الأمم المتحدة ومفوضية "حقوق الإنسان": الفاشر تواجه المجاعة وتحتاج لحماية عاجلة
دعت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، اليوم الخميس، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع "الهجمات والفظائع واسعة النطاق ذات الدوافع العرقية" في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في السودان.
-
المفوض السامي لمنظمة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة فولكر تورك
دعت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، اليوم الخميس، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع "الهجمات والفظائع واسعة النطاق ذات الدوافع العرقية" في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في السودان.
وقال رئيس المفوضية، فولكر تورك، في بيان، إن "الفاشر على شفا كارثة أعظم إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة لتخفيف القبضة المسلحة على المدينة وحماية المدنيين".
وقُتل ما لا يقل عن 91 مدنياً في الفترة الممتدة من 19 إلى 29 أيلول/سبتمبر بنيران قوات "الدعم السريع"، وغارات بطائرات مُسيّرة، وعمليات توغل برية، وفقاً لمفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
وحذّر تورك من "أنماط الانتهاكات ذات الدوافع العرقية، بما في ذلك العنف الجنسي الذي يستهدف نساء وفتيات الزغاوة، كما حدث خلال هجمات سابقة لقوات الدعم السريع"، داعياً إلى "توفير ممر آمن وطوعي للمدنيين الذين لا يستطيعون المغادرة، مثل كبار السن والمرضى، وطالب بوصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق".
وأشار تورك إلى أنه "مع تناقص الإمدادات يومياً وارتفاع الأسعار بشكل صاروخي، أصبح المدنيون على شفا المجاعة"، مندداً بالقيود التي تفرضها قوات "الدعم السريع" والتقارير عن "التعذيب والقتل لتهريب الغذاء".
"المدنيون العالقون يواجهون أعمال قتل وعمليات خطف واعتقالات تعسفية"
من جهتها، أطلقت الأمم المتحدة على لسان منسقة الأمم المتحدة المقيمة للشؤون الإنسانية في السودان، دينيس براون، تحذيراً عاجلاً بشأن الوضع الإنساني الكارثي في مدينة الفاشر في شمال دارفور، حيث يواجه أكثر من ربع مليون مدني خيارات وُصفت بالمستحيلة بين البقاء تحت الحصار أو محاولة الفرار عبر طرق محفوفة بالعنف والنهب.
وقالت براون، في بيان، إن "المدنيين العالقين يواجهون أعمال قتل خارج القانون وعمليات خطف واعتقالات تعسفية، إلى جانب قصف عشوائي للأسواق والمستشفيات ودور العبادة، في ظل استمرار حصار المدينة منذ أكثر من 500 يوم".
وأكد البيان أن "القانون الإنساني الدولي يلزم جميع الأطراف بحماية المدنيين وضمان الممرات الآمنة للراغبين في مغادرة المدينة، مع ضرورة بقاء طرق الخروج مفتوحة وآمنة"، مشيراً إلى أن "من يبقون داخل الفاشر يحتاجون إلى الحماية أيضاً، وإلى وصول فوري للغذاء والماء والإمدادات الطبية الأساسية".
كما دعا البيان إلى حماية المستجيبين المحليين والعاملين في مجال الإغاثة الذين يخاطرون بحياتهم يوميًا لإيصال المساعدات.
وأكدت الأمم المتحدة ضرورة أن تكون هناك "خطوات فورية" مطلوبة لحماية السكان وتمكين وصول المساعدات الإنسانية بشكل حر ودائم إلى المدينة، ولضمان مغادرة المدنيين الراغبين في ذلك بأمان وطواعية.