السوري"، مضيفاً أن أي اتفاقيات جديدة يجب أن تضمن "استقلال سوريا واستقرار أمنها، وألا يُشكّل وجود أي دولة تهديداً أو خطراً على الدول الأخرى عبر الأراضي السورية".

ولا يزال من غير الواضح، بحسب الصحيفة، ما هو الدور الذي ستؤديه روسيا، "إن وُجد في سوريا ما بعد الحرب"، لكن الشرع، صرّح بأن موسكو زوّدت الجيش السوري بالأسلحة لعقود، ملمّحاً إلى أن "بلاده قد تحتاج إلى دعم روسيا أو دول أخرى مجددًا في المستقبل".

وقال: "حتى الآن، لم نتلقَّ عروضاً من دول أخرى لاستبدال الأسلحة السورية" التي تُصنّع في الغالب في روسيا.

وأضاف: "روسيا عضو دائم في مجلس الأمن. أسلحة سوريا روسية بالكامل. وهناك العديد من اتفاقيات الغذاء والطاقة التي اعتمدت عليها سوريا لسنوات طويلة. يجب أن نأخذ هذه المصالح السورية في الاعتبار".

اقرأ أيضاً: وزير الخارجية السوري: تلقينا رسائل إيجابية من روسيا وإيران ونطلب المزيد من الضمانات

بعض الشروط الأميركية بحاجة إلى مناقشة

خلال المقابلة التي استمرت 45 دقيقة، ناشد الشرع واشنطن رفع العقوبات، قائلاً إنه من المنطقي الآن بعد سقوط النظام السابق. وقال: "فُرضَت العقوبات رداً على الجرائم التي ارتكبها النظام السابق بحق الشعب".

وأوضح الشرع أن بعض الشروط الأميركية "بحاجة إلى مناقشة أو تعديل"، رافضاً الخوض في تفاصيل أكثر.

وألمح أيضاً إلى أن حكومته ستنظر في منح الجنسية السورية للمقاتلين الأجانب الذين عاشوا في البلاد لسنوات، والذين تزوج بعضهم سوريات، والذين "انضموا إلى الثورة". ويقول خبراء إن ذلك قد يُعقّد مساعيه لتخفيف العقوبات، ويثير مخاوف الدول الغربية من أن تصبح سوريا ملاذًا للمتطرفين.

اقرأ أيضاً: بيدرسون يحذّر من كارثية العقوبات على سوريا.. ويدعو إلى رفعها

بناء جيش موحد يمثل تحدياً كبيراً

وسعى الشرع، وفقاً للصحيفة، إلى تهدئة هذه المخاوف، متعهداً بمنع استخدام الأراضي السورية لتهديد أي دولة أجنبية. وقال: "سوريا ملتزمة منذ البداية، قبل وصولنا إلى دمشق، بمنع استخدام أراضيها بأي شكل من الأشكال يهدد أي دولة أجنبية".

وأكدت الصحيفة أن بناء جيش موحد يعدّ أحد التحديات الرئيسية التي يواجهها الشرع في محاولته تأمين سيطرة الحكومة على جميع أنحاء البلاد، وقال: "هذا في حد ذاته يمثل تحدياً كبيراً. سيستغرق بعض الوقت".

اقرأ أيضاً: مسؤول أميركي يحدد 4 شروط لتخفيف العقوبات عن سوريا.. ماذا تضمنت؟

اخترنا لك