الدبيبة: السلطات الأمنية والعسكرية أعادت سيطرة الدولة في العاصمة الليبية
بعد الاشتباكات التي شهدتها العاصمة الليبية طرابلس في إثر مقتل رئيس جهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي الليبي ليل أمس، رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية يشيد بأداء المؤسسات الأمنية.
-
رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة
أشاد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، اليوم الثلاثاء، بالجهود التي بذلتها وزارتي الداخلية والدفاع، وقوات الجيش والشرطة، في فرض الأمن وبسط سلطة الدولة في العاصمة طرابلس، وذلك بعد الاشتباكات التي شهدتها المدينة على خلفية مقتل رئيس جهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي الليبي، عبد الغني الككلي.
وقال الدبيبة في بيان: "أُحيي وزارتي الداخلية والدفاع، وجميع منتسبي الجيش والشرطة، على ما حققوه من إنجاز كبير في بسط الأمن وفرض سلطة الدولة في العاصمة".
وأكّد أنّ "ما تحقق اليوم يؤكد أنّ المؤسسات النظامية قادرة على حماية الوطن وحفظ كرامة المواطنين"، في إشارة إلى الأحداث التي شهدتها طرابلس ليل أمس الاثنين.
وشدد الدبيبة على أنّ "ما تحقق يُشكل خطوة حاسمة نحو إنهاء المجموعات غير النظامية، وترسيخ مبدأ ألاّ مكان في ليبيا إلا لمؤسسات الدولة، ولا سلطة إلا للقانون".
وجاء البيان، بعد اشتباكات عنيفة شهدتها العاصمة طرابلس بين مجموعات مسلحة في أعقاب مقتل الككلي، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 6 آخرين.
مشاهد متداولة من المواجهات في العاصمة الليبية طرابلس #ليبيا pic.twitter.com/XAMvugV8Eh
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) May 12, 2025
من جانبها، قالت وزارة الداخلية التابعة لحكومة الوحدة الوطنية في بيان نقلته منصة "حكومتنا" الرسمية: "تطمئن وزارة الداخلية المواطنين في مناطق جنوب وغرب طرابلس بأنها تتابع عن كثب الأوضاع الجارية، وتؤكّد أنها تتجه نحو السيطرة"، مضيفة أن "الأجهزة الأمنية تبذل جهودها لضبط الأمن واحتواء الموقف".
بدوره قال الناطق باسم جهاز الإسعاف والطوارئ أسامة علي، في حديث لوكالة "ريا نوفوستي" الروسية: "سُجلت 6 إصابات حتى الآن جرّاء الاشتباكات الجارية في العاصمة طرابلس، في حين لا توجد إحصائيات دقيقة بعد بشأن عدد القتلى".
وفي بيان لاحق، قال مركز طب الطوارئ والدعم في بيان رسمي إنّ "وحدة الانتشال بقسم الجثامين في مركز طب الطوارئ والدعم شرع في انتشال عدد 6 جثث من أماكن الاشتباكات بمحيط منطقة أبو سليم بعد استقرار الأوضاع بشكل نسبي".
وأكّد المجلس الأعلى للدولة الليبي، في بيان، أنه "يتابع بقلق بالغ التوترات الأمنية الخطيرة والتحشيد العسكري الكبير على تخوم العاصمة طرابلس، وهو ما يشكل تهديداً لحياة المواطنين واستقرار الوطن".
ورأى أنّ "استمرار هذه التوترات دون احتواء سيؤدي إلى تعميق معاناة الشعب، وتدمير البنية التحتية والاقتصادية، وتعزيز حالة الانقسام التي تعرقل بناء الدولة".
كما دعا المجلس القائد الأعلى للجيش، ووزير الدفاع، ورئيس الأركان العامة إلى "الاضطلاع بمسؤولياتهم الوطنية والتاريخية وتوجيه التعليمات الصارمة بعودة كافة الوحدات العسكرية إلى مقراتها وثكناتها بما يضمن تجنيب العاصمة أي تصعيد عسكري قد يفاقم الوضع الأمني، وتغليب لغة العقل والحوار، حفاظاً على البلاد من الفوضى والصراع".
وتداولت صفحات ليبية على مواقع التواصل الاجتماعي معلومات عن انتشار مجموعات مسلحة في مختلف شوارع طرابلس خلال الساعات الماضية، ومقاطع فيديو ترصد دوي إطلاق النار في شوارع العاصمة.
دعوة الأطراف لوقف الاقتتال
ومن جهتها، قالت البعثة الأممية في ليبيا في بيان لها: "تُعرب بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها البالغ إزاء تفاقم الوضع الأمني في طرابلس، مع اشتداد القتال بالأسلحة الثقيلة في الأحياء المدنية ذات الكثافة السكانية العالية".
وأضافت البعثة الأممية: "تدعو البعثة جميع الأطراف إلى وقف الاقتتال فوراً واستعادة الهدوء". كما "تُذكّر جميع الأطراف بالتزاماتها بحماية المدنيين في جميع الأوقات"، محذّرةً من أنّ "الهجمات على المدنيين والأهداف المدنية قد ترقى إلى جرائم حرب".
هذا وأصدرت السفارة الأميركية في ليبيا بياناً جاء فيه: "تُشاطر سفارة الولايات المتحدة الأميركية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا قلقها إزاء القتال في المناطق السكنية بطرابلس"، وأنه "يجب حماية المدنيين"، و"حثّت على "التهدئة الفورية واستعادة الهدوء".
ويُشار إلى أنّ حكومة الرئيس الدبيبة، تعرضت لاستهداف سابق، في شهر شباط/فبراير، مطلع العام الجاري، من خلال، محاولة اغتيال تعرّض لها وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، عادل جمعة، في العاصمة طرابلس.
وتعاني ليبيا من أزمة سياسية معقّدة منذ عام 2011، في ظل حالة من الانقسام السياسي والمؤسسي العميق، بوجود حكومتين متنافستين، إحداهما في طرابلس غرب البلاد تمثل حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والأخرى في بنغازي شرق البلاد تابعة للبرلمان برئاسة أسامة حماد.